لم تفصلنا عن الشهر الكريم ، إلا أيام معدودة ، لكن لم تكن المشاعر الروحانية لاستقبال هذا الشهر ، بالروح التي كنا نستقبل بها رمضان في ثمانينات القرن الماضي ، الفترة التي عشنا فيها أحلى ايام الزمن الجميل ، رغم حاجة الناس في ذاك الزمن للمال إلا أن متطلبات رمضان كل شي يتوفر في شهر شعبان استقبالا لرمضان ، لم نكن ننتظر رمضان بكيلو لحم او حبة دجاج أو كيلو صيد ، كان أول أيام رمضان الكل يتفاخر برأس غنم يذبحه لأولاده ، ويتم توزيع منه للجيران للذين لا يستطيعون شراء اللحم فقبل رمضان بأيام ، يتم شراء التمور والأواني الفاخرة وتوفير الحطب والغاز وكثيير من الأشياء المتعلقة بأيام وليالي رمضان من الشموع والفوانيص وغيرها ، بحكم أننا عشنا في المناطق الريفية التي لا تعرف من عالم التكنلوجيا شيئا ، كنا أمام تلفزيون لقناة واحدة يسمح لك لمشاهدتها لأوقات محددة فقط ، كنا صغارا نتعود على الصيام للظهيرة ، كنا نخرج للعب بعد التراويح تحت الأشراف المباشر من أهالينا ، كنا نقف وقفة حداد عند الفطور للأيام الأولى من رمضان ، حين نتذكر من فقدانهم ، ممن كانوا يشاركونا أفراحنا ، ويازروننا أحزاننا ، غابوا ولم يبق إلا أطلال ذكرياتهم الحلوة المعطرة ، التي لا تغيب عنا ، طيب الله ثراهم وغفر لنا ولهم فما الذي فقدناه في زمننا هذا ؟! وما الذي تغير من بعدهم ؟!! فقدنا الأخلاق والروح ومبادئ الأخوة ، فقدنا الإنسانية والرحمة والحنان حتى مع الحيوان ، فالزمن لم يتغيير ولكن تغيرنا نحن البشر ، لم نتعلم منهم لكثيير من المعطيات التي يمكن أن نكافح بها في وقتنا الحاضر قد نسعى للتغيير لشئ بسيط من ذكريات الزمن الجميل ، لكن لن نصل إلى مستوى الروح الوجدانية التي كانوا يتعاملون بها كلما مر على البال ذكراهم العين تبكي والقلب يطلب رؤياهم فرمضان على الأبواب ، فتفقدوا من حولكم ، فهناك عائلات فقيرة لا تعرف من رفع الإيدي إلا للدعاء فقط اللهم بلغنا رمضان