شاءت الصدفة الطيبة أن التقي الرجل الطيب الزميل علي منصور مقراط, رئيس تحرير الزميلة (أبين) في شارع أبان مرة وفي شارع أروى بكريتر مرة أخرى، وتبادلنا التحية والسؤال عن الحال، وقدم لي الزميل مقراط في المرتين نسخة من الزميلة (أبين) مشفوعة بابتسامة عذبة، وقد أجاد بذلك تسويق صحيفته. حقيقة استغربت وأنا أتصفح الزميلة (أبين)، وشاءت الصدفة الطيبة أن تلتقي مشاعري وانطباعاتي عن الزميلة (أبين) التي تصدر من الغالية أبين، عندما طالعت الصفحة الأخيرة منها في عددها (36) لشهر نوفمبر 2013م في العمود الرشيق وعنوانه (تحية لصحيفة أبين) للدكتور هادي فضل العولقي، وثمن فيه الجهود التي يبذلها الزميل علي منصور مقراط رئيس التحرير وكل زملائه المتطوعين، وشدني تساؤله المشروع: "واللافت أن أحدا لا يفكر كيف تصدر صحيفة صارت تؤثر على الشارع من محافظة مدمرة مازالت تحت الأنقاض، وستة أعداد صدرت بإرادة القائمين على الصحيفة...". ومن عمود رشيق إلى عمود رشيق آخر للزميلة سامية الأغبري وعنوانه (خذوا جثة ابنكم) تحدثت فيه عن كارثة تجنيد الصغار في أعمال الإرهاب، والتقيت الزميل مقراط في عموده السلس (حتى نلتقي) وفيها أطرى على القائد الجنوبي محمد علي أحمد (أبو سند) وكان الإطراء في محله، وأثنى مقراط على قرارات التغيير والتعيينات التي أصدرها الأخ المحافظ جمال العاقل، واكتسبت القرارات رصانتها كونها لم تخرج من غرفة مغلقة ورسائل الجوال، وأوصى مقراط بقوة بإنصاف كوادر يافع ليشعروا بأهمية التغيير. هناك تعظيم سلام لمدير أمن أبين العميد الركن محمد دمبع، وهناك تبريكات بتعيين الأخ والصديق العزيز نايف البكري وكيلاً لمحافظة عدن، وهو محل احترام عند الجميع. مصدر باللجان الشعبية في المحافظة يستنكر ما ورد على لسان عبدالله الناخبي, أحد المشاركين في مؤتمر الحوار الوطني، ونشرته صحيفة (أخبار اليوم) التي وصفها المصدر ب"الإخوانية" من أن وزير الدفاع الأخ اللواء محمد ناصر أحمد عين أعضاء أنصار الشريعة في اللجان الشعبية. وأثار الناخبي بذلك حفيظة الأخوة أعضاء اللجان الشعبية، وطالبوه بالصمت، على قاعدة (إذا كان الكلام من فضة فالسكوت من ذهب). من الأشياء الجميلة التي وردت في الزميلة (أبين) والتي أثلجت صدري أن الصفحة (9) ضمت موضوعين للعزيزين على قلبي أو قل ثلاثة أعزاء على قلبي، ذلك أن الموضوع الأول تناول التفاصيل الدقيقة لعلاقة الرئيسين سالمين والحمدي (حلقة 1)، وهما في تقديري أعظم رئيسين حكما الشمال والجنوب. اما العزيز الثاني فقد كان المهندس نجيب سعيد أبكر الذي لا يختلف اثنان على دماثة خلقه، وذلك عندما تحدث عن محطة أبحاث الكود (أقدم محطة زراعية في الجزيرة العربية) وهناك وعد قطعه على نفسه الأخ جمال العاقل محافظ أبين, أما الأخ والصديق العزيز والوفي م/نجيب سعيد أبكر, مدير المحطة، فيغمره التفاؤل بتعاون كل الجهات، فأبكر يطرق أبواب الجهات والمنظمات لأن نياط قلبه تمزقت مما جرى لهذه المحطة العريقة التي كانت تعتبر كنزا، ليس للمنطقة وحسب، بل لكل مراكز الأبحاث على المستويين الإقليمي والدولي، ومن يطلع على تفاصيل خلفيات هذه المحطة سيصل إلى هذا الاستنتاج. أكتفي بهذا القدر لأني أبديت إعجابي بالصحيفة التي تصدر شهريا، وتعاطفت أكثر عندما قال لي الزميل مقراط: قلمك يا أستاذ مقروء وصوتك مسموع، فأعطنا رأيك وانطباعك فصحت على الفور: أبين.. صحيفة تصدر من تحت الركام. فصاح هو بالمقابل مع زميل له: يا سلام، وعلى بركة الله!. فقلت: اقرؤوها بإذنه تعالى في الزميلة (عدن الغد). سر أيها الزميل الطيب علي منصور مقراط، أنت وصحبك الكرام على طريق الإرادة الصلبة، فهذا أبو القاسم الشابي يقول لنا: إذا الشعب يوما أراد الحياة فلا بد أن يستجيب القدر آمين يا رب العالمين!!.