انهت كلامها حتى تنهدت وغصت في حزنها , كسف وجهها , تحولت تلك السمراء الى حرباء , تابعت بنظراتها المؤلمة حقيقة لعينة , حقيقة اغتصبها أقدام العدو نهب كل مستلزماتها حتى تلك الأبيات الشعرية استبدلت بأزيز من الرصاص
ارتدت ذلك المعطف الخيالي لتمسك بحفيف الرياح , تلقي صوت ذلك الثائر , تنحني أرضا لتقبض بيدها حفنات من التراب لوثتها اقدام الغزو ليسقط المعطف تاركا عدالة السماء..
هي تلك الصخرة محاولة بها كسر الماء في غضبها , سائرة ليلا باحثة عن نهارها لترى قبب المآذن تعجب بالساسة , ترى لصوصا ينزفون الدماء صباحا ويسرقون الخبر مساءا..
تبتسم وتعود الى صمت طويل , تكمش يدها بقوة , تنزف دماء خشنة هدمها القصف فوق طاولة العشاء تتعطر برائحة الكفن التي عطرت ابنائها , تتضرع وتصرخ يا سحابة امطري وخذي عمري..