تنويه ؛ هذا المقال كان معداً للنشر في 13-10 وبسبب أحداث المنصة تم تأجيل نشره ، وكتبت على عجالة مقال [ثورة 14 أكتوبر الكذبة الخالدة] الذي أثار الكثير من اللغط وسوء الفهم ، ولذلك سنعود للموضوع في مقالات قادمة بتوضيح أكثر حتى لايُفهم من كلامي إنكار تضحيات ثوَّار اكتوبر . كما أن أحداث المنصة مهمة تُلزمنا العودة إليها وسأكتفي هنا بتحية اجلال وإكبار للحذاء الجنوبي التي داست زعيم البلطجية فهي تذكرني بمقال كتبته قبل سنتين [ ديمقراطية الجزم ] ، أمَّا صاحب الحذاء فهو بطل جنوبي بادر بمواجهة الرصاص بصدر عاري وسيأتي يوم لنكتب فيه مقالات . انتهى التنويه ونعود إلى مقال اليوم إنها الحرب ،،،،،،
خلال الاسابيع الماضية حدثت ثلاثة أحداث قبلية يمنية هامة جداً ، رآها العالم ورصدتها مخابرات الدول الراعية للمبادرة الخليجية .. ويجب على الجنوبيين الالتفات إليها ودراستها ووضع السيناريوهات المحتملة لها .. والإحداث التي اعنيها هي (1) مؤتمر شيوخ دين اليمن واغلب الحاضرين شيوخ قبائل ، وكانت الوحدة وحمايتها أُولى أولوياتهم (2) وفد تحالف قبائل اليمن الذي زار الرئيس هادي برئاسة صادق الأحمر ، وهدفه ؛ رسالة تهديد قرأها صلاح تيس - رفض الفدرالية - الوحدة خط احمر (3) مؤتمر تكتل قبائل بكيل ومصطلح رفض الحلول الترقيعية للقضايا الوطنية الكبرى القضية الجنوبية وقضية صعدة .
وهنا أذكركم بحدث أهم مرتبط بالأحداث الثلاثة وهو ؛ موقف تنظيم القاعدة الواضح من القضية الجنوبية ، والذي جاء على لسان العميد عدنان القاضي أحد أهم قيادات القاعدة قبل قتله العام الماضي يقول (( أن أمريكا والمبادرة الخليجية تسعى إلى تقسيم اليمن إلى دولتين ، وبالتالي فالقاعدة تعمل بكل قوة للتواجد في الجنوب للجهاد ضد الانفصال ، والذي سيقوده ابن الجنوب البار عبدربه منصور )) وقد تناولت هذا الموضوع في مقال "الشياطين في ثياب الملائكة" في 13-11-2012 وهذا يؤشر إلى أحد أمرين إمّْا تحالف غير معلن بين تنظيم القاعدة وقبائل اليمن أو (عدو عدوي صديقي) وقد انفقوا في عدائهم لنا . وهنا نضع سؤال : لماذا تبادر قبائل اليمن لإعلان الحرب لحماية الوحدة في وجود الدولة وجيشها العرمرم؟؟ الجواب : أنَّهم بعد مراقبة أداء الرئيس هادي خلال العامين الماضيين وصلوا إلى قناعة بصحة وجهة نظر حليفهم تنظيم القاعدة بأن الرئيس هادي هو العنصر الخفي الذي سيدفع الامريكان والخليجيين إلى قناعة بأن الحل الأمثل للقضية الجنوبية هو الاتحاد الفدرالي أو الكونفدرالي للدولتين أو فك الارتباط .. ووجود هادي في كرسي الرئاسة يمنع أجهزة الدولة قمع الحراك السلمي ولذلك بادروا وأعلنوا القيام بالمهمة .
الغريب في الأمر أن القيادات الجنوبية لا يرون ما يراه تنظيم القاعدة وقبائل اليمن في الرئيس هادي ،، بل يرون عكس ذلك ،، ويتهمونه بالخيانة والعمالة والتآمر .. ورأيي الشخصي أن الفاسدين جنوباً وشمالاً لايرون إلَّا مصالحهم ويعتبرون كل من يقف في وجه فسادهم وإفسادهم خائن وعميل ومتآمر ، وليسوا في إطار القبول بحل القضية الجنوبية حلاً مرضياً للشعب الجنوبي بل يريدون حلول تضمن وصولهم إلى السلطة . والأكثر غرابة ومدعاة للتساؤل لماذا صمتت القيادات الجنوبية ولم نسمع حتى تصريح أو بيان تعليقاً على تهديدات القبائل اليمنية؟؟ وهذا السؤال لن أجيبه وأدعه للسادة القرَّاء .
وختام هذا الجزء نقول : أيُّها الشعب ؛ أقرأ - راقب - فكر - ابحث - فالقبائل اليمنية حسمت أمرها وقررت الانضمام إلى تنظيم القاعدة في الحرب دفاعاً عن الوحدة "يعني ضدك" خارج سلطة الدولة ، والأكيد أن أجهزة الدولة إذا لم تقف مع قبائل اليمن فستقف على الحياد ، فما هو ردك على هذا الوضع الجديد إذا حدث؟؟ إذا علمنا أن النخبة السياسية الجنوبية مازالت متفقة على سلمية الحراك برغم اختلافها في كل شيء . كل عام وأنتم بخير ونلتقي في الجزء الثاني للإجابة على السؤال