إنها الشرارة من الشعلة التي ستحرق من يقف أمامها، إنها القطرة من البحر الذي سيُغرق من يحاول تجاهل مطالبه، إنه البرق الذي ينذر بعاصفة التي ستقتلع كل مسؤول يتهرب من وأجبه تجاة شعب جبار قد فاض صبره من شدة الفقر والجوع الذي يرى تجاعيده وألمه يعصر أبنائه ليلاً و نهاراً . فلن تمنعه خزعبلاتكم الوعودية المستقبلية، ولن تُثنيه خُذلانكم عن وأجبكم تجاة شعبكم وحفاظكم لمخصصاتكم التي أثخنت كروشكم وأعمت بصيرة قلوبكم، لتتغاضوا عن ما تشاهدوه من معاناة التي سحقت أجساد شعبكم، ولن تخدعه إتفاقياتكم المحلية والإقليمية والدولية عن نزع أبسط حقوقه الراتبية من أعناقكم حتى وإن طالت السماء . ما نشاهدة هذه الايام من ثورة جياع قد هزت أركان مضاجع الحكومة التي خُلقت في هندول الرياض، حيث أنها مازالت تظن أنها في فنادق الرياض ولكن في حي المعاشيق، لم تستطيع أن تُنجز أي شيء من وعودها وواجبها حتى في أبسط الأمور كالراتب، بل أصبحت كارثة وحمل ثقيل على أبناء عدن والمحافظات المحررة . فمُنذ قدوم الحكومة من الرياض تخطت العملة أعلى مستوياتها في الأرتفاع علماً أن الحكومة تستلم راتبها ومخصصاتها بالعملة الأجنبية، والمشتقات النفطية نالت أمتيازاتها في أرتفاع أسعارها، وغلاء المعيشة في أرتفاع يومياً وليس شهرياً كما كان قبل قدوم الحكومة إلى عدن ، وأصبحت عدن تعيش في ظلام دامس بإستثناء المعاشيق التي لا تغيب الشمس عن مسامات جدرانها طول 24 ساعة ، فهذه الإمتيازات المنقوشة كالحناء على أجساد حكومتنا كانت السبب في غض البصر عن معاناة الشعب وجعلتهم اكثر عالة . فأي حكومة رُزقنا بها ؟ وأي خير ستجده من مناصب زرعت خارج الوطن، ووزعت بسلاح المماحكات الداخلية والأقليمية والدولية ، وأُحتضنت كراسيها بأشخاص كان همهم الشاغل الكرسي فقط وليس الصلاحيات والإمتيازات التي ستُعطى لهم وبها سيقضوا على معاناة الشعب، فمن يعجز أن يحل أبسط الامور الحقوقية كالراتب، فالأفضل أن يقدم أستقالته أو يرحل من الوطن إلى الأرض التي أختارته لهذا المنصب . ومايذهلك ما تسمعه من افواه، لم تذوق مرارة الجوع والعطش والمرض وتعيش في فنادق وفلل في دول قريبة وبعيدة عن وطننا، تقول أن مايحدث في المعاشيق ليس لأجل الراتب بل أن لها أبعاد سياسية، وتجد كل أطراف الحكومة يتهموا بعضهم البعض بتسيس هذا الإعتصام ضد بعضهم البعض، علماً أن جميع الأطراف في خندق الحكومة الواحد، وهذا مبرر تتخذه جميع الأطراف في الحكومة لأنها عاجزه وضعيفه ولا حول ولا قوة لها في حل معاناة المواطن لأنها سعت للمنصب ولم تسعى للصلاحيات والأمتيازات التي تحتاجها في منصبها، ورغم عجزها سيظلوا في مناصبهم ولن تتحرك غيرتهم على أنفسهم بتقديم الأستقالة حتى ولو على حساب معاناة الشعب، وذلك لأجل أن لا تُقطع عنهم مخصّصاتهم ورواتبهم وأمتيازاتهم التي تنجيهم من معاناتهم من الأمراض والجوع ... فمن يتحدث أن الحوثي يعاني من الحصار فقد أرتكب خطأ كبير، وربما أن هذا المتحدث يعيش خارج الوطن أو مسؤول لا يتابع أخبار المناطق المحررة لكثرة مخصصاته التي أشبعت غرائزه، لأن الحصار، الذي أنهك الخدمات المعيشية وقضى على البنية التحتية وحرم المواطن من أبسط حقوقه الراتبية، يعصر المناطق المحررة وبالذات عدن وأبين ولحج والضالع التي كانت النواة التي أستقبلت التحالف، ومنها أنطلقت أول السهام القاتلة التي منعت تمدد الحوثي العميل الإيراني، وكان رجالها السباقين وفي الصفوف الأولى لجميع الجبهات القتالية في جميع المناطق المحررة التي أستولى عليها الحوثي .. فهكذا يُرد الجميل لهذا الشعب الجبار الغيور على مذهب السنة، ويُحرم من أبسط حقوقه الراتبية التي أصبحت شغله الشاغل لأجل أن يُسكت أصوات طبول جوع بطون أبنائه ..