اللهم انا نسألك الفردوس الأعلى في الجنة ... دعوة كثيراً ما كان السلفيون في دماج يدعون بها دون ان يدركون عواقبها وهي دعوة تمنون ان تتحقق لهم في الدار الأخرة غير مدركين انها دعوة عجل الله لهم بها فسخر لهم الرئيس هادى لتحقيق تلك الأمنية الذي كثيراً ما تمنوها فإذا بهادي ينقلهم الى الفردوس في صنعاء لست هنا في طور التدخل في جنة الأخرة لكن المراد هي جنة الفردوس في الدنيا ولعل "جامع الفردوس" وساحته في المدينة السكنية هي من اصبحت المأوى الأخير لسلفيي دماج هذه هي الأمنية الذي حققها هادى لهؤلاء الذي عمل على إخراجهم وتهجيرهم من أرضهم وموطنهم الحقيقي تلبية لرغبة الطرف الآخر. وفى المقابل فان المهجرون من دماج عندما تنظر لحالهم وتستمع لمعناتهم وترى كيف اصبحوا يعانون جراء التهجير من قراهم وموطنهم الحقيقي من البيوت الى الخيام من الدفء الى البرد لا تجد من مصطلح او تعبير يتناسب مع حالهم سوى " جهنم صعدة ولا فردوس صنعاء".
احد المهجرين يقول تركت الكثير من أملاكي وخرجت دون شيء وليت هذا التهجير كان قبل ان افقد والدي وأبنائي لكنه تهجير بعد ان فقدنا الكثير من ابنائنا وأهلنا يقول ظللت اكثر من عشرين عاما اجمع قيمة ارض وما هي الا أيام من شرائها حتى اندلعت الحرب ومن ثم تهجيرنا تاركا مشروع عمري للغير.
فهذا هو المؤلم وهذا هو الندم وهذا مالم نكن نتوقعه من حكومة لم تستطيع الدفاع عن مواطنيها أمام مليشيات مسلحة كيف بحكومة ودولة تقوم بتهجير مواطنيها وتخرجهم من ارضهم نزولاً عند رغبة أطراف تهدف إلى امتلاك أراضينا بالقوة وتحاول الحصول على إقليم يكون خاص بها.
بالأمس هجر اليهود اليمنيين إلى نفس المكان والمنطقة الذي هجر إليها السلفيون اليوم ومن بعدهم هجر المناوئون لمشروع الحوثي من غير السلفيين ولعل ذلك المكان مأوى الكثير منهم ممن لا يمتلكون منازل في العاصمة ليأتي اليوم دور السلفيين الذين هجروا الى فردوس المدينة السكنية في سعوان ولعلهم السابقون وآل الأحمر في حاشد بعمران وقبائل دهم في الجوف هم اللاحقون.
مشروع عملاق حققه هادى اليوم في ظل حكمة ولايزال يتشدق بمقولته الذي يحسبها تاريخية بأنه "لن يسمح بتمزيق اليمن في عهده" الم يعتبر هذا تمزيقا اخطر من الانفصال لعلة الآن يتربص بتقسيم اليمن بشكل طائفي فلماذا لا يسارع بتهجير الحوثيين في ارحب وتعز واب وذمار وريمة الى صعدة حتى يستكمل مشروعة.
يا هادى إذا لم يعود أبناء دماج ويهود آل سالم وبناء العبدين وغراز وسفيان إلى منطقتهم فإنها وصمة عار في جبينك سيسجلها لك التاريخ في صفحاته السوداء لأن التقسيم الطائفي اخطر .