يقف يوفنتوس المدافع عن اللقب في وضع قوي يرشحه لمواصلة الهيمنة مع انطلاق منافسات دوري الدرجة الأولى الإيطالي لكرة القدم مطلع الأسبوع المقبل في ظل استمرار تبعات عمليات التلاعب في نتائج المباريات والعنصرية. وتعززت صفوف يوفنتوس بطل الموسمين الماضيين بضم المهاجم الارجنتيني كارلوس تيفيز من مانشستر سيتي وأنذر الفريق جميع منافسيه بسحق لاتسيو 4-صفر في كأس السوبر الإيطالية يوم الأحد الماضي. وسلطت المباراة أيضا الضوء على المشاكل المتجذرة في دوري الأضواء الإيطالي بعدما شهدت إساءة عنصرية من المدرجات بينما افتقد لاتسيو لجهود القائد ستيفانو ماوري الذي بدأ في تنفيذ عقوبة إيقاف لستة أشهر بسبب فضيحة تلاعب. ويضيف سوء حالة الاستادات والمشاكل المالية وشغب المشجعين لمعاناة المسابقة التي فقدت مكانتها عبر السنوات بتفضيل النجوم الكبار الانتقال للعب في اسبانيا وانجلترا ومؤخرا في المانيا وفرنسا. وفي الموسم الماضي قال انطونيو كونتي مدرب يوفنتوس إنه ستمر سنوات قبل أن يظفر فريق إيطالي بلقب دوري أبطال اوروبا مرة أخرى. لكن المسابقة أظهرت عددا من الإشارات المشجعة خلال الصيف خاصة انضمام تيفيز إلى يوفتنوس ومواطنه جونزالو هيجوين إلى نابولي والمهاجم الألماني الشهير ماريو جوميز إلى فيورنتينا. ويأتي هذا بعد ضم ميلانو نجم إيطاليا الشاب ماريو بالوتيلي في يناير كانون الثاني الماضي. كما احجمت أندية إيطالية عن النشاط بقوة في سوق الانتقالات. وكان نابولي الذي ضم أيضا دريس مارتنز من ايندهوفن وراؤول البيول من ريال مدريد الأكثر إنفاقا لكنه لم يفعل ذلك إلا بعد أن امتلأت خزائنه من بيع ادينسون كافاني مهاجم اوروجواي إلى باريس سان جيرمان مقابل 64 مليون يورو (85.61 مليون دولار). وبعدما تأهل مرتين لدوري أبطال اوروبا في آخر ثلاثة مواسم فإن نابولي الذي يستضيف بولونيا في الجولة الأولى يوم الأحد (الساعة 1845 بتوقيت جرينتش) عازم على القيام بتحد آخر لنيل لقبه الثالث في المسابقة المحلية. لكن في وجود العديد من اللاعبين الجدد ومع المدرب رفائيل بنيتز الذي عين بدلا من والتر ماتساري قد يحتاج الفريق لوقت ليقف على قدميه. أما يوفنتوس فحافظ على القوام الأساسي لفريقه والذي هيمن على المسابقة في الموسمين الماضيين واستفاد من اللعب في استاده الخاص الذي يمتليء دائما بالجمهور وبالصخب. وسيحل يوفنتوس الذي تفوق بتسع نقاط على وصيفه نابولي في الموسم الماضي ضيفا على سامبدوريا بعد غد السبت (الساعة 1845) في مباراته الأولى. وأبلى ميلان الذي سيلعب في ضيافة ايلاس فيرونا الصاعد حديثا يوم السبت (الساعة 1600) بلاء حسنا باحتلال المركز الثالث في الموسم الماضي الذي كان بمثابة فترة انتقالية بالنسبة له وقد ينافس هذا الموسم خاصة بعدما استقر بالوتيلي بشكل جيد بعد انضمامه من مانشستر سيتي. لكن الأمر مختلف في الجار انترناسيونالي الذي يستضيف جنوة يوم الأحد (الساعة 1600) وأمام مدربه الجديد ماتساري مهمة شاقة لتحسين وضع الفريق الذي احتل المركز التاسع في الموسم الماضي. ويشعر فيورنتينا الذي سيقود جوميز هجومه بالتفاؤل بعد أن احتل المركز الرابع في الموسم الماضي رغم أنه عانى لتجاوز رحيل لاعب الوسط الموهوب ستيفان يوفيتش. والفرق الصاعدة هذا الموسم هي ليفورنو وساسولو وايلاس فيرونا بينما غير روما مدربه باستقدام رودي جارسيا وكذلك فعل جنوة بتعيين فابيو ليفراني مثلما فعل نابولي وانترناسيونالي. ورغم كل شيء تبدو كرة القدم الإيطالية مصممة على التخلص من تبعات العنصرية والتلاعب. ودأب مشجعو لاتسيو على إطلاق الصيحات ضد الثلاثي الأسود في يوفنتوس في مباراة كأس السوبر وشهد الصيف أيضا انسحاب كيفن كونستانت لاعب ميلانو من أرض الملعب احتجاجا على إساءة تعرض لها في مباراة ودية بعدما فعل زميله كيفن برينس بواتينج الشيء نفسه في يناير كانون الثاني الماضي. وأمر لاتسيو بإغلاق أحد أقسام مدرجات الاستاد الاولمبي الذي يجلس فيه مشجعوه المتعصبون خلال مباراته التالية على أرضه تطبيقا للوائح أكثر حسما تم إقرارها تحت ضغط من الاتحادين الدولي والاوروبي لكرة القدم. وكشرت السلطات أيضا عن أنيابها بإيقاف لاعب من فريق الهواه ماتيرا لعشر مباريات أثناء مباراة في كأس إيطاليا في يوليو تموز الماضي وذلك بعدما وجه إساءة عنصرية للاعب منافس. لكن لا نزال بحاجة لنعرف إن كانت السياسة الجديدة ستجدي نفعا في بلد لا تقتصر فيه العنصرية على كرة القدم.