شدد المسئولون اليمنيون الإجراءات الأمنية من أجل التصدي لأي تهديدات لكأس الخليج لكرة القدم التي تنطلق في بلدهم يوم الاثنين والتي ينظر إليها كثيرون على أنها اختبار لسيطرة الدولة على المنطقة المضطربة في الجنوب. وقال مسئولون انه تم نشر 30 ألفا من أفراد الأمن لضمان الهدوء في جنوب اليمن وهي منطقة شهدت اشتباكات دموية بينما تسعى الحكومة جاهدة لإخماد متشددين انفصاليين وآخرين إسلاميين. وستقام كأس الخليج التي يستضيفها اليمن للمرة الأولى في مدينة عدن الساحلية الجنوبية في إستاد لكرة القدم كان مسرحا لانفجارين الشهر الماضي ألقيت باللائمة فيهما على جماعات انفصالية وفي إستاد شيد حديثا في أبين وهي محافظة جنوبية شنت القوات الحكومية فيها مؤخرا حملة لاستئصال شأفة مسلحي تنظيم القاعدة. وقال مسئول أمني يوم السبت قبل يومين من انطلاق البطولة "لا توجد أي مخاوف أمنية حتى الان.. شددنا الإجراءات الأمنية لطمأنة أشقائنا الخليجيين بأن كل شيء امن." ويتوقع مسئولون وصول نحو 13 ألف سيارة تحمل زوارا خليجيين إلى اليمن لكن سكانا محليين يقولون أنهم لم يروا إلا القليل من السيارات. وانتشرت العشرات من نقاط التفتيش الجديدة في الشوارع الرئيسية والفنادق والاستادات الرياضية ووصل الرئيس اليمني علي عبد الله صالح إلى أبين في وقت متأخر يوم الجمعة للوقوف على الإجراءات الأمنية التي خططت لمعظمها شركة أمريكية تمت الاستعانة بها خصيصا من أجل البطولة الخليجية. ويشارك في كأس الخليج ثمانية منتخبات من الدول الست الأعضاء في مجلس التعاون الخليجي إضافة إلى العراق واليمن في حدث يقول محللون انه اختبار لقدرة اليمنيين على ضمان الأمن في الجنوب المضطرب. واتحد شمال اليمن وجنوبه في 1990 تحت حكم صالح لكن الوحدة غير المستقرة أدت إلى حرب أهلية لم تستمر طويلا في 1994. ويقول كثيرون في الجنوب الذي تضم أراضيه معظم احتياطي اليمن من النفط ان الدولة تمارس التمييز ضدهم رغم استفادتها من مواردهم. ومن شأن الفشل في منع أي هجوم أثناء البطولة أن يوجه ضربة قاصمة لليمن الذي أصبح أحد أبرز مصادر القلق الأمني للغرب بعد العثور في بريطانيا ودبي على طردين كانا مرسلين إلى الولاياتالمتحدة أعلنت القاعدة المسؤولية عنهما الشهر الماضي. وهدد انفصاليون جنوبيون بتنظيم احتجاجات جماعية ضد البطولة التي يرون فيها خطة للترويج للوحدة تحت حكم صالح. وأصيب جنديان ومدني يوم السبت اثناء قيام قوات الأمن بتفريق احتجاجات في محافظة الضالع الجنوبية حيث احتج المئات من الانفصاليين الجنوبيين على استضافة اليمن للبطولة. وأصيب جنديان آخران عندما ألقى نشطاء قنبلة عليهما بعد الاحتجاج. ويتعرض اليمن لضغوط متزايدة من السعودية الجار الشمالي ومن القوى الغربية لقمع حركة الانفصال في الجنوب وتثبيت هدنة هشة مع متمردين شيعة في الشمال بغرض تركيز الجهود على التصدي للنشاط المتنامي لجناح القاعدة في شبه الجزيرة العربية والذي يتخذ من اليمن قاعدة له. وحتى مع تحول التركيز على الأمن في الجنوب قبل انطلاق خليجي 20 ارتفع مستوى التوتر في شمال اليمن مع متمردين شيعة. وقال مسئول أمني ان متمردين شيعة اشتبكوا مع رجال قبائل مدعومين من الحكومة ونسفوا بضعة منازل في منطقة منبه على مدى الأيام الثلاثة الماضية. وقال المسئول الأمني ان عدة أشخاص قتلوا أو أصيبوا في الاشتباكات وهي مستمرة. لكن لا توجد تقديرات للخسائر في الأرواح حتى الان. ورفض مسئولون في صفوف المتمردين التعليق.