هذا الصباح لايقوى على الحزن دعوه يختال قليلا بفرحه ...فرحٌ سرعان ما سينكسر عند أول مجاري ستثور من جديد في حوطتي الغالية.الحزن اللحجي هو نافذة العالم على مصراعيه من لا يرتشفون أحزانهم مع قهوة الصباح وأحلام المساء هم لا يفهمون الحياة بعمقها ذلك ..هم لا ينضجون..هم لا يتعلمون شيئا ! يرتشفون فقط !..أما في لحج لانشرب قهوة الصباح يكفي "شاهي ملبن" ولا نرتشف معه أحزاننا بل ننصهر بها وتغرقنا على نحو نكره فيه كوننا لحوج لبعض الوقت ..أو ربما لكثيرا منه .
تسائلت كثيرا هل في أصبح في وضعنا اللحجي المزري تساوي وعلاقة طردية بين كمية البؤس المنسوب وكيفية مواجهتنا له ..بمعنى أن العلاقة طردية دوما ..يزيد مقدار الوجع والبؤس والخراب وتزداد معه قناعة القانعين ورضاهم ..بلتناسب أيضا مع زيادة عتو الفاسدين وبطشهم ..
بعد الثورة الشعبية التحررية للمجاري التي عصفت بشارعا الحوطة البائسين ..((ولايثور في لحج الإنسان !!)) نضج فيني الألم على نحو غريب جدا بلغت شدته وقسوته على نفسى منحى لم يبلغه من قبل ..أظن أنه لم يعد سيؤلمني كثيررا إندلاع ثورة مشابهة بعد فترة قصيرة أو إنقطاع التيار الكهربائي ..وتردي خدمات التعليم والصحة وغياب المجتمع المدني وجعي الأشد يكمن في إنقطاع التيار الإنساني ..أن تصل لمرحلة البرود في علاقتك بالمدينة التي تسكنها ..والتي توقفت بمحض إرادتك أن تجعلها تسكنك أيضا !
صباح الفل اللحجي الحزين ..الشامخ رغم حزنه في زمن منكسر وذليل ..تضوع رائحته وتحاول الصمود أمام روائح مضادة كثيرة ..رائحة الأرواح والعقول المتسخة ..هي الأبشع دوما ..وهي التي تنازلها رائحة الفل بكل ضراوة وتحاول بشتى الطرق أن تكسب جولتها الأخيرة في صراع الحياة !..
مدينتي أكره تشوهك وأعشقك بمنتهى الجنون ,,وأدرك أنك كلما تصلين لمرحلة بائسة جديدة ينفطر قلبي على انقاض مجدك الجميل ..ينفطر كثيرا ..