تضيق، وتتسع الطرق الجبلية ،الغير معبدة . وعند التقاء سيارتين في المكان الضيق من هذه الطرقات تتراجع اقرب السيارتين إلى المكان الواسع، لتقف في جانب من الطريق ، مفسحة للسيارة الاخرى.. وقد تكون سماحة النفوس سيدة الموقف ، مع الثناء على الذي تراجع ، وشكره من الطرف الثاني.. وفي بعض الأحيان يكون التعنت سيد الموقف فيرفض احد الطرفان التراجع. متحديا ومتغطرسا، وما اشبهه ، والأسوأ في هذا كله عندما يكون الطرف الأقرب للمساحة الواسعة هو الذي يرفض ويتعنت ، وقد يُظهر التحدي مع هذا كله، فيواجه بمثلها ، او بأشد منها. وقد يَظهر في مثل هذا الموقف حٕلم ، وسماحة من الطرف الثاني فيتراجع - رغم الغبن - إيثارا للسلامة وحفظا للكرامة- وهذا كثير-.. لكنه في حال (على) و (يحي) ذات مرة,, وقد التقيا بسيارتيهما في ذلك المكان الضيق من الطريق الجبلي الوعر،، حيث كان (على) اقرب إلى المكان الواسع ، وقد تلقى إشارات من يحي بالانوار والبوري ليقف جانبا بسيارته ليصل يحي ويعبر من جواره بسلام... لكنه تجاهل هذا وكله ومضى مسرعا حتى اقتربت السيارتان من بعضهما ، وكل اوقف سيارته... وما كاد ( على) يوقف سيارته حتى فتح بابه مترجلا وفي يده سلاحه الآلي ، وأطلق الألفاظ القاسية، والنابية على يحي متهجما، ومغلظا القول ، آمرا له بالتراجع فورا لمسافة بعيدة ، ولم يترك للتفاهم موضعا ، او للعقل والنقاش مجالا.. يحي عندما راى طريق العقل والتفاهم مسدودة.. ولاصوت إلاصوت القوة وهدير العنف، نزل من سيارته يحمل في يده صميلا رافقه كثيرا، وصحبه في الحل والترحال.. إندفع باتجاه( علي) صامتا وابتدره بضربة حارة على رأسه كاد ان يفلق هامته.. (على) امتصها وتحدى يحي ان يضرب الثانية، فضرب يحي الثانية بلاهوادة.. حينها زمجر( على) بصوته المعهود مقسما بالله ان يحي لو يزيد الثالثة لا تقرح رأسه.. يحي بكل هدوء قال: مادام قد فيها قراحة رأس انا ساتراجع بسيارتي مهما كانت المسافة.. لكن (عليا) لم يمهله فقد اندفع لسيارته مسرعا وقال: أقسم بالله انك ماتكون احسن مني يايحي. انا الذي با ارجع بسيارتي وجيد يسلم جيد ، ورجع فعلا، وافسح ليحي مؤثرا السلام والوئام بين الأشقاء، ومفوتا الفرصة على الشيطان ، ومفسحا المجال امام الطرفين للتفرغ لما هو أهم واولى من البعاسيس...