انتفض منتخبا مصر والأردن في الوقت الضائع المونديالي، وحققا نتيجتين إيجابيتين مع كل من غانا وأوروجواي، بعد كارثة مباراتي الذهاب التي خسرها كل منهما «فرق خمسة أهداف»، فودعا التصفيات، دون أن تقترب أقدامهما من ملاعب البرازيل.
وأقل ما يمكن أن يوصف به المشهد المونديالي ل «الفراعنة والنشامى» في لقائي الإياب أن «الانتفاضة»، جاءت بعد «خراب مالطة»، ولم يكن فوز مصر على غانا في مباراة الإياب إلا بمثابة «حفظ ماء الوجه»، بعد الخسارة الرسمية الأولى بسداسية، التي فرضت على منتخب مصر أن يسعى بكل ما أوتي من قوة للدفاع عن كبريائه وتاريخه وإنجازاته غير المسبوقة على مستوى كرة القارة، فحقق الفوز «المعنوي» الذي لم يكن كافياً لإزالة آثار «موقعة كوماسي». وإذا كان الأميركي بوب برادلي يتحمل جانباً كبيراً من مسؤولية الخروج من المونديال، بالخطة التي لعب بها مباراة الذهاب، وبإشراكه اللاعب قليل الخبرة محمود كهربا، وإخراجه أحمد فتحي في مباراة الإياب، فإن المنطق يقتضي أن نشيد بمواقف «بوب» الذي أبى أن يغادر مصر، في عز الأحداث الساخنة، برغم تحذيرات سفارة بلاده في القاهرة، كما أن بوب قاد المنتخب في ثماني مباريات بالتصفيات، كسب منها سبع مباريات، وخسر واحدة، كانت كفيلة بتبخر الحلم المونديالي، الذي يبدو أنه لا يحققه المصريون إلا كل 56 سنة!.
ولم يكن منتخب الأردن أسعد حالاً من منتخب مصر، حيث فقد فرصة التأهل من مباراة الذهاب التي خسرها على ملعبه بخماسية نظيفة، ويحسب لمنتخب «النشامي» أنه واجه منتخب أوروجواي على أرضه وبين جماهيره الحاشدة في مباراة الإياب ب «رباطة جأش» يحسد عليها، وانتزع تعادلاً «تاريخياً»، مع أول منتخب يكسب كأس العالم، ورغم أن ذلك التعادل لا يسمن ولا يغني من جوع في حسابات التأهل، إلا أنني أعتبره شهادة ميلاد جديدة لمنتخب الأردن، ولمدربه حسام حسن الذي نجح في تجاوز كل الضغوط التي تعرض لها، بعد مباراة الذهاب، وواجه باقتدار نجوم منتخب أوروجواي الذي تساوي أسعار أي لاعب من بين الثلاثي الشهير
«سواريز وكافاني وفورلان» أسعار كل لاعبي منتخب الأردن.
وبدلاً من أن يتحول لاعبو منتخب الأردن إلى فقرة في سيرك أوروجواي احتفالاً بالتأهل، فرض «النشامى» على رفاق سواريز أن يعانوا الأمرين، دون أن ينجحوا في هز شباك الحارس محمد الشطناوي الذي يعد أحد أهم اكتشافات الكرة الأردنية في التصفيات.
وبالتأكيد يستحق «محاربو الصحراء»، نجوم منتخب الجزائر، كل التهنئة، باعتبارهم سفراء العرب الوحيدين في مونديال البرازيل، تماماً مثلما كان الحال في مونديال جنوب أفريقيا قبل أربع سنوات.
فاز مساعد المدرب «حسام البدري» مع الأهلي ببطولة أفريقيا، وفاز مساعد مساعد المدرب «محمد يوسف» ببطولة أندية أفريقيا، فسقطت نظرية أن مانويل جوزيه «وحده» صانع ربيع الأهلي!. ** نقلا عن صحيفة الاتحاد الاماراتية .