يصبح الرجل في بلاد الآخرين بطلاً،تموت ببلاده همته، كما أنتصر النبي محمد بيمانية يثرب وصقر قريش بغرباء الأندلس والحاجب المنصور في قرطبة وكما أصبح طارق بن زياد بعصبة العرب بطلا لقومه وللعرب فالعصبيات والجيوش والخطط والقبائل تنزع للغريب من القريب اذ القرابة مدعاة للغل والحسد وتدافع الذوات ثم تختفي بظهور قائد من غير تلك العصبة كل الخصومات وتتلاشى ويصبح كل المتخاصمين سندا له وعونا فالغرباء أبطال كل مرحلة،وبلاد الأبطال تطردهم أقوامهم، يخسر البطل بين أهله وقرباه، ولذا الخوارزمي قطز نجح بجيش عربي في هزيمة التتار ومعه التركي بيبرس بعد فشل الخلفاء العرب والأمراء في تجييش البلاد ونفخ صور الحماسة بقلوب الرجال وهنا نكتشف أن البطولات تأتي من غربة الرجال فلا يسمى البطل بطلا الا ببزوغه من أماكن صعبة المنال ومن ظروف مستحيلة ومن فوضى لا تبقي على أحد كما فعل قطز وأسقط هولاكو مع أن الرجال هم الرجال، والتتار هم التتار فبماذا أنتصر وكيف؟ أنتصر بنفسه وجعل من كل مقاتل قطز ونفخ فيهم روحه الباسلة فقط لم أعلم وأنا أفتش وأحفظ سير البطولات وقصص الحكايات والأساطير وتأريخ غربة الرجال ووحدتهم وقلة حيلتهم أنني سأعيش تجربة شبيهة بتلكم الماضيات وأنني سأكون بجيش أشبه بطوارق الأندلس و جيش (حضرة ) منصور قرطبة وأشاوس حطين من تأريخ الأساطير المنفردة وندرة عين جالوت بديباجة البعث القادم من الهزائم والخسارات كلما أشتدت المحن وظهرت الخلافات وتفاقمت الحروب الكلامية وتنافست البنادق على سبق المستقبل كنت اكتب من الخسارات وعمق الخسارات يبزغ القادة الكبار فالمحن واشتدادها تعجن الرجال وتختبر عودهم الذي هو قوتهم أهو أهلاً للبطولة أم هو هشا للريح! ظهر البطل الذي نحتاجه في أشد مراحل التنافس وفي اوج الخلافات فبلسم جراحات الجميع وأذاب خصومات الجميع وتغلب بكلمة فقط على مؤامرات الجميع وصف خلفه جميع الناس فان لم تكن هذه هي البطولة فما هي برأيكم وكيف تكون وما ستكون وبأي منحى؟ الأبطال تعلنهم اسمائهم ولاسمه بطولات وحكايات وللاسماء دور في تشكيل الرجال ولقد كان اسمه هنا من قبل مجيئه ورسمه هنا ولم يكن بعد _فمن معسكر طارق وطارق لم يكن ومدرسة طارق لطارق الذي كان بعدوة أوروبا في بلاد الأسبان _فجأة تكرر الزمان بكامل تفاصيله وأتى طارق فارا من قومه حوله من جنوب البلاد ووسطها ومن الجند الى تهامة بواسل الايمان العالي الخارج عن ذات القمقم الرتيب المتهالك يمينه الجنوب يساره تهامة وقلبه الجند وخلفه آزال والمؤمنين ببطولته لقد وجدته اسما ومعنى ورسما ومبنى،انه الطارق فأنا اعلى من المناطقية وحبلي الذي أتمسك به حبل الشخصية خلافا لكل حبال العالمين وشخصيته حفرت قبل مولده بعشرات القرون فعندما وضع اسم طارق في معلقات المجد العروبي لأول مرة قدر لهذه البلاد طارق والا لماذا من بين كل الاسماء اسمه طارق فالطاء وحده طريق وطريقة برجاب اليقين والقاف صورة وسورة .. فالتأريخ الذي قال طارق فتى ابن نصير هو فاتح الأندلس وقطز مولى الأيوبي قائد نصر عين جالوت وصلاح الدين مولى العباسي ناصر العرب والمسلمين في حطين سوف يكتب أن طارق نجل شقيق صالح هو مسترد الجمهورية فكل الأبطال أغلب حياتهم كانوا في الظل لا يدركون ما تحيك لهم القدرة يعرفهم الناس بظل الكبار الذي ينتمون لهم، وأكملوا سيرتهم ومسيرتهم بكمال تام سر من تهامة ، فتعز معك، والى صنعاءفالجنوب معك والى المجد بكل صوره فأنت الطارق #عبدالسلام_القيسي