عقدت صباح أمس في قاعة قصر سباء بمحافظة عدن حلقة نقاشية بعنوان " هروب الطلاب من المدارس تناولت فيها الأسباب والحلول الممكنة للحد من هذه الظاهرة " التي ينظمها المركز الشبابي بعدن وبدعم من برنامج التمكين والمشاركة الشبابية " EYSY2 " – عدن - التابع لمنظمة مرسي كور الدولية. جرت هذه الحلقة في نقاش موجه بمشاركة أكثر من 50 شابا وشابة يمثلون اغلب المبادرات الشبابية المؤسسات بالإضافة للممثلين من مكتب التربية بمحافظة عدن وعدد من طلاب الثانوي العامة وأولياء أمور و نشطاء من منظمات المجتمع المدني وإعلاميين ونشطاء من مختلف الأطياف الشباب في عدن . وقال خالد لكرع مدير العلاقات العامة في المركز الشبابي في الكلمة الافتتاحية أن المركز الشبابي وجد لتوحيد ودعم وتنظيم دور المبادرات والمؤسسات الشبابية في عدن ، وليس حكرا على المبادرات والمؤسسات الأعضاء فيه فقط ، بل وان المركز جاء ليتيح الفرصة لكل الشباب من مبادرات ومجموعات شبابية ليسهم معهم في بناء المجتمع وتطويره وتنويره وأضا ف لكرع وبشكل محدد نعالج اليوم من خلالكم ظاهرة تسرب الطلاب من المدارس ونحن على ثقة تامة بإثرائكم وتفاعلكم في هذا الحوار ، ومتلهفون إلى الآراء الثمينة والمعلومات القيمة التي سنكون سعداء جدا بها اليوم من خلالكم أنتم أيها الحاضرين من ممثلي مكتب التربية والتعليم والطلاب وأولياء الأمور بالإضافة إلى نشطاء منظمات المجتمع المدني ومختلف المكونات الشبابية. من جانبه أشار الأستاذ دبوان غالب رئيس قسم التوجية و المناهج بمكتب التربية والتعليم بمحافظة عدن على السؤال الموجة له بخصوص أسباب التسرب من المدارس من وجة نظر التربية والتعليم حيث قال أن هنالك العديد من العوامل التي تدفع الطلاب إلى الهروب أو التسرب من المدارس منوها إلى غياب عنصر التشويق في المدارس سواء ما يتضمنه أسلوب المدرسين أنفسهم الذي يجب أن يكون مشوق ومحفز للطلاب أو ما يتضمنه النشاط الثقافي والرياضي الذي غاب عن معظم مدارس المحافظة مؤخرا ً بالإضافة إلى إنتشار الفقر في اليمن . وعلى صعيد متصل قالت نور الأهدل التربوية القديرة إن أهم عنصر غفلت عنه وزارة التربية والتعليم هو موضوع المناهج وإعادة تنقيحها وتطويعها بما يتوافق مع قدرات الطلاب ومستوياتهم العلمية والعقلية والعمرية بدلا عن درجة التشتت والكثافة التي صارت من أبرز المعوقات والصعوبات التي تنفر الطلاب من الإلتزام بدروسهم وتصنع المعاناة لهم والتي تقودهم إلى التسرب من مدارسهم والهروب منها . إلى ذلك رحبت المهندسة عبير عبد الله الميوني , ضابط برنامج التمكين والمشاركة الشبابية " EYSY2 "عدن بالمشاركين ونوهت بأنهم بالمنظمة ميرسي كورمن خلال هذا البرنامج الذي يسعو من خلاله مع الجميع إلى تعزيز المشاركة الشبابية في الحياة العامة وتحقيق التنمية في العمل الشبابي المجتمعي . وأضافت : نحن اليوم نستمر معكم في ثاني جلسة حوار جديدة تحت عنوان ( التسرب من المدارس -الأسباب والحلول للحد من هذه الضاهرة – وهو موضوع في قمة الأهمية نناقشه اليوم معكم ، ومنها نتمنى إن تستمر أنشطة المركز بروح الفريق الواحد كمنظمات مجتمع مدني .
وقد أجمع معضم المشاركون على أن كل من غياب الجانب التطبيقي العملي والإقتصار على الجانب النظري ، المرشدين الإجتماعيين في المدارس وروتينية العملية التعليمية وغياب التخصص التربوي في بعض المدارس بالإضافة إلى غياب الحافز والإرشاد وزرع حب التعليم من قبل بعض الأسر لدى أبنائهم ، مرورا باستخدام العنف والتعند تجاه بعض الطلاب والتساهل التربوي من قبل بعض المدرسين وإداراتهم وعدم تقدير الطالب المجتهد ورعاية وتحفيز الطالب المقصر في دراسته ومتابعة أسباب هذا التقصير ، و عدم ضبط المدرسين والزامهم تجاه مهامهم التربوية وعدم تأهيلهم وإقامة دورات دورية لهم ، والأهمال من قبل بعض الطلاب أنفسهم والمشاكل الراهنة كتسييس العملية التعليمية وتقطعات الكهرباء المزعجة والمتكررة كلها تسهم في تسرب الطلاب وهروبهم من مدراسهم . وقد عرجت هذه الحلقة النقاشية على آثار ونتائج هذه الظاهرة و الحلول والتوصيات المقترحة للحد من هذه الظاهرة ، والتي لاقت تفاعل ومشاركة كبيرة من الحاضرين . من/زكي العاقل