من العام 1994 كانت حالة القضية الجنوبية افضل بكثير تخلل تلك الفترة حراك مسيس ولعبت فيه قوى خبيثة داخلية وخارجية ونصبت لهذا الحراك زعامات مرتزقة فاشلة من خلالها حققت تلك القوى أهدافها واضاعت الشمال والجنوب معا ولما صفيت الساحة واستولت مليشيات الحوثي وقوات عفاش على ثلثي اليمن حصل التدخل الشرعي وتحت غطاء غزوا الشمال على الجنوب في 2015 وهذه كانت لعبة أخرى ومن ظمن المخطط العام الذي أطاح بدولة الشمال الهشة واستيلاء المليشيات الحوثية على العاصمة العربية الرابعة صنعاء وان كان في هذا الأمر ملاحظات كثيرة وكانت الحسابات في ذلك الوقت غير دقيقة في اتفاق الشراكة . وفعلا كان لدولة إيران دور كبير في تلقين الحوثي دروس في كيفية السيطرة على المعسكرات ومخازن السلاح والذخيرة وعلى البنك المركزي اليمني ونصحت مليشيات الحوثي الخروج من الجنوب بعد الضربات القوية التي قاموا بها الأشقاء من السعودية والإمارات إضافة إلى سعة المساحة الجنوبية التي كلفتهم ثمنا باهضا في الأرواح والعتاد فاحكموا سيطرتهم على الشمال وتخلصوا من قيادات المؤتمر الشعبي العام وزعيمهم عفاش وأحزاب اللقاء المشترك والفواكه اتفاقية الشراكة وضربوا عصفورين بحجر واحد وظلوا هم أصحاب القرار السيادي على اليمن شمالا .. اليوم مرت تقريبا خمس سنوات ونيف والوضع كما هو معلق جنوبا وشمال وسيظل الوضع على هذه الوتيرة الا بالاتفاق مع إيران التي لها اليد الطولا في المعادلة السياسية والعسكرية والاقتصادية ولها تواجدها الملموس في الشمال اليمني وست سنوات مرت دون اي انتصار حققه التحالف على عناصر وتنظيم أنصار وإيران من خلفهم وقبل يومين خرت الى النور مبادرة سلطنة عمان والمتضمنة ما دار بين الوفدين الأممي والمتحدث الرسمي وكبير المفاوضين الحوثيون ولم تتعرض المبادرة في فحواها أي إشارة إلى الجنوب أو المجلس الانتقالي أو الشرعية كلام لا وضوح فيه تلك المبادرة التي نشرتها صحيفة عدن الغد في موقعها الإلكتروني وفي الصحيفة الورقية . والذي يبدو هنا أن الأوضاع في تزداد سؤا وتكبر مساحات ضيق العيش وغلاء المواد الغذائية وانعدام المشتقات النفطية وغياب غاز الطبخ وغاز الأوكسجين للمرضى والمستشفيات وكرونا على الابواب والريال اليمني في الارض أمام العملات الصعبة وشهر رمضان قادم والروابط في علم الغيب ولا ضؤ في اخر النفق وطبعا هذا وضع غير طبيعي وهناك ابتدأ تلعب به وتحركه كما تشاء ومع تجهيز ابر التخدير وبرشام المنوم الإعلام يرش عيون الغلاباء بحناته الدعائية تطبيل الانتقالي واخر للشرعية والعشاء قلية أن يتحرر اليمن شمال وجنوب الا من خلال عاصفة تكنس الكل وتأتي بطقم جديد ينقذ الجنوب والشمال ولا يهم ان يكون هذا الأنقاض على مشروع نصاب الدولتين وإيجاد مخرج يحقق النصر للطرفين وأن تتم مصالحات وتوافقات بين الشعبين الشمالي والجنوبي وتعود الأمور إلى مجاريها السابقة وما قبل الوحدة وكل دولة تأتي بالنظام الذي ارتفع مناسبا لوضع المنطقة واحترام حق الجيران وتعلن حالة التعاون المشترك داخليا وخارجيا وعلى مستوى الإقليم وصلى الله وبارك وبالتوفيق .