من شروط التوبة وقبولها الإبتعاد عن المعاصي وتركها ، وإبداء الندم .. ونحن اليوم نفاجأ بذلك الاعتذار المقدم من حكومة الوفاق - النفاق - لشعب الجنوب عن ما حل بالجنوب طيلة سنوات الوحدة نجده اعتذاراً واهياً لا يلبي الحد الأدنى من مطالب الجنوبيين لما أظهره من إسفاف واستخفاف في محاولة تناسي وإغفال أن القضية الجنوبية هي قضية وطن أمتهنت كرامته (أرضاً وإنساناً) واستباح كل شيء فيه .
جاء الاعتذار السخيف ضعيفاً في صياغته .. ركيكاً وسطحياً في مضمونه .. موضحاً مدى تعالي واستهتار مؤلف ومخرج هزلية الاعتذار وكل من يقف ورائهم ولكننا نقول لهم اعتذاركم مرفوض شكلاً وموضوعاً كونه جاء متأخراً بعد أن عرف شعب الجنوب وأدرك طريقه وهو الآن يسعى إلى انتزاع حريته ونيل استقلاله واستعادة الدولة المنهوبة منه كون قضيته قضية مطلبية ، حقوقية ، إنسانية عادلة 100% .
عن أي اعتذار تتحدثون وتحاولون التحايل علينا به في محاولة جديدة منكم تستخفون بها بعقلية شعب عرف حقوقه ومجتمع دولي كشف همجيتكم وسطوتكم على كل الجنوب وتلاعبكم بمقدراته وثرواته ، وما إن بدأ الجرح الجنوبي ليندمل إلا وقد سارعتم في تعميقه باستهتاركم باعتذار تافه وباهت ليس له أي أثر أو تأثير على الجنوبيين بل أنه يزيدهم إصراراً وثباتاً في موقفهم .
أعزائي لا يزال الجرحُ الغائر يدمى فليس لكلمات ساذجة أن تنسينا شهدائنا وجرحانا أو ما نهب وسلب منا أتطلبون منا الصفح والعفو وتناسي كل ما أذقتمونا من شتى صنوف القمع والبطش والتنكيل وممارسة الإقصاء والتهميش للكوادر ناهيكم عن سياسة التجهيل الممنهج طيلة سنوات الوحدة .. وحكايات الاغتيالات التي لا تزال مستمرة حتى يومنا هذا ، هكذا وببساطة تطلبون الغفران متناسيين الضرر المعنوي والنفسي والمادي لشعبٍ بأسرهِ عانى وذاق كل أصناف الذل والحرمان منكم لا وألف لا يا حكومة النفاق .
إن ما عاناه الجنوب وشعبه ولا يزال يعانيه من جنرالاتكم العسكريين وأباطرة المال والأعمال منكم ذنب لا يغتفر بل وأن تعاطيكم الزائف وعدم مصداقيتكم في التعاطي والتعامل مع القضية الجنوبية والاستهانة بها وتحجيمها ومحاولة التضليل والتعتيم وطمس الحقائق على جزء كبير من قضيتنا الجنوبية يجعلنا نقول لكم إننا وببساطة قد لفظناكم إلى الأبد ودون رجعة ونحن ماضون إلى نيل الاستقلال واستعادة دولتنا . بل وإن هذا الاعتذار يكشف لمن يقرأ ما بين سطوره الخبيثة النتائج المسبقة لحوار صنعاء وما تحمله للجنوب من ويلاتٍ قادمة ... وختاماً يا حكومة النفاق فإن الاعتذار مرفوض والذنب غير مغفور . ،،، والله من وراء القصد ،،،