بالأمس القريب أشبعتنا وسائل الاعلام الاميركية بأخبار تتحدث عن اجسام و صحون طائرة يعتقد ان بها مخلوقات فضائية تجوب سماء أميركا و العالم بغية غزو الارض و جسدتها هوليود في افلام سينمائية اكشن لاقت رواجآ كبيرآ و توجهت انظار العالم الى السماء . تترقب تلك الصحون عقب ذلك نشأت افكار جديدة ليست ببعيدة من فكرة الصحون الطائرة افضت الى ظهور افلام مصاصي الدماء والمتحولين و ما رافقها من رعب ومخالب وانياب واذيال وعيون براقة وخيال علمي لا حدود له و سفك مبالغ فيه للدماء .
واوهمت المشاهد داخل اميركا وخارجها بان الأمريكان تمكنوا من اكتشاف مخلوقات فضائية جديدة واختراق وملامسة عالمها بروح بشرية خارقة تقمصت جسم كائن فضائي واصبحت على تواصل مزدوج بين العالمين ولوحظ اشراك الجيش الامريكي بأفلام هوليود مع قطع مختلفة من اسلحته الجوية والبحرية والبرية وأحيانا النووية لإظهاره دوما في صورة المنقذ و بطل الموقف .
ومع مرور الوقت وبطريقة كلاسيكية بدائية تخلو من الذكاء و الفطنة بدأت عقولنا الصغيرة تدرك جزء ما نسبته واحد في المليون مما يحاك حولنا بظهور اجسام فضائية حقيقية شبيهة لما سمعناه عن اطباق هوليود تحوم في سماء بلادنا العربية تسمى طائرات التجسس الامريكية بدون طيار و بمرور الوقت اتضح ان موضوع الاطباق الطائرة الاميركية ما هو إلا ترويج اعلامي هوليودي استباقي لعمليات عسكرية ينوي البيت الابيض القيام بها مستقبلا ؟
كما اتضح ان الافكار الدموية التي اطلقتها هوليود على شكل افلام سينمائية خيالية بمليارات الدولارات ما هي إلا افكار استباقية لأعمال عدائية دموية اكثر توجيها ينوي البيت الابيض تنفيذها ضد اهداف و مقاصد بعيدة المدى كما عمدت هوليود من خلالها الى غرس فكرة ارهابية دموية في عقلية المواطن الاميركي واوصلت رسالة الى سمعة ووجدانه مفادها ان حياته ليست في مأمن من شر خارجي قادم لا محالة وعليه دعم خيارات بلادة والوقوف الى جانبها وتأييد جميع اجراءاتها في هذا الشأن وصورت له وللعالم بانها في وضعية دفاعية تتصدا للأشرار ومجبرة على سفك الدماء وعلي القيام بعمليات استباقية للدفاع عن النفس لحماية شعبها و امنها القومي هذا من ناحية بالإضافة الى ان فكرة صناعة سلاح جديد متطور تتطلب ايجاد فكرة تكميلية اخرى هي ايجاد اهداف جديدة و مسرح عمليات جديد والعمل على شقين :
أولا تجريب فعالية السلاح الجديد ومدى دقته في اصابة الاهداف :
ثانيآ التخلص من بشر جعلت منهم هدف وأعداء افتراضين وارى ان بعض الافلام التي يتم الافراط فيها في عمليات القتل والايحاء بوجود مبرر اخلاقي و قانوني دولي لاستباحة دماء بعض الطوائف من البشر أمثال المتحولين او مصاصي الدماء فالمقصود هنا ليس المتحولين او مصاصو الدما بذاتهم بالصورة القبيحة الحالية لأنه لا وجود لهم إطلاقا ولكنه السعي الى اثبات فرضية وجود طوائف بشرية تهدد الامن القومي الامريكي والعالمي على غرار مصاصو الدماء او المتحولين وقد اشارت الى البعض منهم على انهم ارهابيون يستمدون قوتهم من عالم روحاني غيبي ويجب التخلص منهم واتوقع مستقبلا ان تشرع هوليود بتجسيد شخصيات اسلامية من علماء ودعاة في صور مخلوقات غريبة الاطوار منبوذة وغير مرحب بها في المجتمع وبانها مصدر لإمراض روحانية خطيرة سريعة الانتشار و يجب سن قوانين محلية ودولية لمحاربتها واباحة دمائها ؟
ختاماً: افلام هوليود لا يخلوا باطنها من افكار عدائية بعيدة المدى تعمل في اتجاهات اربعة:
اولآ: تشويش عقل المواطن الامريكي وزرع فكرة ارهابية دموية ما في عقلة لجعلة دوما في حالة استنفار و خوف من المجهول القادم حيث رسمت له مستقبل البشرية في اقبح الصور :
ثانيآ : اشغال فكر المواطن الاميركي بذاك القاتل المجهول الخارجي وبذاك المستقبل القبيح لصرف انتباهه عن الصراعات الداخلية وللحفاظ على تماسك الولايات الاميركية من الانهيار والتفكك :
ثالثآ: تضليل الرأي العام الداخلي والخارجي عن الهدف الحقيقي الكامن خلف مخططات البيت الابيض الدموية المستقبلية وكذا تبرير عمليات القتل خارج نطاق القانون :
رابعآ : تشوية طائفة من البشر و تصويرها بأبشع الصور وجعل منها عدو افتراضي ومسرح عمليات وتتركز الاهداف والمسارح غالباً في الشرق الاوسط وشرق اسيا تحديداً ضد المسلمين ذا المذهب السني .