أصبحت الرياضة المصرية في مفترق طرق بعد انطلاق ثورة الشباب مصري في 25 يناير، حيث تباينت الآراء السياسية واختلفت المواقف بين مؤيد للثورة معارض لفكرتها، مما ترك الشباب المصري المتعلق بكرة القدم والرياضة بشكل عام والمعروف بشغفة الدائم والمتناهي لنجوم بلاده يبقى في حيرة من أمره، وتسببت تصريحات الكثير من النجوم الدوليين في شرخ العلاقة بينهم وبين محبيهم.
وكان أبرز هذه المواقف المناهضة للثورة رأي مدير الجهاز الفني المصري حسن شحاتة وخروجه في مظاهرات تؤيد حسني مبارك وترفض فكرة التغيير حتى انتهاء ولايته، وظهر شحاتة ومعه التوأمان حسام حسن وإبراهيم حسن، وقال شحاتة في تصريح لأحد المواقع: أنه يبكي بحرقة على ما يجري في مصر، وأن المتظاهرين يقومون بإهانة مبارك وهو يعد رمزا لمصر أمام العالم.
وطالب عدد كبير من اللاعبين المصرين لوقف التظاهر والاحتجاج - قبل رحيل مبارك – والاكتفاء بما قدمه حسني مبارك من تنازلات، ويتقدم هؤلاء النجوم حارس مرمى المنتخب عصام الحضري، وأحمد حسام (ميدو) وأحمد بلال وشيكابالا ومصطفى يونس ومحمود فتح الله وإبراهيم السيد وشادي محمد، ووجه عدد منهم نداءات للمحتجين عبر المحطات الإذاعية والقنوات التلفزيونية، في محاولة منهم لفض اعتصام الشباب المصري الذي يعشق الكرة، لكنهم لم يستجيبوا لنداءاتهم، ووصف بعض شباب مصر في تعليقاتهم على الأخبار الرياضية وعلى (الفيس بوك) هذه النداءات بالرخيصة التي استخدمها النظام – المخلوع – في استغلال شهرة هؤلاء النجوم وقدرتهم على التأثير على الشباب المصري.
واستمرارا للمواقف المناهضة للثورة فقد وصف المدرب العام للمنتخب المصري شوقي غريب أن الأزمة كانت في قلة ( تربية) المحتجين وعدم توجيههم للصواب، بعد أن علق على صورة فتاة وهي تحمل لافتة مكتوب عليها (GAME OVER)، وشكل هؤلاء النجوم حائط صد للدفاع عن مبارك، وخلقوا مفارقات عجيبة بينهم وبين الجماهير الرياضية التي كانت تعتبرهم رموزا لمصر.
ومن الجانب الآخر أيد بعض النجوم الرياضيين في مصر مظاهر الاحتجاج ووصلوا إلى ميدان التحرير للمشاركة مع المتظاهرين في اعتصاماتهم ورفضهم للنظام، حيث كان الحارس الدولي السابق الكابتن نادر السيد يهتف في الميدان بإسقاط النظام من خلال مكبر صوتي، وتحدث السيد في تصريح "للشرق الأوسط" أن مبارك شخصية محترمة، ولكنه فشل في قيادة البلد وفي مهامه كرئيس جمهورية، كما رفع الإعلامي الرياضي علاء صادق صوته واعترف بأنه يساند مظاهر الاحتجاج بقوة، حيث سبق له وأن نزل إلى ميدان التحرير بالقاهرة، وتحدث صادق عن أن فساد النظام في مصر يصل إلى سمير زاهر رئيس الاتحاد المصري لكرة القدم، كما انضم شريف اكرامى حارس مرمى الاهلى واسلام الشاطر لاعب حرس الحدود الى المتظاهرين في آخر اللحظات من يوم الجمعة،وتقدم حسنى عبدربه لاعب الإسماعيلى بمشروع جديد فى الإسماعيلية لفتح باب التبرعات لصالح دعم المتضررين من جراء تلك التظاهرات.
وفاجأ النجم الدولي المصري محمد أبو تريكة الجماهير المحتشدة ظهر يوم الجمعة وأدى الصلاة معهم بعد غياب تام منذ بداية الثورة مما أثار الجدل بعدم تحديد موقفه، واحتشدت الجماهير حول أبوتريكه حين حضوره وحملوه على الأعناق ليطوفوا به على أرجاء الميدان، كما حظي ببعض الهتافات القوية، ونفى أبو تريكه أي ضغوط مفروضة من قبل إدارة ناديه الأهلي لفض المتظاهرين نظرا للشعبية التي يحظى بها، بعد أن أنتشر خبر عن الإدارة الأهلاوية أنها تضغط على أبو تريكه كي يتحدث مع المتظاهرين ويدعوهم للعودة إلى منازلهم.
وأكد الحكم الدولي المصري السابق عصام عبدالفتاح أنه يرفض التدخلات الخارجية في شؤون مصر، مثنيا على شباب 25 يناير الأبطال، وتحدث بأن مصر ستكون أقوى مما كانت عليه، وحدد اللاعب السابق لنادي الزمالك بشير التابعي موقفه حين تواجد في ميدان المتظاهرين.
وامتعض الشباب المصري من المواقف السلبية لبقية لاعبي الكرة المصرية سواء داخل البلد أو خارجه، ووصفهم البعض في المنتديات الرياضية المصرية بأنهم غير مبالين بما يجري في وطنهم وكل ما يهمهم هو مصالحهم الشخصية، كما علق البعض بمقاطعته التامة للكرة المصرية، وأن الشباب المصري قد فاق من سباته، واكتفى البعض بالقول أن هذه آراء قد لا تؤثر على نجوميتهم، كما ذكر أحد الأعضاء المصريين أن النجوم الأوربيون ومشاهير الكرة العالمية قد علقوا على ما يحدث في مصر، بينما النجوم مصر تخلوا عن وطنيتهم وتركوا الشعب يصارع واكتفوا هم بالمشاهدة على عكس ما يحدث في المباريات.