راهن الشارع كثير على حكومة الدكتور معين الثانية معتبرين حكومته بحكومة انقاذ ستغير واقعهم المزري في ظل أزمة خانقة وخدمات متردية . وبعد عام من الانتظار خرج الكثير من المواطنين لاستقبال الحكومة متحدين مخاطر الموت وهم يتوافدون بالعشرات لاستقبالها في صالة المطار وعلى ارصفة الطرقات ممسكين أيديهم على قلوبهم داعين الله أن لا يصيبه مكروه . ليخرج لهم معين عبدالملك بخطاب مقتضب ل يطمئن الناس على سلامة حكومته متعهدا بان الأيادي الآثمة لن تثني حكومته عن خدمة الوطن والمواطن . تعامل الشارع اليمني مع الدكتور معين بصفته بطلا قوميا ،وبناء الناس آمالهم وطموحاتهم على الحكومة الجديدة . بدأ تفاؤل الشارع يضمحل بعد تعثر كبير أبدته الحكومة ما افقد الناس فرحتهم في ظل مزيد من التدهور الاقتصادي وانهيار شبه كامل للخدمات الكهرباء تكاد تكون شبه معدومة والأسعار في ارتفاع متزايد والمشتقات النفطية تباع بأسعار السوق السوداء دون أن تقوم الحكومة بأي مهام لتلافي الانهيار . لتتحول الجماهير التي خرجت لاستقبال رئيس الحكومة وأبدت تعاطف كبير لما تعرض له في مطار عدن من قصف ارهابي الى جماهير غاضبة بعد فقدان الامل بقدرات الحكومة ورئيسها تقديم ابسط الخدمات الضرورية للمواطن . لتبدأ الأسئلة تطرح حول معين عبدالملك وعن الأسباب التي تقف وراء فشل حكومته وهي الحكومة الخالية من الصعوبات التي كانت تواجه حكومته السابقة فالانتقالي بات شريك بحكومة الكفاءة كما اسماها معين نفسه والانقسام السياسي لم يعد موجود . وعن حقيقة امتلك الدكتور معين عبدالملك مشروع تنموي بصفته المسؤول الأول والأخير لتلبية احتياجات الشارع وتجاوز الفشل الذي واكب الحكومات السابقة . ليأتي تقرير لجنة الخبراء المتعلق بنهب نصف الوديعة السعودية بالخبر الصادم خاصة أن الخبراء وضعو معين عبدالملك في خانة الاتهام الى جانب شركاء آخرين ليزداد تشاؤمهم مع امتناع المملكة العربية السعودية منح البنك المركزي وديعة آخر مادفعهم للتصعيد ضد الحكومة ومطالبتها بصرف رواتب الجنود وتوفير الخدمات لينتهي التصعيد باقتحام المعاشيق باعتباره مقر رئاسة الوزراء . فهل قرأ معين وحكومة الرسالة والتي تؤكد أن الشارع لن يسكت امام تردي الاوضاع وان ما حدث ليس إلا الخطوة الاولى