عندما تكون الحسابات السياسية عند بعض الساسة خارج تموضع سياقها الوطني طبقا لمعطيات موضوعية نموذج الحالة اليمنية الجانحة نحو النزوع إلى اتفاقات مصغرة يديرها زعماء النفوذ بمنطلقات غير مؤسسية حتما ستكون نتائجها كارثية بكل المقاييس ؟؟ ولنا في التأريخ امثال لا مجال لذكرها يطغوا البعد الذاتي وتتلاشى ثوابت الوطنية ، ولان الراهن اليمني بشقيه الشمالي والجنوبي أدمنوا على تفصيل ثياب الحلول لأزماتنا المتراكمة والمتفاقمة بطريقتهم المعهودة (اتفاق شخصي) ثم اصباغه بمساحيق غسيل النخبة السياسية بحثا عن شرعية ناقصة من المؤكد قطاف ثمار المحصول القاتل لحياة شعب وبلاد وسيادة ..
المشهد السياسي الجنوبي والشمالي ما يزال يخوض سجال غير عادي على خلفية وثيقتي (الأرياني وبن علي) فيما نظرائهم يواصلون المسلسل الذي أعده وأخرجه الدبلوماسي بن عمر ومساعديه في فندق موفنبيك ؟؟
تسريب وثيقة الارياني سببت صدمة للقيادي الجنوبي محمد علي أحمد الذي أسس مكون جنوبي عنوة للمشاركة في مؤتمر الحوار الوطني كفصيل جنوبي داعما سياسيا للرئيس (هادي) وكما يبدو أن الورقة المكتوبة بخط اليد والمنسوبة للدكتور عبدالكريم الأرياني أماطه اللثام عن اتفاق سري اخر بين الرئيس (هادي) وبن علي استفزت الأخير ليقوم بردة فعل معاكسة وبنحريك أكثر من رسالة أبرزها المعلنة والموجهة للرئيس ،ويتضح من خلال قرأتها افتقارها إلى التفرد الجديد في الموقف غير انها ركزت على تنفيذ النقاط ال20 و ال10 واشتراط عدم عودة أعضاء ثلاث محافظات من فريقه إلى صنعاء وتعليق استمرار مشاركة فريقه في مؤتمر الحوار الوطني دون ان تناقش في اجتماع لأعضاء الفريق المشاركين في مؤتمر الحوار الوطني حسب افادة شخصية قيادية في مؤتمر شعب الجنوب الامر الذي يتضح ان قرار بن علي كان فردي ولم يقر داخل اجتماع للهيئة القيادية اي خارج المؤسسة مما يعطي له مبرر التفاوض الشخصي في العدول والعودة متى ما اتفقوا وعلى طريقتهم في الصيغة التي يرونها تخدم مصالحهم بعيدا عن مصالح الأجماع الشعبي للقضية التي يمثلونها ؟!!
ابتلا العقل السياسي للجنوب والشمال معا على الاشتغال خارج المشروعية الشعبية ولو حتى في حدها النسبي 40% بحكم تفاوت المستوى الثقافي للسكان داخل جغرافيا الازمة ؟ اذ أن مقامرات ما يجري في الغرف المغلقة لا يعدو كونه عبث واستخفاف يصنعها رجال الحكم مصرين على إدارة البلاد وأزماتها بذهنيات غارقة في الشمولية .
ورقة العودة إلى الصفر ولقاء الشدادي بالعطاس في جده ثم لقاء هادي بالعطاس وصالح عبيد وماصبحهما من ضجيج إعلامي تندرج في إطار تكثيف الضغط بأكثر من ورقة للوصول إلى توافق حول مخرج يرضي الإقليم والراعيين لمشروع المبادرة الخليجية وقد أستقر على الفيدرالية ويرجح أن تكون بخمسة أقاليم ثلاثة في الشمال وأثنين في الجنوب التفاصيل كما يبدو بحدود 1990م كمطلب جنوبي غير أن رفاق الرئيس (هادي) القدماء خارج أطار منظومة الحكم يطرحون مشروع الفيدرالية بإقليمين ويبقى خيار الاستفتاء غير وارد في مطالب الطرفين الجنوبيين ؟؟
غلط المكونات الجنوبية في مشاريعها ورؤاها لحل القضية الجنوبية يعيدنا الى الجري وراء تمثيل الجنوب التي تكرسها جهودها بتسويق مشاريع مبعثرها تنبعث من داخلها روائح التشظي الجنوبي وتصحى فيما بعد على توظيف شغل المناورات المكشوفة على اثار اهتزازات الثقة ؟
ما رأيكم لو تمسكت المكونات الجنوبية بمختلف تياراتها على سقف عال (الأستقلالوالتحرير ، استعادة الدولة ، تقرير المصير ، سيادة شعب الجنوب على أرضه ) عبر خطاب سياسي وإعلامي هنا ستحد إلى قدر كبير من الانقسام في الصف القيادي الجنوبي وستخفف من حدة الدعاية الإعلامية المضادة بين مكوناتها بعيدا عن لغة التخوين والتشكيك