الدكتور راينر كوخ من الشخصيات الشهيرة في الكرة الالمانية ، فهو نائب رئيس الاتحاد الالماني ورئيس المحكمة الرياضية بالإتحاد ورئيس اتحاد جنوبالمانيا ورئيس إتحاد بافاريا ، وهو محامي وقاضي بالمحكمة العليا في مدينة ميونيخ ولديه إسهامات كبيرة في الكرة الالمانية منذ أن كان لاعبا ثم مدرباً للناشئين وحكماً معروفا في البوندزليجا وأخيرا بإنضمامه للاتحاد منذ بداية التسعينات ، ومن أبرز إسهاماته إعادة النشاط والحيوية للدوريات المحلية في المدن الصغيرة والمقاطعات ، وله بصمات كقاضي ورئيس المحكمة الرياضية في التصدي لشغب الملاعب والعنصرية بأحكامه الرادعة في هذا الشأن .. وقد التقيت الدكتور كوخ مؤخرا بالعاصمة الأردنيةعمان على هامش ورشة عمل لتطوير قطاعات الناشئين ، إشتركنا فيها سويا ضمن أنشطة مشروع تطوير الكرة الآسيوية برئاسة الأمير علي بن الحسين .. وقد أدرت معه هذا الحوار الخاص الذي يدلي به لأول مرة لوسيلة إعلام عربية . هل تتابع اخبار الكرة العربية ومارأيك في تأهل الأردن للملحق العالمي للتصفية النهائية للمونديال امام اوروجواي ، والتي ستقام اليوم أولى مباراتيها ؟
نعم أتابعها بعض الشيء ، والكرة العربية الان تمضي بقوة للأمام وأصبحت تلعب دوراً أكثر اهمية في خريطة الكرة الاقليمية والعالمية ، والدليل على ذلك وصول عدد من الدول العربية إلى الملحق الأخير للتصفيات المونديالية في أفريقيا وآسيا ، ومن ذلك وصول الأردن للملحق العالمي أمام أوروجواي كخامس فريق من آسيا قد يترشح للنهائيات وهو شيء رائع وأمر يسعدني ، ويشابه وصول أيسلندا إلى الملحق الأوروبي الأخير مع كرواتيا ، وأتمنى التوفيق للمنتخب الأردني في مباراتيه أمام اوروجواي . ماذا تتوقع لمواجهة الأردن اليوم مع اوروجواي؟ المباراة صعبة بالفعل من الناحية الفنية ولكن كرة القدم تعرف كل شيء ، ولا شك أنني أنظر إلى الأمر بإيجابية ، فدول لم تكن معروفة كقوة كروية إقليمية ممكن أن تصل إلى هذه المرحلة من التصفيات مثل الاردن وإيسلندا ، يعني ان لديها ما تقدمه وما تستحقه ، وسأكون سعيداً بكل تأكيد لو شاهدنا المنتخب الأردني في مونديال البرازيل جنباً إلى جنب مع منتخب المانيا الذي تأهل بالفعل . بمناسبة كأس العالم ، كثرت إشارات وتصريحات من بلاتر وبلاتيني وغيرهم عن جدراة قارات وخاصة افريقيا بالحصول على عدد أكبر من المقاعد في نهائيات كأس العالم ، فما رأيك خاصة أن هناك مقترح بإقتطاع ذلك من حصة اوروبا التي ستكون 13 مقعداً في مونديال البرازيل ؟ لا شك أنني ككروي من اوروبا أرفض إقتطاع أي مقعد من حصة اوروبا ، وهذا ليس تحيزاً ، بل هو أمر منطقي تحسمه النتائج المتحققة في بطولات كأس العالم ، فلو نظرنا إلى أخر بطولتين في كأس العالم عامي 2006 و2010 ، فسوف ندرك أن المنتخبات الاوروبية تحتل أربعة أو خمسة أماكن في دور الثمانية ، ومن وجهة نظري أن المقاعد المخصصة لكأس العالم لا يمكن قياسها بالقارات أو عدد السكان في كل قارة ولكن بالمستوى الفني ، لأنه يجب أن يشارك أقوى وأفضل المنتخبات في نهائيات كأس العالم مع تسليمي بوجوب حد أدني متاح لكل قارة . ولكن في كأس العالم للناشئين والشباب حيث مقاعدكم أقل وهي حوالي 6 مقاعد لستم الأفضل وأيضا هناك ملاحظات عديدة حول غياب منتخبات عملاقة من اوروبا عن الأدوار النهائية ومنها مثلا المنتخبات الالمانية والفرنسية والاسبانية والانجليزية والهولندية الامر مختلف قليلاً في هذه البطولات ، وهناك تصفيات صعبة جدا في اوروبا من أجل المقاعد الستة ، حيث تتصارع اقوي 15 دولة على الصعود للنهائيات ، ومن الطبيعي غياب منتخبات كبيرة في ظل صعوبة المنافسة ، وقد يحدث لدينا هذا الموقف من وقت لآخر . ولكن على مستوي دوري الأبطال ، وجدنا سيطرة للالمان العام الماضي من خلال تأهل نادر لفريقين المانيين للمباراة النهائية حينما فاز بايرن ميونيخ على دورتموند وأحرز اللقب. لقد كنت في منتهى السعادة العام الماضي وأنا أحضر المباراة النهائية في ويمبلي بين الفريقين ، وهذا يؤكد تطور الكرة الالمانية في الفترة الاخيرة ولكن بالطبع من الصعب جداً تكرارا نفس المشهد هذا العام او في المستقبل ، فهناك أندية كبيرة وقوية في المسابقة مثل برشلونة وريال مدريد ، ومع ذلك ومع وجود العمل الشاق والمواهب ووجود الرعاة الكبار في الكرة الالمانية، فكل شيء يمكن ان يحدث. وماذا عن بصمة جوارديولا وكرة التيكي تاكا" التي بدأ في إضافتها على اسلوب البايرن ؟ على فكرة الكرة الالمانية تتغير ولم تعد بنفس أسلوبها القديم مثلما يتغير المجتمع الالماني نفسه ، ومن حضر كأس العالم عام 2006 في المانيا ، بالتأكيد أخذته المفاجأة وهو يري الإحتفالات والمهرجانات والبيئة الكرنفالية التي لم تكن سائدة في المانيا ، وهذا التغيير في الثقافة الالمانية جاء بسبب نسبة المهاجرين المتزايدة في المانيا . وهل ينطبق ذلك أيضا على كرة القدم ؟ نعم فالجيل الثاني او الثالث من المهاجرين والأطفال الذي نشأوا وتربوا في المانيا أصبحوا يمثلون شريحة كبيرة من اللاعبين وفي منطقة ميونيخ حيث أعيش، أصبح 50 % من الناشئين يمثلون أولاد مهاجرين من أجيال مختلفة ممن يحملون أصولاً غير المانية ، ومنهم من إشتهر مثل مسعود أوزيل وسامي خضيرة وغيرهم ، وفي ظل ذلك نجد بعض ملامح من الكرة اللاتينية أحيانا لدينا ، وبالنسبة لأسلوب "التيكي تاكا" الذي يفضله جوارديولا ، فعقلية الكرة الالمانية تعشق الفوز ، وأسلوبه هو طريقة ناجحة لتحقيق الفوز ، وهو يمكن أن يبني على الأسس الالمانية ليعمل مزيجاً المانياً من التيكي تاكا!
لماذا تتصاعد الانتقادات الالمانية من وقت لآخر ضد إقامة كأس العالم في قطر سواء بالإعتراض على الطقس أو على مشاكل خاصة بالعمالة هناك ؟ - الفيفا إتخذ قراراً ديمقراطيا بإقامة كأس العالم 2022 في قطر ، ومن وجهة نظري فليس هناك سببا في هذه اللحظة ليقوم الفيفا بتغيير رأيه وإلغاء قراره ، ولكننا نخضع ونعترف جميعاً سواء في إتحادات الكرة أو الدول في أي مكان من العالم بأن هناك حقوق للإنسان ومستويات أساسية للاخلاق وعلينا الإلتزام بها ، ولذلك نحن نؤيد نقابات العمال الالمانية في جهودها لمعرفة المزيد من المعلومات الدقيقة عن وضع العمال الذي يبنون منشأت كأس العالم في قطر والموقف والتطورات الجديدة ومتابعة تحسين أحوال معيشتهم. وهل تظن أن إقامة البطولة ستكون مناسبة في موعدها العادي في الصيف ام أنك مع تغيير التوقيت؟ - لا أظن أن كأس العالم 2022 يمكن أن يقام في فصل الصيف بسبب إرتفاع درجات الحراراة ، ولهذا يجب أن تقوم كافة اطراف كرة القدم في العالم بالبحث عن أنسب وقت ممكن لإقامة البطولة .