تحليل يتناول مغادرة بعض وزراء الحكومة عدن والحكومة تنفي هذه المغادرة.. هل فشلت الحكومة في حل الأزمات أم هي تحركات ضمن خطة عملها؟ لماذا لم يتم تنفيذ ما تبقى من اتفاق الرياض؟ هل ستعود الحكومة إلى عدن وهي تحمل دعما حقيقياً لحل الأزمات؟ مجلس الوزراء: الوزراء يمارسون أعمالهم في عدن والمحافظات المحررة. تحركات حكومية في ظل وضع اقتصادي وسياسي معقد.. فهل تنجح؟ الحكومة والتحديات.. من يغلب الآخر؟! القسم السياسي: غادر يوم امس عدد من وزراء الحكومة في طريقهم الى العاصمة المصرية القاهرة ومدينتي جدةوالرياض عاصمة المملكة العربية السعودية، بعد أن غادر رئيس الحكومة الى الرياض مطلع الاسبوع الفائت استجابة لدعوة قدمتها له المملكة لاستكمال ما تبقى من اتفاق الرياض الموقع بين المجلس الانتقالي الجنوبي وحكومة الشرعية قبل عام ونيف. وتغادر الحكومة البلد الذي يشهد احتجاجات متواصلة للمطالبة بدفع المرتبات وتحسين الخدمات ومعالجة الازمة الاقتصادية وغيرها من المطالب الشعبية التي أعاقت عمل الحكومة على مدى ثلاثة أشهر من ايجاد حلول لها. وصلت الحكومة الى عدن في نهاية ديسمبر من العام الماضي وحظيت باهتمام ودعم شعبي كبير، غير أنها وجدت. مجلس الوزراء ينفي مجلس الوزراء في المقابل أكد أن وزراء الحكومة يمارسون أعمالهم الاعتيادية في العاصمة المؤقتة عدن والمحافظات المحررة ويقومون بأداء مسؤولياتهم ومهامهم رغم كل التحديات القائمة. وأوضح مصدر في مجلس الوزراء لوكالة الانباء اليمنية (سبأ)، انه لا صحة لما يتم الترويج له من اشاعات عن مغادرة الوزراء.. مشيرا الى ان الوزراء يتواجدون في العاصمة المؤقتة عدن والمحافظات المحررة ولديهم أنشطة وتحركات يومية، وأن سفر أي عضو في الحكومة يرتبط بالمهام الرسمية واحتياجات العمل ويتم العودة مباشرة إلى العاصمة المؤقتة حال انتهاء المهمة. وحث المصدر، الجميع على عدم الالتفات للشائعات ومساندة الحكومة لتأدية التزاماتها تجاه المواطنين، مؤكدا ان الحكومة بجميع القوى والمكونات السياسية المشاركة فيها عازمة على القيام بمسؤولياتها والمضي قدما في استكمال تنفيذ اتفاق الرياض. الاتفاق الذي تحول إلى مشكلة كانت الحكومة تعول كثيرا على اتفاق الرياض والوعود التي جاءت عند توقيعه وما تمخض عنه من تشكيل حكومة مناصفة بين الجنوب والشمال غير ان الاتفاق لم ينفذ منه شيء طوال المدة التي مكثتها الحكومة في العاصمة عدن الأمر الذي جعل الاتفاق هو الآخر يتحول من حل الى مشكلة عويصة حيث اصبح دعم الحكومة من قبل التحالف متعلقا به وبتنفيذه على الأرض وهذا ما لم يحدث حتى الآن رغم تمسك الاطراف الموقعة عليه به ومطالبتها المتكررة بأهمية تنفيذه. وفي 16 مارس الجاري اقتحم متظاهرون غاضبون قصر المعاشيق الذي تقيم في الحكومة بعد سلسلة احتجاجات متصاعدة نفذتها الهيئة العليا للجيش والأمن وتكتلات مدنية تطالب بدفع المرتبات ومعالجة الازمة الاقتصادية وانعدام الخدمات وهو الأمر الذي جعل المملكة العربية السعودية تصدر بيانا طالبت فيه المجلس الانتقالي والحكومة بالقدوم الى الرياض لمواصلة الحوار حول ما تبقى من تنفيذ بنود اتفاق الرياض واهمها الجانب العسكري والأمني. ووفق عدد من قادة الاحتجاجات الشعبية في عدن فإن المشكلة التي يعاني منها الناس اليوم تجاوزت اتفاق الرياض وهي بحاجة لحلول اقتصادية جذرية ودعم مالي كبير لجعل الحكومة تفي بالتزاماتها تجاه المواطنين الذين مرت شهور طويلة عليهم لم يتسلموا مرتباتهم في ظل تصاعد غلاء المعيشة بصورة مرتفعة بسبب هبوط سعر العملة المحلية وارتفاع اسعار المشتقات النفطية والتي انعكست بصورة سلبية على حياة المواطن. ولم يعد اتفاق الرياض يمثل لهم مخرجا من ذلك حيث يرون ان مشكلتهم اصبحت اقتصادية الآن ولن يتمكن اي اتفاق سياسي من ايجاد حلول لها الا في حال تم ربطه بتقديم دعم اقتصادي للبنك المركزي بعد اجراء تغييرات داخل البنك والحكومة للأطراف التي تورطت في العبث بالوديعة السعودية السابقة والمقدرة بملياري ريال والتي تمت المضاربة بها واخضاعها لعملية غسيل اموال بحسب خبراء مجلس الأمن الدولي. ويرى مراقبون ان التحركات الحكومة لم تلب احتياجات المواطنين وتوفير خدمة الكهرباء والمياه لهم ومعالجة سعر الصرف للعملة المحلية التي تهبط بشكل مخيف امام النقد الاجنبي فضلا عن عدم قدرتها في الحصول على دعم دولي للمضي في تنفيذ بنود اتفاق الرياض لاسيما في المجالين الأمني والعسكري وهذا ما يجعل مغادرتها عدن أمرا طبيعيا وقد تكون مغادرتها هذه المرة لإيجاد دعم لمواجهة التحديات القادمة. هل فشل الاتفاق؟ يرجح كثير من المتابعين ان اتفاق الرياض ربما يكون فشل قياسا الى ما نفذ منه وما لم ينفذ حيث يمر الوقت سريعا بينما لا نرى هناك التزامات بتنفيذ البنود بحسب الفترة الزمنية كما جاء في الاتفاق وحيث لم ينفذ من الاتفاق حتى الان سوى ايقاف حرب ابين وتشكيل الحكومة بينما تظل البنود الأخرى التي لا يعرف المواطن عنها الا كلاما عاما عصية على التنفيذ وربما يكون ذلك بسبب ضعف الحكومة وعدم قدرتها على التواصل مع الاطراف المعنية واقناعهم بتوفير الدعم والالتزام بتنفيذ ما تبقى في ظل عدم تدخل التحالف بصورة مباشرة والضغط باتجاه تنفيذ الاتفاق. كيف ستعود الحكومة الآن؟ سؤال مهم يبحث في امكانية عودة الحكومة من جديد الى عدن وحجم الدعم الذي ستجلبه معها لتنفيذ اتفاق الرياض او معالجة الأزمات التي تنتظرها.. لم يعد من المجدي عودة الحكومة من دون دعم من قبل التحالف لاسيما من قبل المملكة واذا عادت وفقا لوعود كما حدث في السابق.. فمن يضمن لها تنفيذ الوعود؟ الوعود لا تحل الازمات ولا تعالج المشاكل وعلى الحكومة اخذ ذلك في الاعتبار والاستفادة من تجربتها السابقة حيث تركت وحيدة تواجه الاستحقاقات دون عون من احد. قطبا التحالف ودورهما يرى مراقبون ان عدم تنفيذ ما تبقى من اتفاق الرياض حتى الان قد يكون بسبب وجود بعض التباينات داخل التحالف فما تراه السعودية والشرعية لازما قد لا تراه الامارات كذلك حيث يرى مناصرون واعضاء في المجلس الانتقالي ان تنفيذ ما تبقى من اتفاق الرياض في الشق الأمني والعسكري. ولم تعد الشرعية في ظل هذه الاوضاع جاهزة ومستعدة لتنفيذ اتفاق بسبب العوائق التي تقف أمام عملها. ويرى مراقبون أنه ينبغي ان يتفق اطراف التحالف لدعم الاتفاق والدفع بالحكومة للعودة الى عدن مجددا وهي تحمل دعما حقيقيا لمشاكل الناس.
تعليقات القراء 536265 [1] هل تقارير بن لزرق تهم القارئ الجنوبي هذا هو السؤال ؟ الأحد 28 مارس 2021 حضرموتي | شقره بن لزرق يرمي بكل ثقله الاعلامي خلف الاتحادي التابع لهادي وكانه يشعر ان وضعه مهزوز فى حال انتصر اهل الجنوب فى انتزاع وطنهم من الاوغاد اليمنيين مما يدفعه ربما الي التفكير جديا لعودته الي البعراره مسقط راسه وهو خيار صعب غلي تقبله