لماذا يستغرب الإنسان على ما يدور من تسيب واهمال لأهم مقومات الحياة الإنسانية في الجنوب وقد كانت إرادة الظروف بأن تفرض قوى قديمة جديدة إدارة مراحل الصراعات السياسية والعسكرية والأمنية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية في الجنوب في السابق والحاضر وحتى بعد غزو الجنوب في 2015 بقوة الحديد والنار وبأسلوب الجهل الاستغفال ظلت تفرخ طيورها وعصافيرها ومكوناتها وترش سمومها على مدى التاريخ الطويل من عمر الثورة وحتى تم تمكنها من القضاء على أهم أهدافها وقيمها وأخلاقياتها الثورية وأبقت هذه القوى الإقليمية والدولية على طراطير خلاصة وحصيلة ما تبقى من حذلات مراحل الصراع المبوب والمدعوم من جهات عديدة منها خارجية وأجندات داخلية ثم أنشئت مواقع إعلامية متطورة ومتنوعة الكترونية وصحف صفراء وأفلام سوداء وأبواق مطبلين تخدم مصالحها وتعمل على إخماد وآبهات دور الحراك الشعبي والجماهيري الجنوبي ووضعت على عيون الغلاباء والمساكين نظارات سوداء واحكمت عليهم أبواب ونوافذ التفكير الصح الذي يصب في مجرى قضاياهم المصيرية والمعيشية يسيرون وهم مخدرينهم بالشعارات الرنانة التي تصنعها تلك القوى ومن خلال مواقع الزيف والدجل والكذب وقلب كبد الحقيقة ومن خلال المال الحرام الذي تقدمه القوى الإقليمية وبالتنسيق مع القوى العالمية . وماعلينا الا أن تراجع مراحل ما تحقق من إنجازات كانت على المستوى السياسي أو الأمني وحتى الاقتصادي سنجد أن المؤشر يسحب نفسه إلى جهة الصفر وللاسف من كان يضبط إيقاع هذه اللعبة هم من يتسيدون الساحات والمواقع وينهبون الأموال العامة والمساعدات الخارجية ويعملون على توسيع بؤر الفساد والبلطجة ويجتهدون على بقاء مشاريع الخدمات العامة للبلد في حالها المتدهور دون أي تقدم او تطور أو إصلاح خطوط الاعوجاج بل زودوا الطين بله عندما وضعوا ملف القضية الجنوبية بيد أعداء الجنوب القدامى والجدد وما تعانيه اليوم على الساحة الجنوبية ما هو إلا حالة من رواسب وماسي الماضي الأليم هنا واذا الجنوبيون لم يتوحدوا وبينوا سياج متين وقوي يصدقوا من خلاله تهور المعتدين فإن الوضع سيتحول إلى نزوح وتشريد وهروب غير منظم ولنا تجارب سابقة كيف تم وصول تلك القوى إلى شواطئ المياه الدافئة والمؤامرة خطوطها طويلة والجنوب لايزال مستهدف حتى الثمالة تحية للشهداء وان تكون الجنة مثواهم والشفاء العاجل للجرحى والله ولي التوفيق ..