مساءً بدت القاهرة اكبر المدن في الشرق الأوسط مختلفة للغاية ، وعلى عكس ليل جمعتها الماضية بدت الأضواء الليلة مختلفة ومغايرة ثمة حرائق والآلاف من عناصر الجيش والشرطة يقابلها عشرات الآلاف من المتظاهرين الغاضبين الذين يطالبون برحيل "حسني مبارك" الرئيس الذي يحكم البلد منذ 29 عاما . هل ينجح المصريون في إزاحة مبارك عن الحكم بعد 29عام من الحكم؟ هذا السؤال الذي يتردد صداه بعد اتساع التظاهرات بمصر ليكون بذلك ثاني رئيس عربي تطيح به ثورة شعبية وذلك بعد تمكن احتجاجات شعبية مماثلة أوائل هذا الشهر من الإطاحة بالرئيس التونسي "زين العابدين بن علي" والذي تربع على عرش الحكم في البلد العربي المغاربي لأكثر من 24 عام. حتى المساء كل الأخبار الواردة من البلد العربي الشقيق تؤكد أنها قد لاتتوقف وانها في طريقها إلى الاتساع أكثر واكثر ففي المساء أعلنت الحكومة المصرية عن فرض حظر في القاهرة الكبرى، الإسكندريةوالسويس، من الساعة السادسة مساء إلى السابعة صباحا، كما نزلت وحدات الجيش المصري لأول مرة بمدرعاتها إلى الشوارع، التي كان عشرات الآلاف قد خرجوا إليها في المدن المصرية، بعد صلاة الجمعة يرددون هتافات تنادي بإسقاط النظام. وتقدم المتظاهرين في ميدان الجيزةبالقاهرة الدكتور محمد البرادعي، الذي أحاط به المتظاهرون من كل ناحية، لحمايته من قوات الأمن، كما خرجت مظاهرات صاخبة في معظم أحياء القاهرة تنادي بإسقاط نظام الرئيس حسني مبارك، ولا تزال المواجهات بين المتظاهرين وقوات الأمن، حيث استخدمت الأخيرة الرصاص المطاطي، الهراوات، القنابل المسيلة للدموع ومدافع المياه، بينما استخدم المتظاهرون الحجارة في قذف رجال الشرطة، وتمكنت قوات الأمن التي أقفلت جميع الجسور من منع المظاهرة التي اشترك فيها أيضا أسامة الغزالي حرب، رئيس الجبهة الديمقراطية من الوصول إلى ميدان التحرير، وفيما بعد احتجزت قوات الأمن كلا من البرادعي وحرب.
إصابة أيمن نور
وشهدت مدن وادي النيل من الإسكندرية شمالا إلى أسوانجنوبا مظاهرات صاخبة في نفس التوقيت، بالإضافة إلى مدن شبه جزيرة سيناء، ومدن قناة السويس، ويصف المراقبون هذه المظاهرات بأنها الأعنف، وأنها غير مسبوقة في عهد الرئيس الحالي، وأسفرت الاشتباكات اليوم على سقوط قتيل بين صفوف المتظاهرين، كما ذكرت قناة الجزيرة أن قتيلة سقطت قرب ميدان التحرير، بالإضافة إلى إصابة العشرات، ولوحظ أن العديد من رجال الشرطة خلعوا ملابسهم العسكرية وانضموا للمتظاهرين، وفقا لما ذكرته وكالة رويترز للأنباء. كما ذكرت قناة الجزيرة، وقناة سي أن أن التي أجرت لقاءً مع أبن أيمن نور، والذي صرح بأن والده أصيب في المظاهرة على رأسه، وأنه نقل إلى المستشفى ويحتمل تعرضه إلى رجة في المخ، وفي مدينة دمياط تمكن المتظاهرون من حرق مقر الحزب الوطني الحاكم، وفي أقصى جنوب مصر تمكن المتظاهرون من حرق مقر نفس الحزب في مدينة كوم أمبو التي تقطنها غالبية من النوبة، أما في مدينة السويس فقد تمكن المتظاهرون من السيطرة على الموقف، وأحرق سيارات مصفحة للشرطة. وكانت السلطات قد عطلت الانترنت، كما عطلت خدمات الرسائل النصية على الهواتف المحمولة، وهما الوسيلتان المفضلتان للناشطين الذين يتزعمون المظاهرات، ومن جهة أخرى اعتقلت قوات الأمن خمسة صحفيين فرنسيين في القاهرة، وفقا لتصريح منسوب للمتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية، كما اعتقلت عددا من قياديي جماعة الإخوان المسلمين قبل المظاهرات بعدة ساعات، بالإضافة إلى تعرض مراسل هيئة الإذاعة البريطانية أسد الله الصاوي للضرب على يد الشرطة السرية.
دعوة بإقالة الحكومة
ودعا مصطفى الفقي رئيس لجنة الشئون الخارجية، والأمن القومي في مجلس الشورى الحكومة إلى تقديم استقالتها، كما انتقد لجنة السياسات التي يترأسها جمال مبارك، بالإضافة إلى مليونيرات الحزب الوطني، وقال إن إدارة أمة ليس مثل إدارة الشركات. ويرى بعض المراقبين أن هذه المظاهرات هزت بشدة نظام الرئيس حسني مبارك، ولكنها ليست كافية لإسقاطه، إلا إذا استمرت عدة أيام، وعندها سيمل رجال الأمن، وخاصة الأمن المركزي الذي ينتمي أفراده إلى العائلات الكادحة، وقد ينضمون للمتظاهرين، خاصة وأنه سبق لهم الانتفاض عندها هاجموا شارع الهرم احتجاجا على أوضاعهم ورواتبهم الصغيرة، أما عن احتمال إنزال الجيش إلى الشوارع، فسيكون واردا إذا اشتدت المظاهرات، وإذا فشل رجال الأمن في السيطرة على الموقف، وعندها على خلاف الجيش التونسي الأكثر احترافا، والبعيد كل البعد عن السياسة، قد يسيطر الجيش المصري المتورط في السياسة على مقاليد الأمور في البلاد.
الجيش يتململ
حتى الآن لم يسقط عدد من الضحايا مماثل للضحايا الذين سقطوا خلال الثورة التونسية، وهو ما يؤكد خبرة الأجهزة الأمنية المصرية، التي تعودت على مواجهة مثل هذه المظاهرات من حين إلى آخر، وكانت على الدوام تعتمد على الحسم السريع، ولكن تكتيك المتظاهرين هذه المرة يختلف، وهم يخططون للاستمرار في التظاهر، الأمر الذي سيفقد قوات الأمن رشدها، وثمة احتمالان إما أنها تزيد من استخدام القوة، وهو ما لا يرغب فيه النظام، أو تفقد الحماس على مواصلة العمل، إن لم تنحاز إلى المتظاهرين. وبعد أن رشحت معلومات من الاجتماع الذي عقده الرئيس مبارك مع كبار مساعديه بعد مظاهرات الثلاثاء الماضي، والذي طالبت فيه المؤسسة العسكرية بتعيين نائب للرئيس ذي خلفية عسكرية، وإلغاء لجنة السياسات، وإحداث إصلاحات كبيرة في البلاد، وهو ما يعني أن الجيش يراقب الموقف، ويحذر مبارك من الانتظار غير المجدي. ويعتقد أن الرئيس مبارك إذا أقال الحكومة فورا، وحملها مسئولية الأخطاء، وعين حكومة جديدة لأعضائها مصداقية في الشارع، وقرر اعتزال السياسة بعد انتخابات سبتمبر القادم، فإن ذلك سينقذ نظامه وسيقنع المتظاهرين بأنهم وضعوا بلادهم على الطريق الصحيح. يعرف الناشطون على الإنترنت من خلال الشبكة العنكبوتية بانتقادهم اللاذع لحكم الرئيس المصري حسني مبارك الممتد منذ 30 عام. لكن الاحتجاجات التي شهدتها مصر هذا الأسبوع والتي لم يسبق لها مثيل، أظهرت أنهم أصبحوا معارضين لا يستهان بهم على أرض الواقع أيضا. واستخدم الناشطون موقعي "فايسبوك" و"تويتر" وغيرها من مواقع التواصل الاجتماعي لحشد المؤيدين على الإنترنت وتنسيق الاحتجاجات وتبادل الخبرات بشأن كيفية تفادي الاعتقال والتعامل مع الغاز المسيل للدموع. وكانت خدمات الإنترنت قد تعطلت في أنحاء البلاد بعد منتصف ليل أمس. ورغم نفي الحكومة، قال مشتركون في خدمات شبكات الهاتف المحمول أن الخدمة توقفت تماما اليوم.
ويعيش في مصر 79 مليون مواطن، ويشكل ثلث السكان الذين يبلغون دون الثلاثين من العمر 90 في المائة من العاطلين عن العمل. ولا يتعدى الدخل اليومي لنحو 40 في المائة من السكان أكثر من دولارين في اليوم، كما أن ثلث السكان أميين.
وفي ظل إحباط الكثيرين لضعف دور الأحزاب المعارضة، لجأ عدد كبير من الشبان إلى الفضاء الإلكتروني بوصفه واحدا من القنوات القليلة المتاحة للتنفيس عن غضبهم. ويدعو المحتجون إلى إسقاط نظام الرئيس حسني مبارك الذي تولى السلطة عام 1981، ويرفضون فكرة خلافة نجله جمال (47 عاما) ، بالإضافة إلى مطالبتهم بحرية الرأي والتعبير والعدالة الاجتماعية ومحاربة الفساد. ومن المقرر إجراء الانتخابات الرئاسية القادمة في شهر سبتمبر/ أيلول، حيث لم يعلن مبارك (82 عاما) ما إذا كان سيرشح نفسه مرة أخرى. وينفي الأب والابن وجود نية لتوريث السلطة، غير أن اللوائح السياسية في مصر تجعل من الصعب على أي مرشح غير مرشح الحزب الوطني الحاكم الفوز بالانتخابات. وقال المحلل السياسي نبيل عبد الفتاح "إن النظام لم يستجب للدعوات المتكررة للإصلاح، لكن الأجيال الجديدة استطاعت من خلال الفضاء الافتراضي كسر هذا الصمت والتحرك إلى الشوارع".
وقال أحمد ماهر، وهو احد الناشطين في حركة "6 ابريل" التي تنشط على الانترنت منذ بضع سنوات، " أن الناشطين على "الفايسبوك" نجحوا بالتأكيد في نقل دعوتهم من العالم الافتراضي إلى أرض الواقع. أصبحت المظاهرات في كل مكان دون أي تنظيم من جماعات بعينها." وقال المحلل السياسي ضياء رشوان لوكالة "رويترز" أن "هذا نجاح منقطع النظير بدون أدنى شك. هذا نجاح لشباب مصر. اختاروا وسيلة للتواصل فيما بينهم وهي الانترنت. ويحاولون منذ أربع سنوات تحويل الدعوات إلى ارض الواقع ونجحوا".
واتفق معه الكاتب والباحث السياسي عمار علي حسن للذي قال بدوره للوكالة أن هذا النجاح "كبير، وكان مفاجئا للجميع، الشرطة والحركات السياسية وحركات التغيير". وأضاف أن المتظاهرين "لم ينجحوا فقط في نقل عالمهم الافتراضي إلى ارض الواقع بل نجحوا أيضا في إنهاء ملف التوريث وإلقائه تحت أقدام الشباب الغاضب وهم الجيل الذي يدعي جمال مبارك انه جيله وانه جيل الفكر الجديد".
وكان المحتجون في مصر قد استلهموا تحركهم من تجربة التونسيين الذين أطاحوا بالرئيس زين العابدين بن علي الذي حكم تونس 23 عاما. فالتونسيون أيضا استخدموا الإنترنت لنشر أخبار الاحتجاجات. ويعاني المصريون من نفس المشاكل التي دفعت التونسيين إلى الخروج في احتجاجات إلى الشوارع، وهي غلاء أسعار السلع الغذائية والفقر والبطالة والحكم الشمولي الذي يخنق أي احتجاجات شعبية. وكانت القوة المحركة وراء دعوات مصر من أجل التغيير، مجموعة على موقع "فايسبوك" أنشأها ناشطون غاضبون لمقتل الناشط في مجال مكافحة الفساد خالد سعيد الذي تقول جماعات حقوقية أنه عذب حتى الموت في شهر يونيو/حزيران حيث يحاكم الآن اثنان من رجال الشرطة في هذه القضية.
ولا ينتمي الناشطون إلى منتقدي الحكومة التقليديين الذين يظهرون انتماءات دينية أو أي اتجاهات أخرى، بل هم يدعون فقط إلى التغيير السياسي، إذ ظلت جماعة "الإخوان المسلمين" ذات القاعدة الشعبية العريضة على هامش المظاهرات إلى حد بعيد بالإضافة إلى ضعف أحزاب المعارضة المصرية المسجلة. وقال المحلل في معهد "كارنيجي للسلام بالشرق الأوسط" عمرو حمزاوي أن الناشطين هم "مزيجا جديدا من الشبان الذين احتشدوا أساسا باستخدام تكنولوجيا الإنترنت". وقال وكيل نقابة الصحفيين المصريين وعضو جماعة "الإخوان المسلمين" صلاح عبد المقصود أن "تجاوب الناشطين من خلال هذا الوسيط (الانترنت) في وقت قياسي بدون تضييق أمني مثلما كان يحدث مع الوسائل الأخرى جعل مهمة الأجهزة الأمنية صعبة وأضعف قدرتها على السيطرة".
لكن الخبير الإعلامي ياسر عبد العزيز يرى أن "عوامل متزامنة أو متلاحقة مثل احتجاجات الشعب التونسي والمزاعم بحدوث تزوير في انتخابات مجلس الشعب الأخيرة وتحجيم وسائل الإعلام التقليدية فضلا عن الاحتقان بسبب قضية خلافة الحكم هي العوامل الأساسية وراء الاحتجاجات، وليس دعوات ناشطي الانترنت". وأضاف أن هذه "الدعوات على الانترنت للاحتجاج موجودة دائما لكن تجمع العوامل سالفة الذكر في توقيت واحد كان الدافع الرئيسي للاحتجاج والعامل الرئيس لنجاحها". وذكر موقع "فايسبوك" مساء أمس أنه على علم بتقارير حول تعطل خدمة موقعه في مصر وأنه لاحظ تراجعا في حركة تصفح الموقع.
وقبل تعطل شبكة الانترنت، انتشرت نصائح على الشبكة العنكبوتية تساعد المستخدمين على التغلب على حجب المواقع من بينها اللجوء للدخول على موقعي "تويتر" و"فايسبوك" من خلال مواقع أخرى وسيطة. كما لجأ الناشطون أمس إلى المدونات العادية على الانترنت للتواصل بعد تعطل موقعي "فايسبوك" و"تويتر" أمس.
وقالت مدونة تدعى سامية بكري في مدونتها على الانترنت أن " النظام المصري حجب الفايسبوك ورجعنا تاني نكتب في المدونات. وماله.. برضو مش هيقدروا يطفوا نور الشمس". وقال حافظ أبو سعده الأمين العام "للمنظمة المصرية لحقوق الإنسان" لوكالة "رويترز" قبل تعطل شبكة الانترنت أن "الدولة بدأت بالفعل في حجب مواقع الانترنت مثل" تويتر" و"فايسبوك"، لكنها تراجعت لأن التكنولوجيا الحديثة أعطت صلاحيات للتغلب على هذا الحجب". ودخل الناشطون في اختبار جديد بعدما دعوا لان يكون اليوم هو "جمعة الغضب للثورة على الفساد والظلم والبطالة والتعذيب".
ووصل عدد أعضاء "الفايسبوك" الموافقين على المشاركة في الاحتجاجات المقرر أن تبدأ بعد صلاة الجمعة إلى أكثر من 84 ألف شخص حتى صباح اليوم الجمعة. وقال نحو 16 ألفا أنهم ربما يشاركون. وعن مدى تأثير تحركات الحكومة لحجب الانترنت على المشاركة في الاحتجاجات المقررة بعد صلاة الجمعة قال الناشط احمد ماهر أن "تعطيل الدعوة من خلال حجب مواقع الانترنت أصبح صعبا الآن لأن الناس ستخرج إلى الشارع على الرغم من القيود على الانترنت. لم يعد حجب المواقع له أي تأثير والناس كلها عارفة أماكن ومواعيد التظاهر." وأوردت صفحة على موقع التواصل الاجتماعي "فايسبوك" أكثر من 30 مسجدا وكنيسة من المتوقع أن يتجمع فيها المحتجون. وقال المحلل نبيل عبد الفتاح أن"هذا الإغلاق لم يؤثر كثيرا في حشد الشباب.”وتوقع أن يكون اليوم الجمعة هو "يوم حشد كبير". وسواء نجح الناشطون في اختبار اليوم أو لم ينجحوا،
يرى عبد الفتاح أن "هذا الجيل أعاد السياسة من موتها الإكلينيكي منذ ثورة يوليو (1952)." ويشير النموذج التونسي إلى أن أي إجراءات صارمة تتخذها الحكومة ستواجه صعوبة شديدة في احتواء تدفق المعلومات وربما تحشد المزيد من مستخدمي الإنترنت وغيرهم من المتعاطفين للتحرك. ويكرر الكثير من المدونين على مواقعهم "لن نخاف بعد الآن" و"مصر ستتحرر، و "تستطيعون أن تغلقوا الفايسبوك لكنكم ستجدوننا في الشوارع". وعلى صعيد الاتصالات قالت شركة رينيسيس لرصد الانترنت ان الشركات الاربع الرئيسية المزودة بخدمات الانترنت في مصر قطعت الاتصالات الدولية لعملائها في خطوة متزامنة وغير مسبوقة. وقال جيمس كاوي من شركة رينيسيس التي مقرها في نيوهامبشير وترصد بيانات الانترنت آنيا "اصبح من غير الممكن الان الاتصال بجميع عناوين الانترنت المصرية تقريبا من أي مكان من العالم". وقال كوي في مدونته على الانترنت "في خطوة غير مسبوقة في تاريخ الانترنت، يبدو ان الحكومة المصرية امرت مزودي خدمة الانترنت باغلاق كل الاتصالات الدولية مع الانترنت". واضاف ان "كل المزودين المصريين وكل شركة وبنك ومقهى انترنت وموقع الكتروني ومدرسة وسفارة ومكتب حكومي يعتمدون على تلك الشركات الاربع الكبرى في تزويدهم باتصالات الانترنت، اصبحوا مقطوعين الان عن العالم". واضاف ان شركات "لينك ايجيبت، فودافون/راية، تلكوم مصر، واتصالات مصر وجميع عملائهم وشركائهم اصبحوا منقطعين عن الانترنت في الوقت الحالي". واضاف ان الشركة لاحظت توقفا "شبه متزامن" لكافة الخطوط للشبكات المصرية عند الساعة 22,34 ت غ الخميس "بشكل لم يترك اي مسار يمكن ان يسمح للعالم باستمرار تبادل الاتصال عبر الانترنت مع مزودي الخدمة في مصر". وقال ان الاستثناء الوحيد هو مجموعة نور التي لا يزال لديها 83 خطا عاملا لعملائها في مصر. وقال ان من غير الواضح سبب عدم تأثر مجموعة نور بتوقف الانترنت "ولكننا لاحظنا ان البورصة المصرية لا تزال تعمل على عنوان نور". وتشهد مصر منذ ثلاثة ايام احتجاجات مناهضة للرئيس حسني مبارك. وتعطلت شبكات الهواتف النقال في مصر الجمعة. ولجأ النشطاء الى استخدام الهواتف النقالة والانترنت لتنظيم اكبر تظاهرات تشهدها مصر منذ عقود، وذلك في اعقاب الثورة التونسية التي اطاحت بنظام زين العابدين بن علي