أن المجتمعات البشرية هي وحدها القادرة على تحقيق السعادة والاستقرار بين افردها والتعايش معا بسلام وحب ووئام وتوافق دون وصاية وإقصاء واستحواذ, ونحن اليمنيين عانينا كثيرا من الظلم والاستبداد والفقر والمرض جعلنا مجتمع متصارع ممزق غني بالإمراض الاجتماعية الفتاكة أوصلت البعض إلى فقدان الهوية وغياب الوعي الوطني لان القهر والظلم والجوع أفات مدمرة للإنسان والإنسانية كل هذا لا سبب له سوى التعصب الطائفي و العرقي والديني والأيدلوجي لهذا ثار أحرار اليمن من جنوبه إلى شماله. خرجت الجماهير الغفيرة للساحات تنادي بالحرية والعدالة والمساواة من اجل المواطنة المتساوية والتوزيع العادل للوظيفة والتنمية والثروة وما في شك في عدم عدالتها هو الحافز الأساسي لغضب الجماهير أي إن عملية التغيير هي رغبة الجماهير الغاضبة تم قولبتها في قالب المبادرة الخليجية أي التسوية السياسية بين الأقطاب السياسية التي على الساحة اليمنية وتوافق الجميع على الجلوس إلى طاولة الحوار الوطني مع التأكيد على وطنية الحوار أي إن يكون الهم العام والصالح العام للوطن والمواطن في رأس الاهتمامات والأولويات وان ينتج هذا الحوار دولة ونظام سياسي يرتضي علية الكل ويقبل الكل ويتعايش في كنفه الكل دون تعصب أو وصاية أو إلغاء وتهميش لطرف دون غيرة قلنا.ز
وقال غيرنا كثيرا لن يتم ذلك دون تجاوز الماضي السيئ وهناك كثيرا من الخيرين بذلوا ويبذلون الجهود للسير في هذا الاتجاه الصحيح لكن هناك عدد من قوى الماضي التي لها مصالح مشبوهة وامتيازات غير عادلة تدفعهم نفوسهم الأنانية لتعطيل الجهود الخيرة لإنجاح الحوار أما بتهجم على رموز و أدوات الخير أو أثارة قضايا وصراعات ماضيهم السيئ للعودة بنا للخلف الذي يحن له لإذلال ومهانة الجماهير أتلاحظون أنهم يتفقون معا في الشر منهم من يستخدم أدواته ومخالبة التي لازال يديرها والبعض الأخر يستخدم للأسف الشديد الدين لخدمة مصالحه الأنانية ويدغدغ مشاعر البسطاء بقيمة النبيلة.
وما أشبه اليوم بالبارحة بالأمس القريب كانوا حزبا وانقسموا إلى قيادة حزبين كلا له دور للانقضاض على وحدة الوطن والتفاف الجماهير حولها بالتحريض ضد أبناء الجنوب وحلفائهم من الشمال الذين يحملون مشروع الدولة وتكفيرهم والإفتاء بسفك دمائهم ولازالت دماء شهدا كوادر الحزب الاشتراكي وعلى رأسهم الشهيد المناضل جارا لله عمر في ذمتهم إلى يوم القيامة و إعلان حرب 1994م الظالمة بمبرر القضاء على الشيوعية وإرساء الدولة الدينية التي للأسف لم نرها في عهدهم وائتلافهم بل أنتجوا لنا الفساد والإفساد الاجتماعي والسياسي والأخلاقي غابت كل القيم النبيلة لا مساواة ولا عدالة ولا حرية لا فكرية ولا عقائدية بل دمرت مؤسسات الدولة ودمرت الأضرحة البشرية الأولية ونهبت الثروة واغتيلت الأنفس البريئة أصبحت الدولة الدينية شعارا لو كانوا دعاتها سنلمسها واقع وهم في موقع القرار .
يشقون صفوف الشباب ويبثون سمومهم في أوساطهم اختلافهم خدعة يخدم بقائهم ويمزق وحدتنا ضدهم .على الشباب أن يعي أنهم وجهان لعملة واحدة هم من أنتج ماسيهم ويسال نفسه هل كانت في عهدهم دولة فاضلة خالية من المحرمات واسألهم لماذا تجترون الماضي الذي أصبح تاريخا اعتذر عنه واعترف به من كانوا يحكمون الجنوب حينه هل لديكم الشجاعة للاعتراف أو الاعتذار عن ماضيكم لخدمة الوطن انتم تعلمون أنكم لا تخدمون الوطن بل تخدم أهدافكم المريضة كنتم تنادونا بالدولة المدنية وعندما استشعرتم أن عدالتها تهدد مشاريعكم الأنانية قلتم لا نرفضها نريد دولة دينية ونحن لسنا ضد الدولة الدينية لان الإسلام هو دين العدل والمساواة والحرية بل هوا دين الإخاء والمحبة والتكافل الاجتماعي لكنكم تريدون دولة دينية فيها حكم رجال الدين أي دولة مفصلة لتحكمونا بالفتاوى والتكفير لمن يعارضكم توزعون صكوك الغفران لمن يتبعكم هذه نحن نرفضه.
نحن مسلمون والقيم الإسلامية متأصلة في وجداننا ونفوسنا وقدوتنا سيدنا رسول الله علية الصلات والسلام الذي كان قائدا سياسيا لأنه كان حاكما عادل على المسلمين أنصار ومهاجرين والمشركين واليهود وفقا لمعاهدة دستور تحقق الحقوق والواجبات للكل دون تمييز وهذه المعاهدة التي أطلق عليها وثيقة المدينة ألغت كثيرا من العادات القبلية لصالح دوله حضارية والخليفة ابوبكر الصديق كرم الله وجهه قال لقد وليت عليكم ولست بخيركم فإذا أحسنت فأعينوني وان أساءت فقوموني هذا هو الصديق الذي جعل شرعية دولته الشعب هو مصدرها كما ورد عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه انه قال ( لو تعثرت دابة في العراق لخشيت أن يُسأل عنها عمر لمَ لم يمهد لها الطريق ).
هذا هو الفاروق الذي فرق بين الحق والباطل هذه هي الحضارة الإسلامية التي امتازت أنها تمزج بين العقل والروح لا تلغي العقل ولا تقيده والإسلام هو دين نزل على البشرية جمعا ويدعو للتحرر الإنسان مسلما أو غير مسلم بلا أكراه ولأقهر . والدولة مسئولة عن حرية كل إنسان مهما كانت عقيدته وإرساء العدل والمساواة للكل دون تمييز ودولة ديمقراطية تستند على الشورى فيها اجتهاد بشري ينبع من قواعد إسلامية عامة وهي الضمان الحقيقي للبشرية يجعل الشعب مصدر للقيم. أما ما يحدث اليوم من متعصبات واختلافات مذهبية مقيتة تجعل الديمقراطية هي الأنسب لأنها نظام سياسي واجتماعي فيه الشعب هو مصدر السيادة والسلطة و لتوفير حماية حقوق الأقليات والأفراد عن طريق تثبيت قوانين بهذا الخصوص بالدستور الذي يتفق عليه الكل يضمن التداول السلمي للسلطة وفصل السلطات واستقلالها ونزهتها وللديمقراطية قوة هائلة في تحريك المجتمعات الإنسانية للتقدم فهي الأرضية الخصبة لكي يعي الناس مكانتهم وحقوقهم وواجباتهم وتحقيق مصيرهم ولا يرفضها سوى من يريد أن يفرض على الآخرين فكرة وأيدلوجيته ومذهبه وطائفته ويلغي الآخرين ويستعبدهم ويحتكر البلاد والعباد وهذا مرفوض رفضا قاطعا .
أخيرا لا تنطلي على الشعب ألعيبكم فقد اكتوى منها أما أن تكونوا دعاة خير وسلام للوطن والأمة وان تكونوا مع المشروع الوطني لبناء دولة نظام وقانون دولة فيها عدالة ومساواة وحرية دولة تلبي طموحات وأمال الجماهير دون تمييز أو إقصاء دولة فيها امن وأمان فيها سلم وسلام فيها حب ووئام دولة خالية من الظلم والاستبداد والصراعات المدمرة طائفية كانت أو مذهبية أو أيدلوجية وعيشوا وتعايشوا في مجتمع مدني بسلام كفى صراع وعبث بحياة الناس . هل حان إن يجرم كل من يصدر فتاوى أو تحريض يدعو إلى إثارة فتن ونزعات صراع ديني مذهبي طائفي عرقي يضر بالمجتمع والوطن ولابد إن يبزغ علينا فجرا ينصر الحق ويزهق الباطل ليعرف الجميع نواياهم الشريرة