صدر لنا الغرب عيداً عالمياً للمرأة وحدده ليكون الثامن من مارس من كل عام، وكغيرنا من الشعوب العربية قبل بعضنا بهذا العيد وكل واحد ينشد به ضالته، البعض جعل من هذا اليوم مصدر دخلاً، والبعض الآخر استخدمه كطعم لحلب المنظمات الدولية التي تدعو الى مناصرة المرأة، وهذا وهذا .... . اليمن وفي بعض محافظاتها احتفلت بهذا اليوم، وأكرموا المرأة بشهادات تقديرية وبوردة بيضاء وحمراء، وقالوا للعالم أنظرونا مثلكم، نحتفل ونكرم ونفتخر بالمرأة وبيومها العالمي، وبمساعدة سلطات محلية لم تستخدم هذا اليوم سوى للكسب، وفي حقيقة الأمر ليست المرأة في قاموسهم إلا كهامش تستخدم وقت الحاجة. تعالوا نأخذكم في نزهة إلى محافظة أبين الواقعة في جنوباليمن لتشاهدوا كيف استقبلت المرأة يومها العالمي 8 مارس 2021م، لقد تم الاحتفال بعشر ونيف من النساء وتكريمهن بشهادات تقديرية، بينما بقية النساء لم يكرمن، ليس لأنهن لم توجه لهن دعوة أو لم تحقق بهن غاية، بل لأنهن في انشغال في هذا اليوم، فمرأة مشغولة في تعبئة الماء من المساجد والآبار لأن السلطة والمنظمات الذين يحتفلوا بعيدها العالمي لم يستطيعوا أن يوفروا مادة الديزل لتشغيل محطة كهرباء وآبار ماء، فجعلوا الجالون الأصفر هو التاج فوق رأسها، والمرأة الأخرى منهكة في جمع الحطب لأن سعر الغاز غالٍ، وهذه متعبة وهي تبحث عن معونات إنسانية، وهذه تكالبت عليها هموم الحياة، وكل واحدة منهن عائشة في لياليها المظلمة. كذبوا علينا بمناصرتهم للمرأة، وهم من يعذب ويحرم المرأة من أبسط حقوقها.. (النساء شقائق الرجال)، فلا يحتجن إلى يوم ليحتفل به، ولا تقدير فقط عبر وسائل التواصل الاجتماعي، كل ما يحتجنه حب واحترام وصدق تعامل، كل ما يحتجنه أن يوفر لهن حقوقهن ويكن معززات مكرمات في مجتمعهن. المرأة هي الأم، الأخت، الزوجة، والأبنة، وكل يوم في العام هو عيد لها، راحتها عيد، سرورها عيد، طمئنينة قلبها عيد. المرأة هي السلام