نظمت جمعية "مبرّة عدن" ليومين متتالين دورة قصيرة شملت في اليوم الأول ورشة عمل للإعلاميين بمدينة عدن بعنوان "مناصرة حماية الأراضي الرطبة في عدن", فيما تم في اليوم الثاني القيام بجولة ميدانية للفريق المشارك. وهذه الأراضي تتوزع في عدد من مناطق مدينة عدن الساحلية وتشمل بحيرات ومسطحات مائية وسواحل رملية وطينية وأحواض.
وأقيمت الورشة بإشراف شبكة منظمات المجتمع المدني للتنمية بمدينة عدن, ومنظمة (بروجريسيو – Progressio) واستمرت ليومي الأربعاء والخميس.
وتضمنت الورشة التي افتتحها رئيس جمعية "مبرة عدن" الدكتور "أحمد علي مهدي" بالإشادة بدور الإعلاميين وأهميته في توعية الناس وإظهار الحقائق محاضرات لعدد من المتخصصين.
وفي المحاضرة الأولى ألقى الأستاذ "عبدالله ناصر الهندي" ملخص دراسة حصرية مورفولوجية لأنواع السرطانات البحرية والشاطئية "قصيرات البطن" بسواحل عدن.
وخلصت الدراسة التي استمرت عامين إلى أن أنواع السرطانات في عدن يبلغ 60 نوعاً مصنفاً, مضاف إليه الأنواع التي لم تصنف, ويندرج ال"60" نوع تحت "32" جنس تنتمي إلى "14" عائلة من عائلات السرطانات قصيرات البطن.
وأشارت المحاضرة إلى أخطار "عمليات الردم في السواحل الرملية", والتي تسببت بهجرة أو نفوق عدد من السرطانات, كما أشارت المحاضرة إلى أضرار "الأنشطة الرياضية والسياحية" التي تقام فوق السواحل والتي تؤدي إلى رصف رمال الساحل وتغيير بيئة معيشة السرطانات.
كما تطرقت المحاضرة إلى مخاطر "الاصطياد الجائر للأنواع السابحة".
وألقى الدكتور "معروف إبراهيم عقبة" محاضرة بعنوان "التكوين الطبيعي للأراضي الرطبة والأهمية الاقتصادية", حذر فيها من أعمال ردم وكبس تطال هذه الأراضي بحجة الاستثمار.
وقال "عقبة" أن "جزيرة صيرة تحولت إلى جزء متصل باليابسة بعد أن كانت جزيرة", وأشار إلى حصول "قص للحواف الصخرية لساحل العشاق وعمليات دك للصخر".
وقال أن هناك فنادق بنيت في هذا الساحل "وطغت على الجبال نفسها وتجاوزت المحظور الهندسي".
وتحدث "عقبة" عن العبث بكواسر الأمواج الرملية الطبيعية في ساحل أبين عبر عمليات الردم, محذراً من فيضانات ستطال المناطق السكنية المحيطة بالساحل نتيجة غياب كواسر الأمواج الطبيعية.
ودعا "عقبة" إلى "الالتزام بما يتم اعتماده من أنماط لاستخدامات الأراضي في وثيقة المخطط التوجيهي".
وتطرق الأستاذ "إبرهيم أحمد سعيد" في محاضرة ثالثة إلى "المخاطر والتحديات التي تتعرض لها الأراضي الرطبة", لافتاً إلى صرف أراضي من المنطقة الحرة, وردم حوالي 60 هكتار.
وجدد "سعيد" الإشارة إلى أنباء عن ورود اسم "عدن" ضمن "6" مدن معرضة لطغيان البحر.
كما تطرق "سعيد" إلى مشاريع وصفها بالغبية يراد لها أن تقوم على حساب "الأراضي الرطبة" بينها أراضي المملاح ومحمية الحسوة بعدن وبحيرات البجع, وشواطئ جزيرة العبيد "جزيرة العمال" إضافة إلى الجبل الذي يتوسطها.
وفي ختام اليوم الأول أكد رئيس جمعية "مبرّة عدن" الدكتور "أحمد علي مهدي" وجود "جهود كبيرة تبذل بالفعل على أرض الواقع" مؤكداً وقوف الجمعية ونجاحها في إفشال عدد من هذه المشاريع خلال السنوات القليلة الماضية.
وقال أن "الجمعية رقم صعب" لكنه أضاف أن "دور الإعلاميين مهم في توعية الناس وتأدية رسالتهم".
وأضاف "نريد تعميم موضوع الثقافة البيئية, نحن أقوياء عندما يقوم الناس معنا, والجمهور والصحافة والإعلام".
وفي الجزء الثاني من الدورة أقيمت صباح اليوم الخميس جولة ميدانية تثقيفية حيث انتقل المشاركون عبر حافلة عدداً من المواقع التي تعرضت لتخريب أو تنوي جهات الاستحواذ عليها لإقامة مشاريع.
وابتدئت الجولة من متنفس الخليج الأمامي في مديرية كريتر (عدن التاريخية) وألقى الأستاذان "معروف إبراهيم عقبة" و "إبراهيم أحمد سعيد" شروحات لعدد من المواقع التي تعرضت للهدم في الجبل المطل على المتنفس, وشروحات لنوعية الصخور التي تتميز بها الجروف الصخرية وطبقاتها.
وكشف في الجولة عن مشروع سياحي عرض على الجهات المختصة ضمن مشاريع "خليجي 20" العام قبل الماضي لإقامة ممرات للمشاة ولافتات تعريفية بجوار الجبل لكن المشروع لم ينظر إليه.
وفي المحطة الثانية من الجولة الميدانية نزل المشاركون في الجولة الميداني إلى الحدود الجنوبية من بحيرات البجع التي تعنى بها جمعية "مبرة عدن" واطلع المشاركون على معلومات حول التنوع البيئي في هذه البحيرات وعدد من الكائنات المائية المتواجدة فيه بينها "قنديل البحر".
ومرت الحافلة على مقربة من الملاحات التي سعت جهات عديدة للسيطرة والقضاء عليها تحت تبريرات مختلفة في كل مرة.
وفي محمية الحسوة التي شملتها الجولة تعرف المشاركون على أنواع الطيور المستوطنة أو التي تتخذ من المحمية محطة تمتد لفترات قصيرة أو متوسطة في هجرتها, كما تعرفوا على أنواع النباتات وبعض ثمارها ومنتجاتها بينها عصارة "الخل" التي تستخرج بالتقطير من إحدى الأشجار التي تنبت في المحمية.
واختتمت الجولة في مديرية البريقة "عدن الصغرى" حيث زار المشاركون جسر البريقة الذي توقف نتيجة خلل فني, ثم زاروا أطراف خور "بئر أحمد" أو ما يسمى "الخور الفارسي" نسبة إلى رجل "فارسي" عمل على ملاحات في الخور.