حين عجزت الحكومة عن تحقيق مآربها وأهدافها تجاه الحراك الجنوبي السلمي باستخدام الآلة العسكرية التي تطلق الرصاص الحي , والقنابل المسيلة للدموع ذات الغازات السامة والعصي الكهربائية الصاعقة , لجأت لحيلة أخرى من العذاب الجماعي تلك هي الكهرباء , والكل يعرف أهمية الكهرباء للإنسان في العصر الحديث في كافة المجتمعات ذات المناخ المتعدد , واشد ما تكون حاجة ضرورية لأهالي المناطق الحارة ,. وهذا ما فطنت إليه حكومة الوفاق والحكومات المتعاقبة ما بعد عام 1994م , بأن الجنوب كله من الغيضة إلى المندب منطقة حارة صيفاً ومعتدلة شتاء , وشتاء الجنوب كصيف صنعاء , فراحت هذه الحكومة بداية تربط معظم مناطق الجنوب ومنها العاصمة عدن بمنظومة الكهرباء العامة في مأرب ليس حباً في الجنوب ولكن تنكيلا به , ولم يسلم من ذلك غير محافظة حضرموت والمهرة , فحضرموت عرفت الكهرباء منذ أيام الحكم القعيطي واستطاعت أن تؤسس لها منظومة خاصة , . وهذا ما جعلها بعيدة عن مآسي مأرب ونهم ورغم ذلك خلقت لها هذه الحكومة الوفاقية من الصعاب حتى كادت تلحق بمن يعاني من الكهرباء من خلال عدم تسديد مستحقات الطاقة المشتراه من شركات المستثمرين , ليطفشوهم ويجبروهم غصباً لتعذيب سكان حضرموت بالكهرباء , وقد خاب مسعاهم بتكاتف السلطة المحلية والمواطنين , ما أجبر الرئيس هادي بالتصريح بأنه لا يمكن بأي حال من الأحوال اللعب بالكهرباء في حضرموت ... فراحوا يعذبون أهالي عدن , وحين يخرجون في مسيرات عفوية محتجين يكون الضرب جزاءهم , الضرب بالرصاص , والهراوات التي لم يسلم منها حتى النساء والأطفال . ولا ننكر تقطع الكهرباء قبل الوحدة , ولكن كانت بشكل عارض وليس عن عمد او تخريب كما هو حاصل الآن , فلا يجرؤ احد أن يمس حتى سلك من أسلاك الكهرباء . أن أي دولة لا تستطيع أن توفر للناس أساسيات العيش وتضمن لها حق التمتع بالكهرباء والصحة والتعليم ليست دولة جديرة بان تبسط أياديها على أراضيها وتسوس ناسها . فإذا كانت دولة الجمهورية اليمنية ليست قادرة على ذلك في الجنوب ومحبطة أمام حرارة المليونيات الشعبية السلمية فعليها أن تحمل عصاها وترحل عن الجنوب , وترك الجنوب لأهله , وسترى كيف يكون هذا الجنوب من كل النواحي ... يكون جنوباً زاهراً , مشرقاً , متطوراً ينشر الأمن والأمان والسلم والاطمئنان .. جنوب يستطيع ان يرتقي بشعبه نحو العلي , معتنقاً عقيدة الإسلام .