يشكو غالبيةُ مشتركي الانترنت المحمول "برق نت" في العاصمة عدن وعددٍ من المحافظات من سوء الخدمة وعدم التزام الشركات المزودة بتجديد الباقات وفتح الخطوط بعد شرائهم أجهزة المودم اللاسلكي وخطوط الهاتف المتنقل "يمن موبايل" بأسعار تصل إلى ثلاثين ألف ريال للجهاز الواحد . وقال مشتركون إن وكلاء برق نت وفروع يمن موبايل تمتنع منذ نحو عشرين يوما عن تجديد باقات الخدمة للمشتركين بذريعة تحديثات تجريها شركة "يمن موبايل" على نظام تشغيل الخدمة ، في حين أن خدمة عملاء "يمن موبايل" تؤكد استكمالها التحديثات وجهوزيتها التامة لاستقبال طلبات تجديد الاشتراك وتفعيلها عقب رفع بيانات التجديد من الفروع ونقاط "برق نت" بدقائق .
أحد المشتركين قال: "اشتريت مودماً وخطاً وباقة 3 جيجا بثلاثين ألف ريال وبعد أن استنفدت باقتي الأولي ذهبت للتجديد لكنّ فروع الخدمة رفضت طلبي فاضطررت للسفر إلى عدن ودفعت المبلغ في فرع "يمن سيل" بعدن حيثُ ظلّ المبلغ لديهم نصف شهر ولم يفعلوا لي الخدمة إلى الآن ولا أعلم لذلك سببا غير أن كل جهة ترمي بالتقصير على الأخرى" ، مضيفا: بأن "فروعا أخرى في عدن وغيرها تستقبل طلبات المشتركين وتفعّل لهم الخدمة في الحال ، وهذا ما جعلنا نشك في رواية التحديثات في النظام" .
وتسير خدمة الانترنت المتنقل في اليمن "برق نت" وفقاً لعمل واتفاق بين شركتين ربحيتن هما: "شركة الباشا للكمبيوتر" وهي وكيل أجهزة ZTE العالمية لأجهزة الموادم اللاسلكية وأجهزة الهواتف المتنقلة التي تُقدَّم من خلالها خدمة "برق نت" .. والأخرى هي شركة الاتصالات اليمنية المتنقلة "يمن موبايل" التي تزود أجهزة ZTE بالخدمة بتقنيتي 1x , Evdo اللتين تعتمدان على نظام ال CDMA للاتصالات المتنقلة وهو النظام الوحيد الذي تعمل من خلاله أجهزة ZTE وتقدمه فقط شركة يمن موبايل دون غيرها من شركات الاتصالات المتنقلة في اليمن والعاملة بنظام ال GSM هو الأمر الذي يزيد مخاوف مغتني أجهزة ZTE من عدم نفعيتها في حال قطعت يمن موبايل تزويد شركة الباشا بالخدمة .
الإجراءاتُ التي برزت أخيراً بعدم قبول أطراف الخدمة تجديد طلبات المشتركين مضافا إليها سوء الخدمة وانقطاعها في عدد من المناطق تشير _بحسب مخاوف المشتركين_ إلى إخلالِ أحد الأطراف بالتزاماته تجاه الآخر أو تنكر الشركتين كلتيهما لالتزاماتهما تجاه المشتركين _إن كانت هناك أصلا اتفاقات تأخذ ولو بعين الاعتبار حق المشتركين والمستهلكين الذين أشتروا أجهزة ZTE المحتكر تشغيلها ليمن موبايل دون غيرها من شركات الاتصالات المتنقلة في اليمن_ .
ويعزي مراقبون ومتخصصون في هذا الشأن المشكلةَ إلى ضغوطاتٍ تمارسها شركة الباشا للكمبيوتر وتقنية المعلومات (برق نت) على "يمن موبايل" لإجبارها على عدم إعطاء الخدمة إلا لكل مشترٍ لجهاز برق نت أو أي من أجهزة ZTE التي تبيعها شركة الباشا بأسعارٍ مرتفعة الأثمان ، ويؤكد المختصون هذه الفرضية بالتزام يمن موبايل _حتى الآن_ بعدم إعطاء خدمة الانترنت المتنقل المعروفة لديها ب"موبايل نت" إلا عبر فروع شركة الباشا وأجهزتها المبرمجة مسبقا بخطوط يمن موبايل ، في حين أن خدمة "موبايل نت" يمكن تشغلها في أي خط أو أية شريحة يمن موبايل ؛ وبالتالي يمكن للمشتركين استخدام خطوطهم وشرائحهم في موادم وأجهزة "كونكت" أخرى متوفرة في السوق ورخيصة الثمن ؛ إذ يصل ثمن بعضها إلى ربع ثمن موادم برق نت المحتكرة ، مضيفين إنه يمكن استخدام شرائح "موبايل نت" من خلال أجهزة الهواتف المحمولة العاملة بنظام ال CDMA والمتوفرة في السوق بمختلف أنواعها وأثمانها دون الحاجة إلى شراء جهاز أو هاتف ZTE المعروف بارتفاع ثمنه .
المشكلة لا تمكن في نوعية الجهاز المستخدم وماركته ، رغم ما تمارسه الشركتان من احتكار ؛ فمعظم المشتركين الذين يعانون اليوم من إجراءات منع وعرقلة التجديد وسوء الخدمة هم الذين سلموا أمرهم ل"الاحتكار" فاشتروا موادم وأجهزة "برق نت" بيد أن الخدمة باتت في خبر كان ، مع عدم القدرة على تغيير مزود الخدمة لأسباب تقنية ذكرناها سلفا .
ورغم هذا وذاك إلا أن المشكلة الحقيقة تبقى ، في الأخير ، هي ما يخشاه المشتركون _استدلالاً_ ويراه المراقبون _استنتاجاً_ في صفقةٍ تجاريةٍ أشبه ب "لُعبَة" تسعى إلى تسويق منتجات تجارية وماركات معيّنة مستخدمةً إغراء الجمهور بخدمات انترنت تستأجرها مؤقتا ثم تتبرأ من مشتركيها ؛ لتصبح أجهزتهم بعد ذلك مجردَ أدواتٍ للزينة أو مجرد "فلاشات" خزن في أحسنِ الأحوال ، وهي المصيبةُ ذاتها التي ستحلُّ على مشتركي "برق نت" إذما قطعت يمن موبايل أو حتى غيّرتْ من نوعية خدمتها المقدمة لشركة الباشا وبرق نت تحديدا .