احتلت بريطانيا الجنوب ودام احتلالها له لمدة زادت عن 120عاما وخلال تلك الفترة الطويلة للاحتلال البريطاني لم يسجل التاريخ ان بريطانيا نهبت ثروات الجنوب واهمها الثروة النفطية بينما هي كانت قادرة على انتاج النفط والغاز ونهبه بكل حرية ويسر ولم يتقاسم المتنفذين الانجليز ثروات الجنوب او تقطيع ارضه اوصال وتقاسمها ! ولكن على عكس ذلك قامت بريطانيا ببناء مدينة عدن مما جعلها في ذلك الوقت تعتبر الاولى في منطقة الشرق الاوسط من حيث البنى التحية والخدمية !. وقامت بريطانيا ببنى المستشفيات والمعاهد العلمية التي لازالت قائمة حتى اليوم وارست نظام وقانون قلما يجد له مثيل في المنطقة وهذه حقيقة يعلمها الجميع ويعترف بها كثيرا من قادة الجنوب الذين ناضلوا في سبيل ان تخرج بريطانيا ويستقل الجنوب ! حتى ان بعض القادة قد اكدوا ان النضال ضد بريطانيا لم يكن كما صوره الاعلام الجنوبي بعد الاستقلال والكثير فهم ان بريطانيا قد اتخذت قرار حينها بالتخلي عن كثيرا من الدول التي كانت تحتلها ومن ضمنها دول الخليج التي لم (تقرح طلقة واحدة) ضد التواجد البريطاني على اراضيها وبالفعل تم تسليمها من قبل الانجليز بطرق حظاريه اكدت بما لا يدع مجال للشك من ان بريطانيا حتى وان واجهت في الجنوب مقاومة إلا انها كانت قد قررت الرحيل في العام 1967 ! ذلك العام الذي استلمت فيه الجبهة القومية زمام الامور وبطرق لم تكن صحيحة او شرعية كما صوروا في الاعلام ! .
ولكن كانت هناك سيناريوهات معده من قبل بريطانيا ودول اخرى نصت على تسليم السلطة الى الجبهة القومية واقصى جبهة التحرير وغيرها من الجبهات النضالية الجنوبية... وبالفعل تم ذلك واستلمت الحكم الجبهة القومية المخترقة !دوليا !واقليميا من قبل الجمهورية العربية اليمنية! ذلك الاختراق الخطير الذي جعل من قادة الجبهة القومية الوطنيين الصادقين ككباش فداء كان اولهم الرئيس قحطان الشعبي ! ثم الرئيس سالم ربيع علي (سالمين) يرحمه الله حيث شكل قتله الفاجعة الكبرى ودخول الجنوب في النفق المظلم الذي استمر فيه الجنوب عاما واحدا بعد قتل سالمين حيث تم التخلص من عبدالفتاح اسماعيل وابعاده الى موسكو (المركز الرئيسي) للتآمر على الجنوب حيث لم ترضى تلك الدول على ما شهدته الجنوب في عهد الرئيس(علي ناصر محمد) حيث تم اعادة عبدالفتاح ليشعل وانصاره والمتآمرون على الجنوب احداث 13يناير التي قصمت ظهر الجمل! .
لنجد اننا مرة اخرى عرضة للمؤامرات !التي ادت الى تسليم دولة الجنوب الى الشمال لتبدا الكارثة وتبدا ممارسة (الاحتلال اليمني) في صيف عام 1994 التي اجتيحت فيها الجنوب وتم السطو والعبث بمقدرات الجنوب وتم تدمير البنية التحية فيه وتم نهب وتقاسم إراضيه وتم نهب وتقاسم بلوكات النفط بين اعيان ومشايخ ومتنفذين النظام في صنعاء كما تم تعطيل المستشفيات وتحويلها الى زريبة شبيهة بزريبة الاغنام ! ناهيك عن ما حصل للعلم والتعليم حيث تم اتباع سياسية التجهيل المتعمد لا بناء الجنوب وتحويل المدارس والمرافق التعليمة الى دور يلتقي فيها الطلاب والمدرسين لينا قشا اسعار وافضل انواع (القات) هذا الفرق !!.
بين الاحتلال البريطاني والاحتلال اليمني لدولة الجنوب! الجنوب التي تعاني اليوم واهلها اشد حالات العناء والعوز لأبسط مقومات الحياة او العيش الكريم بينما ثروات الجنوب الهائلة النفطية والغازية والسمكية وغيرها لازال ينهبها الناهبون حتى اليوم...ولهذا نرى اليوم الشعب الجنوبي قد قرر قراره واعلن اعلانه الواضح والصريح في النضال حتى يتم استعادة دولته ووطنه المحتل الجنوب ...نعم ان خيار الحرية والاستقلال خيارنا الوحيد ولأرجعة او تهاون في ذلك وشعبنا الجنوبي العظيم قد اصبح واحدا موحد ولم يبقى معنا سوى توحد القيادات الجنوبية في الخارج والذين نطالبهم باسم الوطن وباسم الشهداء والجرحى والمعتقلين كما نطالبهم باسم الارامل والايتام الذي ضحوا بالغالي والنفيس من اجل حرية الجنوب !.
نطالبهم بتوحيد الصف ونخص بالذكر الرئيس (علي سالم البيض)على ان يلتقي وان يستمع وان يفهم ان لا خلاف على الاستقلال كما اكد لنا عددا كبير من القادة الجنوبيين وعلى راسهم السيد الرئيس (حيدر ابوبكر العطاس) اكدوا على ان الهم واحد وانه لا تواجد أي موانع لديهم من اللقاء مع الرئيس البيض والخروج برؤية موحدة تتلخص في الانضمام بصوت واحد الى جانب الشعب الجنوبي داخل الوطن دون النظر الى المصلحة الذاتية او التفكير بسياسية (اين موقعي) نتمنى ان ينظر الجميع الى مصلحة الوطن وشعبه الابي الذي يعاني في كل لحظة الامرين وكله امل في ان يعم التصالح والتسامح الجميع دون استثنى او اقصى احد – والله ولي التوفيق .