نحن غرر بنا واخذنا للحرب لمقاتلة اخواننا في دماج , هكذا تحدث مروان عبد ربه عمر في تسجيل مرئي بثته قناة المسيرة التابعة للحوثيين.. بحسرة وندامة يتحدث الشاب ذو ال30 عام من ابناء مدينة البريقة بعدن , عن ذهابهم لقتال طائفة مسلمة , يقول " تم اخذنا من مساجد في عدن الى لودر ومنها الى البيضاء ومن البيضاء الى مارب رحلة يقول انهم لم يتلقوا خلالها اي تحريض من الاشخاص الذي اخذوهم على الحوثي , بل كانوا طوال الرحلة صامتون". ويضيف "عندما وصلنا الى المركز(يقصد دماج) طلبنا تدريبنا على السلاح , لكنهم رفضوا بحجة انهم في ظرف طارئ وليس هناك متسع من الوقت للتدريب".
وقال انهم واثناء تقدمهم للجبهة طلب منهم القائد الانسحاب لكون الحوثي قوة كبيرة وهم قلة , انسحبوا اصحابي في طريق وانا في طريق اخر انتهى في قبضة الحوثي الذي قال انه مقاتليه اخذوه وعالجوه واكرموه. حد قوله
ويضيف عمر انهم قدموهم للقتال وهم لا يعرفون اي شيء عن الحرب , لعدة اعتبارات منها انهم شباب من مدينة عدن المدنية التي لم يحمل ابنائها السلاح في يوما من الايام , فهم كما يقول لم يعرفوا السلاح الا في الاعراس والضرب في الهواء لا يعرفون اي شيء عن فنون القتال.
حديث عمر واخرين معه أكد ان الحرب في صعدة ليست من الجهاد ولا يعرفون عنها اي شيء وطالبوا شباب الجنوب بعدم الذهاب الى دماج , لكون الحرب هنا بين مسلمين والاسلام يحرم قتال المسلم لأخي المسلم .
وقف التحريض على حرب في دماج مسألة يقول جنوبيون ان علمائهم لم يحددوا اي موقف محدد وجماعي تجاه وقف الحرب الدائرة هناك.
في اقصى الشمال اليمني تدور المعارك بين طائفة زيدية واخرى سلفية , يمنيون جميعا , الحرب هناك لم تكن من اجل الدين الاسلام , كما يدعون , الحوثيون يتهمون اطراف دولية بحشد عناصر وصفوها بالتكفيرية لتكفيرهم وقتالهم.
طرحاً قد يتوافق على ان الحرب في صعدة مجرد لعبة سياسية لتنفيذ اجنده دولية فضلاً عن اشغال الرأي العام وصرف النظر عن بحث حلول للأزمات اليمنية من بينها حل قضية جنوب الشائكة والمصيرية.
ويقول نشطاء جنوبيون " ان ما يدور هذه الايام في صعدة هي حرب سياسية بامتياز الهدف منها هو تصفية الجنوبيين واشغال الرأي العام والمجتمع الدولي بما يدور في صعدة , ولفت النظر عن بحث حلول للدولة الجنوبية التي ينشد ابنائها الاستقلال".
ويضيف أخرون في احاديث متفرقة ان " الحوثي في صعدة يقاتل هناك والاعلام اليمني يزعم انه يتعرض لحصار مطبق من قبل السلفيين بينما هو العكس من ذلك , الحوثي لديه نفوذ كبير ويتمتع بقاعدة كبيرة وهي ان كل الزيود في شمال الشمال يتبعون او يناصرون الحوثي لسبب بسيط هو انهم جميعاً شماليين".
ولتعزيز رأيهم هذا يقولون ان " الحوثي استطاع ان يخرج في العاصمة اليمنية صنعاء في تظاهرات حاشدة"... مشيرين الى ان " الحوثي مجرد ورقة رابحة بيد قوى محلية ودولية تحركه كيفما تشاء وبما يحقق رغباتها والهدف الرئيسي من وراء الاحداث الحالية هو ضرب الجنوبيين من حيث تجنيد ابنائهم وتصفيتهم في صعدة , ومن حيث اشغال الرأي العام عن بحث اي حلول للجنوب".
عضو مؤتمر الحوار اليمني حزام الاسد تحدث ل(عدن الغد) حول الحرب هناك وقال " فعلا وما يحدث اليوم وللأسف في الجنوب وبالأخص في عدن من فتاوى التحريض على قتال الحوثي هو تكرار نفس السيناريو الذي كان في الشمال".
وأضاف " اليوم نحن في منابر إخواننا الجنوبيين كفار اليوم يصلنا الكثير من إخواننا الجنوبيين محاربين إلى صعده , والله إن القلب يقطر دما أن أرى القتيل من إخواننا الجنوبيين , لذا اتمنى من الاعلام الجنوبي المستقل أن يوضح الحقيقة وأن يستعرضوا ما يقوله الاخوة الاسرى المتواجدون في صعده من المحافظات الجنوبية".
وقال الاسد مخاطباً الجنوبيين " هل هذا هو جزاء أبناء محافظة صعده وأنصار الله الذين وقفوا مع القضية الجنوبية وعدالتها , هل هذا التحشيد والتجييش من قبل إخواننا المغرر بهم من أبناء الجنوب ؟! هو جزاء مواقف السيد حسين بدر الدين الحوثي الذي فضل عام 94م أن يستقيل من البرلمان بسبب اعلان الحرب على الجنوب ويقيم مسيرة ضحيان المشهورة والراجلة الى صعده ضد الحرب على الجنوب وبعدها يتعرض هو واسرته للتشريد والنفي من اليمن بسبب تلك المواقف؟؟". الجنوب بات اليوم على مفترق طرق التحريض والتجييش على قتال الطائفة الزيدية وهي حربا تحدثت قيادات في الحركة الوطنية الجنوبية انه لا تعنيهم وانهم ضدها وضد اي عنف مسلح في اي مكان.
لكن تلك الاقاويل اقتصرت على الاعلام فقط ولم يكن لها اي تطبيق على ارض الواقع , حيث يقول مواطنون ان الكثير من اقربائهم لازالوا في الطريق الى صعدة , والسبب كما يقول سكان محليون في الشيخ عثمان بعدن ان عناصر اتت للشباب واخذتهم مستغلة الحالة المادية الصعب لسكان احياء فقيرة في عدن.
الهيئة الشرعية الجنوبية لم يكن لها اي موقف رسمي تجاه ما يجري من تجييش لشباب الجنوب واكتفوا فقط بتصريح صحفي او اثنين, منابر المساجد في عدن يسيطر عليها علماء يدينون بالولاء لسياسة حزب الاخوان المسلمين احد ابرز الاحزاب التي يهددها خطر الحوثي السياسي.
منابر بعض المساجد في عدن باتت ترتفع بالدعاء لنصرة الاسلام في صعدة , متناسين انه يجب ان ينتصروا للإسلام في الجنوب قبل غيره من البلدان , الجنوب المستباح والمنهوب , الجنوب الذي يقتل ابنائه لسبب انهم عبروا عن رفضهم للوجود العسكري بالعصيان المدني. شباب الجنوب يقتلون , وقيادات الثورة كما تسمي نفسها غائبة او مشغولة بالمناكفات السياسية فيما بينها. شباب الجنوب يقتلون في صعدة بسلاح المتحاربين هناك , وفي عدن برصاص قوات الأمن والجيش اليمني. السؤال الجنوب وشبابه الى اين؟ *من صالح أبوعوذل