هيئة مكافحة الفساد تنظم فعالية ثقافية بالذكرى السنوية للشهيد    افتتاح مركز الصادرات الزراعية بمديرية تريم بتمويل من الاتحاد الأوروبي    شليل يحرز لقب فردي الرمح في انطلاق بطولة 30 نوفمبر لالتقاط الأوتاد بصنعاء    القرود تتوحش في البيضاء وتفترس أكثر من مائة رأس من الأغنام    من المرشح لخلافة محمد صلاح في ليفربول؟    مفتاح: مسيرة التغيير التي يتطلع اليها شعبنا ماضية للامام    منتسبوا وزارة الكهرباء والمياه تبارك الإنجاز الأمني في ضبط خلية التجسس    المنتصر يدعوا لإعادة ترتيب بيت الإعلام الرياضي بعدن قبل موعد الانتخابات المرتقبة    تألق عدني في جدة.. لاعبو نادي التنس العدني يواصلون النجاح في البطولة الآسيوية    تركيا تعلن مقتل 20 من جنودها بتحطم طائرة شحن عسكرية في جورجيا    دربحة وفواز إلى النهائي الكبير بعد منافسات حماسية في كأس دوري الملوك – الشرق الأوسط    جنود في أبين يقطعون الطريق الدولي احتجاجًا على انقطاع المرتبات"    إيفانكا ترامب في أحضان الجولاني    عالميا..ارتفاع أسعار الذهب مدعوما بتراجع الدولار    الإخوان والقاعدة يهاجمان الإمارات لأنها تمثل نموذج الدولة الحديثة والعقلانية    حضرموت.. تُسرق في وضح النهار باسم "اليمن"!    خبير في الطقس: برد شتاء هذا العام لن يكون كله صقيع.. وأمطار متوقعة على نطاق محدود من البلاد    عين الوطن الساهرة (2)..الوعي.. الشريك الصامت في خندق الأمن    زيارة ومناورة ومبادرة مؤامرات سعودية جديدة على اليمن    احتجاج على تهميش الثقافة: كيف تُقوِّض "أيديولوجيا النجاة العاجلة" بناء المجتمعات المرنة في الوطن العربي    إيران تفكك شبكة تجسس مرتبطة بالولايات المتحدة وإسرائيل    اليوم انطلاق بطولة الشركات تحت شعار "شهداء على طريق القدس"    وزير الإعلام الإرياني متهم بتهريب مخطوطات عبرية نادرة    عسل شبوة يغزو معارض الصين التجارية في شنغهاي    تمرد إخواني في مأرب يضع مجلس القيادة أمام امتحان مصيري    أبين.. الأمن يتهاوى بين فوهات البنادق وصراع الجبايات وصمت السلطات    30 نوفمبر...ثمن لا ينتهي!    حلّ القضية الجنوبية يسهل حلّ المشكلة اليمنية يا عرب    الواقع الثقافي اليمني في ظل حالة "اللاسلم واللاحرب"    كلمة الحق هي المغامرة الأكثر خطورة    تغاريد حرة .. انكشاف يكبر واحتقان يتوسع قبل ان يتحول إلى غضب    "فيديو" جسم مجهول قبالة سواحل اليمن يتحدى صاروخ أمريكي ويحدث صدمة في الكونغرس    قاضٍ يوجه رسالة مفتوحة للحوثي مطالباً بالإفراج عن المخفيين قسرياً في صنعاء    قرار جديد في تعز لضبط رسوم المدارس الأهلية وإعفاء أبناء الشهداء والجرحى من الدفع    مشاريع نوعية تنهض بشبكة الطرق في أمانة العاصمة    ارشادات صحية حول اسباب جلطات الشتاء؟    النفط يتجاوز 65 دولارا للبرميل للمرة الأولى منذ 3 نوفمبر    قراءة تحليلية لنص "خطوبة وخيبة" ل"أحمد سيف حاشد"    انتقالي الطلح يقدم كمية من الكتب المدرسية لإدارة مكتب التربية والتعليم بالمديرية    مواطنون يعثرون على جثة مواطن قتيلا في إب بظروف غامضة    اليونيسيف: إسرائيل تمنع وصول اللقاحات وحليب الأطفال الى غزة    الحديدة أولا    قيمة الجواسيس والعملاء وعقوبتهم في قوانين الأرض والسماء    نائب وزير الشباب والرياضة يطلع على الترتيبات النهائية لانطلاق بطولة 30 نوفمبر للاتحاد العام لالتقاط الاوتاد على كأس الشهيد الغماري    حكاية وادي زبيد (2): الأربعين المَطّارة ونظام "المِدَد" الأعرق    عدن في قلب وذكريات الملكة إليزابيث الثانية: زيارة خلدتها الذاكرة البريطانية والعربية    البروفيسور الترب يحضر مناقشة رسالة الماجستير للدارس مصطفى محمود    5 عناصر تعزّز المناعة في الشتاء!    عالم أزهري يحذر: الطلاق ب"الفرانكو" غير معترف به شرعا    الدوري الاسباني: برشلونة يعود من ملعب سلتا فيغو بانتصار كبير ويقلص الفارق مع ريال مدريد    الشهادة .. بين التقديس الإنساني والمفهوم القرآني    ثقافة الاستعلاء .. مهوى السقوط..!!    الزعوري: العلاقات اليمنية السعودية تتجاوز حدود الجغرافيا والدين واللغة لتصل إلى درجة النسيج الاجتماعي الواحد    كم خطوة تحتاج يوميا لتؤخر شيخوخة دماغك؟    مأرب.. تسجيل 61 حالة وفاة وإصابة بمرض الدفتيريا منذ بداية العام    كما تدين تدان .. في الخير قبل الشر    الزكاة تدشن تحصيل وصرف زكاة الحبوب في جبل المحويت    "جنوب يتناحر.. بعد أن كان جسداً واحداً"    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



صحيفة عمان.. 5 مقالات في يوم واحد تحذر أبناء اليمن من مغبة الانفصال
نشر في نشوان نيوز يوم 26 - 03 - 2013

اهتمت صحيفة "عُمان" في عددها الصادر اليوم الثلاثاء بالمشهد اليمني وتداعيات القضايا المطروحة على الساحة اليمنية ، ابتداءً بمؤتمر الحوار الوطني والاشكاليات التي يواجهها المؤتمر ومطالبات الانفصال التي تعالت متناسية الاواصر الاجتماعية والروابط الدينية في المجتمع اليمني ككل.

حتى يتحقق الحوار اليمني
واستهل الكاتب أحمد سيد أحمد مقاله بعنوان "حتى يتحقق الحوار اليمني" بقوله أن مؤتمر الحوار الذي إنطلق الاسبوع الماضي "يمثل خطوة مهمة ونقطة فارقة في تاريخ اليمن إما تقود إلى الاستقرار وبناء يمن ما بعد الثورة، وإما الاستمرار في حالة الاستقطاب وعدم الاستقرار".
وقال "أن الثورة اليمنية كغيرها من الثورات العربية تواجه تعثرات وتحديات ضخمة، لعل أبرزها أن الثورة التي قادها الشباب قامت من أجل تغيير الأوضاع القائمة من الظلم والاستبداد والديكتاتورية وانتشار الفقر والتدهور الاقتصادي والفساد، إضافة لإشكالية الاندماج القومي بين كل أجزاء اليمن سواء في الجنوب أو الشمال أو في محافظة صعدة التي يسيطر عليها الحوثيون".
وأكد بقوله :"حتى يحقق الحوار الوطني أهدافه والآمال المعقودة عليه، فإن هناك عددا من المتطلبات المهمة لذلك أبرزها:ألا تقتصر المشاركة فقط على ال565 عضوا والذين يمثلون قطاعات كبيرة من المجتمع، خاصة الأحزاب والشباب والنساء والجنوبيين والحوثيين، بل إن يكون مفتوحا لضم شخصيات أخرى خاصة الفصائل والتيارات والشخصيات التي قاطعته" ولابد أن يكون الحوار وسيلة للوصول إلى صيغة توافقية ترضي جميع الأطراف فيما يتعلق بالقضايا التسع"."إن قضية العدالة الانتقالية تمثل أهمية كبيرة أيضا لأنها بمثابة عائق حقيقي أمام تحقيق المصالحة الوطنية بين أبناء الشعب اليمني المؤيدين للنظام السابق أو المعارضين .
الانفصال يطل برأسه الاسود
وفي مقال بعنوان "الانفصال يطل برأسه الاسود "للكاتب جمال إمام ابتدأ متسائلاً:"هل يحتمل العالم العربي، (المريض)، تفتيتا آخر.." وأكد على أن الموقف يتكرر في اليمن، الجنوب يرفع شعار الانفصال، بل يعمل على تحقيقه وانجازه، في أسرع وقت.
مشيراً على أن الرسالة التي أراد الانفصاليون توصيلها من اشارة، (العلم )، تضع اليمن، على المحك، خاصة وأن من بين الخيارات التي يطرحها مؤتمر الحوار، تبني تصويت الجنوبيين على حق الانفصال.
مستنكراً بقوله "وكأننا في العالم العربي، نعطي الضوء الأخضر، لمضي الانفصال حتى آخر الشوط، ثم نبكي كالعادة، كما حدث مع انفصال جنوب السودان"، أو "نرضى بالأمر الواقع، الذي فرضه الأكراد في شمال العراق، الذي لديهم علم وعملة ونشيد وبرلمان وحكومة ورئيس، يعني لديهم دولة، لها كل المقومات بما فيها الأرض".
وقال:"ومازال العراق، (مستمر في خداع نفسه)، ويعتبر هذا الواقع، حكما ذاتيا، يا صديقي العراق، هذا انفصال.!
واصفاً :" أن المرحلة الانتقالية في اليمن تبدوا الاكثر عنفا في دول الربيع العربي "(حتى أكثر من مصر)".
مؤكدا ن محصلة هذه المرحلة "قد تذهب بجزء من اليمن ككيان ودولة "لأن اليمن يمكن أن يتفتت أو ينشطر، مرة أخرى الى شطرين، والثمن باهظ الكلفة، ليس على اليمن فحسب، بل على جواره الجغرافي، (السعودية )، بالدرجة الأولى، ثم الجوار الجغرافي الخليجي، وصولا الى مصر، حيث مثلث باب المندب الاستراتيجي.
بما يعني اعادة تشكيل الخريطة الجيوسياسية لهذه المنطقة، وهذا جزء من فاتورة خريطة الشرق الأوسط الجديد.
مشيراً الى أن الوضع لا يسمح بأي حال من الأحوال، بتمرير الانفصال، الا بثمن فادح، فاليمن وفق التقرير الخاص بالدول الفاشلة لعام 2011، احتلت المرتبة الثامنة.
مؤكدا أن شكل الدولة المنهارة في اليمن سيؤدي في النهاية الى الانهيار الكامل للدولة ومؤسساتها واقتصادياتها، حتى بالنسبة للجنوب الذي يعاني بالدرجة الأولى من حالة تردي غير مسبوق لبنيته الأساسية.
وأكد على أنه في حالة حدوث انفصال ستندلع أعمال عنف ..و أن الطريق سيصبح مفتوحا، أمام حركات انفصالية أخرى، على نطاق واسع، في كل من الشمال والجنوب، وربما يتحول اليمن الى فسيفساء، قد تطالب محافظتي (حضرموت) الجنوبية و(صعدة) الشمالية، وربما بعض المناطق اليمنية الأخرى بالانفصال ،ومن أمكانية أن تنتهز حركات متشددة، حالة الفراغ السياسي والدستوري، (الحوار الوطني، يبحث عن وضع دستور جديد لليمن الموحد)، لشن مزيد من الهجمات على الصعيد الداخلي، (تصفية حسابات، واعادة بناء أوضاع سياسية جديدة)، من جانب الحوثيين،أو توجيه ضربات خارجية، من جانب تنظيم القاعدة.
وقال الكاتب:"لن تسمح السعودية كلاعب رئيسي وبارز في الملف اليمني، تحت أي ظرف بانفصال الجنوب عن اليمن، لأن الكلفة لن تكون أمنية فحسب".
فالمخاوف من نزوج يمني كبير ونشوب قتال وعنف سيشكل تحديا للجارة السعودية وعلى دول الخليج كافة"
الحوار الوطني اليمني طوق الانقاذ الاخير
وتسأل إميل أمين في مقاله "الحوار الوطني اليمني طوق الانقاذ الاخير": هل ينقذ الحوار الوطني في اليمن البلد العربي المهم وصاحب التاريخ الطويل من براثن الصراعات الاهلية التي تكاد أن تفتك به إن لم تكن قد فعلت فعلها شكلا وعملا؟"
وتسأل : هل يعني لنا أن نتساءل بداية هل الحوار والتوافق الوطني في اليمن أمر يهم اليمنيين فقط أم يتماس مع بقية دول المنطقة؟"
مؤكدا على أن أمن وسلامة اليمن وإستقراره واستمراره ثابتا ومتزنا هو مسألة استراتيجية ربما تهم دول الخليج العربي بذات القدر الذي يهم اليمنيين وعلى كافة الاصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
جازماً: أن نجاح اليمن في بلورة دولة حديثة يدفع المنطقة برمتها لأستقرار سياسي،وأن الوضع يقتضي التوقف عند أهداف هذا الحوار، ومن ثم الحكم بإمكانية أن يكون الحوار سفينة إنقاذ وخارطة طريق لليمن واليمنيين.. ماذا عن تلك الأهداف؟
وفقا لقرار الرئيس هادي رقم 30 لسنة 2012 بإنشاء اللجنة الفنية، والقرار رقم 10 لسنة 2013 (قرار النظام الداخلي) يجب أن يتوصل الحوار إلى النتائج التالية:
1- تحديد عملية صياغة الدستور وإنشاء لجنة صياغة الدستور وعضويتها.
2- وضع العناصر الرئيسية للإصلاح الدستوري بما فيها هيكل الدولة وغير ذلك من القرارات الجوهرية المرتبطة بالنظام السياسي.
3- معالجة القضية الجنوبية.
4- معالجة مختلف القضايا ذات البعد الوطني بما فيها أسباب التوتر في صعدة.
5- تحديد المزيد من الخطوات الإضافية نحو بناء نظام ديمقراطي شامل، بما في ذلك إصلاح الخدمة المدنية والقضاء والحكم المحلي.
6- تحديد المزيد من الخطوات الهادفة إلى تحقيق المصالحة الوطنية والعدالة الانتقالية، والتدابيرالتى تضمن عدم حدوث انتهاكات لحقوق الإنسان والقانون الإنساني في المستقبل.
7- اقتراح اعتماد سبل قانونية وغيرها من السبل الإضافية التي تعزز حماية حقوق المجموعات الضعيفة بما فيها الأطفال وكذلك السبل اللازمة للنهوض بالمرأة.
8- الإسهام في تحديد أولويات برامج التعمير والتنمية الاقتصادية والاجتماعية المستدامة لتوفير فرص عمل وخدمات اقتصادية واجتماعية وثقافية أفضل للجميع.
ويرى أن هذه الأهداف كافية لانتشال اليمن من وهدة العودة إلى مربع الصراعات وهي أكثر إذا أنها تؤسس لعملية تصالحية ديمقراطية بين أبناء اليمن كافة بشماله وجنوبه، كما تعزز نشوء وارتقاء دولة ديمقراطية حديثة تتجاوز عثرات وكبوات العقود الماضية.
وتسأل "هل تتوافر الإرادة الوطنية لدى جميع اليمنيين لإنجاح مثل هذا الحوار أم لا؟"
الحال يغني عن السؤال، ذلك أنه قبيل انطلاق جلسات الحوار، توافدت حشود بالآلاف على عدن للمطالبة بالانفصال لدعوة الفصل الأكثر تشددا في الحراك الجنوبي...
مستشهداً بأنه وفي عشية انطلاق أعمال الحوار كانت مدينة عدن تشهد الآلاف من المتظاهرين الذين أتوا من كافة أرجاء جنوب اليمن رافعين أعلام جمهورية الجنوب سابقا التي كانت دولة مستقلة قبل أن تتوحد مع الشمال في 1990 ولافتات كتب عليها «الحرية والاستقلال لا تفاوض لا حوار»،« نحن أصحاب القرار» و«القرار قرارنا والاستقلال خيارنا»...
وكما يقول الكاتب أنها لم تكن بداية مبشرة وبسبب نظرة أهل الجنوب الى الشماليين على أنهم قوة احتلال فالأمر يعدو الحادثة إلى حدود الكارثة،والشاهد أن من يتابع مواقف الجنوبيين الرافضين لأعمال الحوار يرصد وجود حالة من التشكيك في الجهود الدولية والخليجية التي تحاول إيجاد حل للمأزق اليمني، وبات هناك جنوبيين بالآلاف يرون أن هناك مؤامرة من المجتمع الدولي والإقليمي الذي يحاول فرض المبادرة الخليجية عليهم، ويرى أن الاشكالية التي تواجه الحوار الوطني اليمني اختلاف الرؤى التى تدعي كل واحدة منها التحدث كانفصاليين ، ورغم التقائها حول ثلاث ركائز الأولى ما يطلقون عليه تصحيح الأخطاء التي ارتكبت عند توحيد اليمن، مع ما يعني ذلك من إعادة النظر في عملية الاندماج التاريخي بين شمال اليمن وجنوبه، والثانية تطبيق الفيدرالية، ما يعني بدون مداراة أو مواراة انفصال الجنوب، والثالثة هي مدى الحكم الذاتي أو الاستقلال في الجنوب..
ويشير الكاتب الى تنظيم القاعدة بقوله:"ربما يكون هناك بعد آخر غائب حاضر في زمن الحوار يتمثل في تنظيم القاعدة، ذلك الفاعل وبحضور قوي في جنوب اليمن،ولا يبدو أن هناك نقاشا خاصا مستقلا لتداخل إشكالية القاعدة في اليمن مع بقية موضوعات الحوار الوطني، لكن ومع ذلك يمكن القول ولخطورة الموضوع وأهميته لم يتم إهماله نهائيا، فمحاربة الإرهاب ستطرح كقضية فرعية تحت راية المصالحة الوطنية والعدالة الانتقالية وسيظل التساؤل يحظى بالاهتمام اللازم.
واختتم بقوله عن أن مايحتاجه حوار اليمنيين ليكون بوابة عالم جديد بقول الرئيس هادي: «لأن يغادروا الماضي بكل تفاصيله، وأن يخرجوا من خنادق العصبيات الصغيرة وأن يرموا بأثقالهم وراء ظهورهم، ولا يستخلصوا منها سوى العبر، التي يمكن أن تساعدهم في طريق بناء يمن المستقبل." وأنه"يقع على عاتق دول مجلس التعاون الخليجي وبأحكام وروابط العروبة والإسلام والجيرة تحمل ضعفات وصغائر المطالبين بالانفصال واحتواءهم بالترغيب لا بالترهيب، كما يتبقى على المنظمات الأهلية تسهيل أعمال الحوار، وتفعيل كافة الوساطات الدولية حتى لا تهرب الفرصة الأخيرة للوفاق ويعود اليمن سعيدا كما عرفناه".
تحديات بالجملة أمام الحوار اليمني:
و بعنوان "تحديات بالجملة أمام الحوار اليمني "يرى الكاتب محمد أبوالفضل : ما حدث عند تدشين الحوار الوطني في اليمن يوم الاثنين 18 مارس الجاري يفتقد إلى كثير من المعايير السابقة، وأن هناك عوامل تؤثر في هذا الحوار اهمها عدم وجود توافق في قمة السلطة الحاكمة، فعندما يغيب رئيس الوزراء والذي يطلق على حكومته «حكومة وفاق» عن الجلسة الافتتاحية لمؤتمر أصلا هو للوفاق الوطني، هنا يشعر المواطن البسيط في القاعدة بالقلق وتساوره هواجس وشكوك تقلل من أهمية أية نتائج يمكن أن يخرج بها مؤتمر الحوار.
ويؤكد على أن هناك المصاعب التي يمكن أن تؤثر على استكمال مسيرته حتى غاياتها النهائية. وأبرزها، أن الدعوة للحوار مع أنها تأتي في ظاهرها استجابة لاتفاق انتقال السلطة في نوفمبر عام 2011 وتخلى بموجبه الرئيس علي عبدالله صالح عن السلطة لصالح نائبه عبد ربه منصور هادي، إلا أن المؤشرات التي كشفت عنها مقدمات الدعوة وآليات إدارة الحوار تقول إن صالح لا يزال رقما في خلفية المشهد السياسي، بما يعني في نظر البعض عدم استبعاد إعادة إنتاج السياسات الماضية، التي كان صالح حريصا على الاستئثار بالقرارات فيها ،ولا تزال مشكلة الجنوب تمثل رأس حربة في عدد من الأزمات السياسية، جراء تجاهل علاجها بصورة صحيحة".. كما أن مشاركة الحوثيين في الحوار، جاءت وسط أصوات مرتفعة تطالب بحق تقرير المصير لهم.
وشدد على أن:"إرساء قواعد الوحدة من السمات الرئيسية للحوار، لأن ترك الباب مفتوحا لهذا النوع من الدعوات يمكن أن يفضي إلى تفتيت البلد، بذريعة الرغبة في تقرير المصير. بالتالي أحد مهام الحوار وضع ثوابت حاكمة لعلمية الحفاظ على وحدة التراب اليمنى، تلتزم بها جميع القوى الوطنية".
ومشكلة تبدو التدخلات السياسية الخارجية بعيدة نسبيا عن عملية الحوار، غير أن المراقب للمقدمات وللجلسة الافتتاحية يجد أنها قريبة منه. فحضور المبعوث الأممي لليمن جمال بن عمر، يقول: إن القوى الدولية تتابعه وتسعى إلى تثبيت التسوية النادرة في اليمن، والتي جنبته (اليمن - مصير دولة مثل سوريا)، كما أن حضور أمين عام مجلس التعاون الخليجي عبد اللطيف الزياني الحوار، يؤكد أن المبادرة الخليجية عنصرا مؤثرا في المعادلة اليمنية.
اليمنيون قادرون على الخروج من النفق
وبعنوان "اليمنيون قادرون على الخروج من النفق" أكد الدكتور عبدالحميد الموافي على ضرورة البدء بالعمل من اجل تحقيق اصلاح سياسي واسع في اليمن بنحو يخدم المطالب التي خرج من أجلها الشباب ، وعلى نحو يقود الى اعادة بناء هياكل الدولة اليمنية بشكل عصري، قدر الامكان، وعلى اسس وقواعد تسمح بالسير بالدولة اليمنية الحديثة نحو الخروج من النفق الذي تعيشه الآن، سياسيا واقتصاديا واجتماعيا واداريا، والانطلاق الى بناء حياة جديدة تقلل بشكل او بآخر من العراقيل والقيود التي تكبل اليمن في المجالات المختلفة.
ولان عمليات الاصلاح السياسي لن تتم فقط لرغبة السياسيين، او بعض القيادات، او القوى السياسية في تحقيقها، كما انها لن تتم بسرعة، او بمجرد النية والامل، فان الامر يحتاج بالضرورة تهيئة المناخ اليمني، سياسيا واجتماعيا ايضا لتحقيق ذلك.
ويؤكد على أن "حل مشكلة الجنوب اليمني والحراك الجنوبي لا تقتضي بالضرورة الانفصال واعادة تقسيم اليمن، فهذا امر شديد الخطر على حاضر اليمن ومستقبله ايضا، ولكن الحل يكمن في التوصل الى صيغ عمالية وفاعلة وملموسة لحل مشكلات الجنوب اليمني".
وان استمرار الوحدة وتجذرها يقتضي مراعاة مصالح كل الاطراف، وعلى نحو متوازن، حتى لا يرى ولا يعتقد طرف، انه ضحية الوحدة، او ان اوضاعه يمكن ان تكون افضل في ظل الانفصال. وما ينطبق على الجنوب، ينطبق بشكل او بآخر على المناطق اليمنية الاخرى، التي ينبغي ان تشعر جميعها وبقوة بأن مصالحها، الآن وفي المستقبل، هي في حماية استمرار وحدة وتماسك الدولة والمجتمع والتراب اليمني، وان الحفاظ على الوطن اكبر واولى من اية حسابات طائفية او حزبية او عقائدية لهذا الفريق او ذاك.
الى جانب ذلك يشدد على أن وقوف المجتمع الدولي والاقليمي الى جانب اليمن هو أحد الاسهامات للتغلب على الكثير من المشكلات الراهنة فانه يتوفر لهم ايضا اطارا اقليميا ودوليا داعما، ودافعا للجهود المبذولة للخروج من النفق.
مؤكداً انه كلما نجح الحوار اليمني في التوصل الى التوافق المنشود حول لجنة صياغة الدستور، وحول مقومات الدولة اليمنية الحديثة، وحول سبل استعادة وترسيخ المصالحة والوحدة الوطنية، وتحديد اولويات التنمية، كلما امكن للقوى الاقليمية والدولية الداعمة لليمن الاسهام بشكل اكبر في انجاح هذه الجهود والوصول بها الى غاياتها المنشودة.
ويختتم مقاله بقوله :"ولأن هناك بالقطع من لا يريدون نجاح الحوار، بل واثارة المشكلات امام جلساته، وذلك بمحاولة اغتيال بعض الشخصيات المشاركة فيه، او التشويش على اهداف الحوار، فان النجاح في الخروج باليمن من النفق الحالي يتوقف في المقام الاول على اليمنيين انفسهم، وعلى مدى قناعاتهم بالحوار واخلاصهم له وعملهم لانجاحه، بعيدا عن المناورة او تسجيل النقاط هنا او هناك"


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.