تقرير واستطلاع/ مراد صبيح.تصوير/عمر الجنيد. ترجمة إلى الملايو/ رفقي هيتمي ضمن تجديدٍ للعلاقة العلمية بين الوطن والمهجر من شرق آسيا، والتواصل بين الجاليات الإسلامية وحمل رسالة الدعوة الإسلامية وتقريب الناس وإرشادهم إلى منهج الله وهدي رسوله الأكرم صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم وصل مساء يوم أمس السبت 26 محرم 1435 الموافق 30 نوفمبر 2013م الداعية الإسلامي العلامة عمر بن محمد بن حفيظ وعدد من الدعاة والطاقم الإعلامي إلى مدينة قيرسك بجاوة الشرقية، وكان في استقبالهم مجموعة من إدارة ومدرسي وطلاب العلم الشرعي والأكاديمي بمعهد منبع الصالحين بمدينة قيرسك. وفجر يومنا هذا الأحد انعقدت أولى جلسات الدورة العلمية الثانية للمعلّمين والدعاة والتي ينظمها مجلس المواصلة بين علماء المسلمين بشرق آسيا بالتنسيق مع معهد منبع الصالحين. حيث افتتحت هذه الدورة بكلمة المدير التنفيذي لمجلس المواصلة –آسيا، الأستاذ محمد عبدالله الجنيد وأعطى فيها خلاصة عن نشاطات المجلس وبيّن فيها الهدف المنشود من انعقاد هذه الدورات، ومن ثم جاءت كلمة العلامة عمر بن حفيظ في شرح الكتابين المقررين في هذه الدورة وهما كتاب قصيدة العينية للإمام الحداد وتوضيح شيء من معانيها وشرح لأبياتها وتوضيح لمعانيها، وكذا كتاب الوصية للعاملين في في صفوف الدعوة المحمدية. تعقد هذه الدورة بحضور الشيخ العلامة مصبوحين عبدالله فقيه طيّب القائم على المعهد المذكور والمشرف عليه كما يحضرها أيضاً عددٌ كبير من الدعاة والمعلّمين وطلاب العلم من مختلف ولاية سوربايا وقيرسك على وجه التحديد. وهنا يطيب لنا أن نسلط الأضواء على معهد منبع الصالحين والذي لفتَ نظري وشدّ انتباهي وأثناء جولتي ولقائي بالدكتور محمد نجيب أمين مصلح أحد خرجي جامعة الأحقاف كلية الشريعة بتريم، والمدرّس بالمعهد استخلصتُ منه في لقاءٍ مطوّل معلومات وأسرار إليكم بعضاً منها في هذه الأسطر في حين أترك التفاصيل في لقاء تلفزيوني قادم إن شاء الله: كانت بداية هذا المعهد عبارة عن مصلى محدود السعة يتم فيه تعليم القرآن ومبادئ العلوم الدينية من قِبل الشيخ عبدالله فقيه طيب رحمه الله تعالى وأعلى درجاته في الفردوس الأعلى (والد الشيخ مصبوحين القائم حالياً على المعهد) وما زال الأول عليه رحمة يتلقى العلم على الشيوخ الأفاضل في حين يخصص جزءاً من وقته في تعليم الأطفال والمترددين على ذلك المصلى منذ سنة 1389ه / 1969م . ثم في سنة 1404ه/ 1983م ولما تخرّج الشيخ عبدالله عليه رحمة الله من معهد لاعيتان بدأ في بناء مدرسة وباشر بنفسه التعليم بها مع مجموعة من علماء عصره لعل آخرهم الشيخ عثمان الإسحاق عليه رحمة الله وهو أحد العلماء المتأخرين والمشهورين بالصلاح والتواضع ومن رجال المعرفة في إندونسيا، وهو شيخ الطريقة القادرية وشيخ للشيخ مصبوحين فقيه أطال الله في عمره. وعلى ممر السنين ذاع صيت هذا المعهد وانتشر عطاؤه ونوره في شرق إندونسيا وتمت توسعته من حين لآخر حتى وصلت طاقته الاستيعابية اليوم (5514) طالب وطالبة. والجميل في هذا المعهد أنه وإلى اليوم ما زال يجمع بين الطريقة التقليدية في نظام التلقي المباشر من الشيوخ عبر الحلقات التعليمية وكذا المناهج المقررة في حضرموت. ولم يغفل جانب التعليم الأكاديمي الحديث حيث توجد ضمن أقسام هذا المعهد روضة للأطفال ومدرسة ابتدائية وكذا ثانوية والجامعة المشهورة التي يلتحق بها آلاف الطلاب والطالبات. هذه وإن كانت على النظام الأكاديمي غير أنها ممزوجة بمود دراسية وأخرى تربوية تغرس في الدارسين مبادئ الأخلاق والقيم الإسلامية والروحية. ومن جميل ما أفادني به د. محمد نجيب أنّ اللغة العربية متواجدة كشرط أساسي في هذا المعهد بمعنى أنه في مرحلة الثانوية والجامعة تخصص الأيام من الجمعة إلى الاثنين لتكون فيها الدروس باللغة العربية وفي مرحلة الابتدائية يتعلمون في هذه الايام مبادئ اللغة العربية، ومن الثلاثاء إلى يوم الخميس تكون بعض من الدروس باللغة الانجليزية من باب ربط الطالب والطالبة بلغته القرآن وتعميق روح الإسلام ، ومن باب معاصرة الوسائل وفتح أذهان الطلاب بدلاً من الاقتصار والتحيّز على اللغة الاندونيسية المحلية . ومن عجيب ما بلغني أن الفتاة إذا طلبت الالتحاق بهذا المعهد لا تُرد بل يتم استيعابها رغم الكثافة وذلك من منطلق نظرة عميقة وهدف سامي في غرس التربية الإسلامية والأخلاق الفاضلة؛ إذ لو لم ترتبط الفتاة بمثل هذا المعهد فسوف تنزلق في الجامعات الأخرى وغالباً ما تكون تلك الجامعات محط ومستنقع للرذيلة وهذا أمرٌ متعارف عليه في كثير من الجامعات هنا. وحالياً يقوم بالإشراف والتوجيه على هذا المعهد المربّي الفاضل وصاحب السمت والتواضع الدائم الشيخ مصبوحين ابن الشيخ المؤسس للمعهد عبدالله بن فقيه طيب. ويشرف بنفسه على أمور هذا المعهد والتعليم فيه . وللشيخ مصبوحين حفظه الله حالياً ولدين يتلقّون العلم في مدينة تريم أحدهما محمد عين النعيم في رباط تريم والآخر محمد أنس هو وأسرته في دار المصطفى بتريم. نسأل من الله لهم التوفيق والرعاية وطول العمر في خدمة شرع الله وتعليم الناس، وأن يجازيهم عن الإسلام وأهله عظيم الجزاء وبلوغ الأمل في الدارين.