نجاح الفعاليتين (العصيان المدني ومليونية 7يوليو) في مدينة المكلا أسقطت الرهان على من يحاولون جاهدين اللعب بورقة الصراع البيني الحضرمي سواء كان داخل مكونات الحراك السلمي الجنوبي او خارجه . تابعت منذ صباح فجر يوم 7 يوليو 2013م إلى مساء السادسة داخل مدينة المكلا وحضرت فعالية يوم التضامن مع حضرموت ، وسررت جدا لمرور اليوم بسلام دون ان تسجل حادثة عنف واحدة رغم القلق الشديد الذي ساورني لاحتمال التصادم بسبب تعارض الفعاليتيين . أثبت أبناء حضرموت الأوفياء من داخل الحراك او خارجه أنهما أكثر قدرة مواجهة التحديات بشي من الصبر والمرونة رغم وجود بعض التصرفات الشاذة لبعض الغوغاء تمثلت في قطع وأشعال الحرائق في الطرقات في محاولة ربما تراها القيادات المنظمة توقف الناس عن الحركة ورسالة لأصحاب المحال التجارية بعدم فتح محلاتهم .. تحصل هذه في مجتمع يعاني من فقر شديد في الثقافة الديمقراطية والمدنية فلا تاجر مسلح بوعي مدني ولا ناشط سياسي متفهم للوضع ذاته . ولهذا يمكن القول أن الفعاليتين أوجدتا نوع من التوازن داخل مكونات الحراك السلمي الجنوبي لحماية الثورة الجنوبية من شطط البعض الذي يدعي حصريته للساحات ، وعامل توازن اثقال الساحات هو القوة الحقيقية التي يمكن تتكي عليها قوى الحراك السلمي الجنوبي لحماية الثورة من الأستفراد وتحصينها من الأستقطابات الأقليمية الدولية . بدون شك تؤسس معادلات التوازنات الجنوبية الوطنية لمستقبل جديد للجنوب ينبغي تطويره والحفاظ عليه لترسيخ قيم حقيقية للديمقراطية والتبادل السلمي للسلطة تكفل لكل أبناء الجنوب شراكة في القرار.