تم تشفير بعض مباريات دوري الخليج العربي لكرة القدم، في خطوة هي الاولى في المنطقة، وكان السبب الرئيس حسب ما ذكره القائمون على دوري المحترفين تشجيع الجماهير على الحضور لملاعب الكرة، وتحسين تقييم الاتحاد الآسيوي لكرة القدم للحضور الجماهيري لملاعبنا، هناك من اقتنع بالفكرة وهناك من لم يقتنع بها، وهناك من عارض القرار وهناك من أيّده.. لكن ما حصل في الجولة الرابعة من دوري الخليج العربي وتداخلها بل تصادمها مع مباريات مونديال الناشئين الذي تستضيفه دولتنا كواحد من الاحداث الكبرى، أوجد تناقضا كبيرا بين القرار والفكرة والسبب، فأقامة أربع مباريات لدوري الخليج العربي في توقيت واحد لن يأتي بالجماهير حتى لو منعنا النقل التلفزيوني من الاساس.
هل من المعقول أن تقام أربع مباريات مهمة وفي إمارات مختلفة وفي توقيت واحد وبعد ذلك نطالب الجماهير بالحضور وملء المدرجات، وهل من المعقول - وهنا يكمن التناقض الاكبر - أن نطالب جماهير الامارات أن تحتشد لمؤازرة منتخبنا الوطني للناشئين وهو يواجه البرازيل في مباراة مصيرية للابيض الصغير،..
وجماهير ثمانية أندية في الاساس مشغولة مع فرقها التي تلعب جولة ساخنة من دوري لايرحم، فمن كانت لديه أولوية المنتخب وفضل الوقوف خلف منتخبنا الناشئ لم يكن له حضور في مباراة ناديه، ومن آزر فريقه المحلي على أساس أن مهمة المنتخب صعبة ولاتستحق العناء كان غيابه عن مباراة الابيض الصغير مؤثرا بالطبع، وفي كلا الحالتين تأثرت المدرجات فهنا غياب وهناك غياب ولا التشفير فاد هنا ولا هناك.
البعض قد يشير إلى أن لجنة دوري الخليج العربي حاولت تجاوز هذا المأزق بأقامة مباريات المسابقة قبل مواجهة الامارات والبرازيل المونديالية، ولكن هل يتوقع أحد أن جماهير العين ودبي باستطاعتها الوصول إلى العاصمة أبوظبي في توقيت انطلاقة اللقاء المونديالي ومباراتهم تنتهي قبل موعد اللقاء بساعة واحدة تقريبا..
وكذلك الحال بالنسبة لجماهير مباراة الشعب والاهلي أو مباراة الظفرة والشارقة، فلا القرار كان صائبا ولا الحل كان نافعا، فقد خسرنا عددا لابأس به من المشجعين، لاسيما جماهير العين والاهلي والشارقة أصحاب الحضور القوي لاننا وضعناهم أمام خيارين أحلاهما مر.
والغريب أن مونديال الناشئين كان تجربة حية وعملية على نجاح فكرة التشفير من عدمها، فمباريات المونديال مشفرة وحصرية ومع هذا أغلب المباريات لم تحظ بالمتابعة الجماهيرية، والآراء المستطلعة لفئات من الجماهير حول هذا الموضوع كانت أشبه ب"الفزورة" ففي الوقت الذي يتحدث فيه البعض عن أن التشفير سيجلب الجماهير، هناك من يقول إن تقصير القنوات المحلية في طلب نقل المباريات، ساهم في عدم معرفة الوسط الرياضي بأهمية الحدث المونديالي!.
صافرة أخيرة..
في شأن عدم نقل القنوات الرياضية المحلية لمباريات المونديال مع أننا الدولة المضيفة، لانعرف نوجه اللوم لاي طرف، فمسؤولو القنوات التلفزيونية يقولون بأن التصدي والدفاع عن حقوق القنوات المحلية لابد أن يكون صميم عمل اللجنة العليا المنظمة للحدث العالمي، فيما هي من جانبها تحيل الموضوع برمته إلى ساحة القنوات الرياضية واتحاد الكرة لانهما لم يطالبا بهذا الحق في الاصل من الجهة صاحبة الامتياز الحصري. نقلا عن جريدة البيان الإماراتية