تأكيدا لما كان قد نشره "عدن الغد" قبل ايام عن عدم عودة الرئيس اليمني صالح الى اليمن بعد سفره الى الولاياتالمتحدةالامريكية قالت "الوسط" اليمنية واسعة الانتشار في عددها الاسبوعي انها علمت من مصادر دبلوماسية موثوقة أن الرئيس علي عبدالله صالح قد اختار أبو ظبي لإقامته الدائمة بعد عودته من رحلة علاج مرتقبة إلى الولاياتالمتحدة. وأكدت ذات المصادر -للصحيفة -أن جميع أفراد أسرته من بناته وأحفاده وزوجاتهم وصل عددهم إلى خمسين شخصا تم إخطار سلطات أبو ظبي بأسمائهم وتم قبولهم جميعا، حيث تم ترتيب القصور الخاصة بسكنهم في الوقت الذي نقلت سفينة كبيرة كل متعلقات الأسرة إلى أبو ظبي.
وقالت الصحيفة في عددها الاخير ان مصادر خاصة ل"الوسط" أن الولاياتالمتحدة قد وافقت على منح التأشيرة للرئيس للدخول للعلاج فيها وأن التأشيرة هي من تلك التي تمنح للرؤساء الحصانة الكاملة التي تحميه من أي ملاحقة قانونية.
إلا أن المصدر قال إن سريان التأشيرة ينتهي في العشر الأواخر من فبراير وهو موعد خروجه من الرئاسة و انتخاب نائبه بدلا عنه.
وأشار المصدر الدبلوماسي إلى أن الموافقة على منح التأشيرة جاء بعد أن وافقت السلطات الأثيوبية على أن تكون الدولة الوسيطة التي يمر منها الرئيس إلى أمريكا بعد أن كانت رفضت دول أوروبية عدة استقباله كرئيس دولة.
وكانت السلطات الأمريكية قد عبرت عن غضبها من إعلان الرئيس عن مغادرته إلى أمريكا وهو ما اضطرها للنفي عبر مساعد المتحدث في البيت الأبيض قبل أن تتلقى اعتذارا رسميا من الرئاسة
ونقلت صحيفة نيويورك تايمز عن مسؤول في الإدارة الأمريكية انه لم تعد هناك عوائق تحول دون إصدار تأشيرة دخول للرئيس اليمني وان صالح يمكن ان يصل الى مستشفى نيويورك برسبتيريان في نهاية هذا الاسبوع لمزيد من العلاج، بعد إصابته بجروح كادت تقتله في انفجار وقع في حزيران/يونيو الماضي داخل المجمع الرئاسي.
ورغم مخاوف الإدارة من ان الموافقة على مجيئ صالح ستثير غضب الكثير من اليمنيين الذين يريدون محاكمته على اعمال القتل التي ارتكبتها أجهزته الأمنية، إلا أن البعض يرى ان إيجاد مخرج له حتى لو كان مؤقتا يمكن ان يساعد في تمهيد الطريق لإجراء انتخابات العام المقبل وربما إنهاء الأزمة السياسية.
وقال المسؤول الذي رفض الكشف عن اسمه للصحيفة ، إن الإدارة شعرت أن ايجابيات السماح لصالح تستحق الانتقادات التي ستوجَّه اليها، بما في ذلك عقد مقارنات مع حالات سابقة، في إشارة إلى قرار الرئيس جيمي كارتر عام 1979 السماح لشاه إيران/ محمد رضا بهلوي بدخول الولاياتالمتحدة للعلاج بعد الثورة الإسلامية في ايران. وكان ذلك القرار أدى إلى احتلال السفارة الأميركية في طهران واحتجاز 52 اميركيا.