تباينت ردود فعل القوى السياسية المصرية لإحياء الذكرى الثالثة لثورة الخامس والعشرين من يناير/كانون الثاني هذا العام وسط تفاوت توجهات سياسية تعكسها ما تنادي به تلك القوى من شعارات. فالقوى الاسلامية المؤيدة للرئيس السابق محمد مرسي، تعتبر الذكرى بمثابة مناسبة لمواجهة ما تسميه "انقلابا" أطاح بمرسي من سدة السلطة في الثالث من يوليو/تموز العام الماضي.
في حين ترى قوى ثورية أنها ذكرى تستوجب التركيز على أهداف الثورة، في الوقت الذي يعتزم فيه أنصار وزير الدفاع المصري عبد الفتاح السيسي اغتنام المناسبة و"تفويضه" لخوض سباق الترشح للرئاسة.
ضد "الانقلاب" دعا التحالف الوطني لدعم الشرعية، الذي يضم حزب الحرية والعدالة، وهو الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين التي حظرتها الحكومة المؤقتة واعتبرتها منظمة "إرهابية"، والجبهة السلفية وحزب الوسط الإسلامي، على صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك المتظاهرين إلى تنظيم احتجاجات ضد ما أسماه "الانقلاب الدموي".
التحالف الوطني لدعم الشرعية يدعو المتظاهرين إلى تنظيم احتجاجات ضد ما اسماه "الانقلاب الدموي".
وقال أحمد بديع، القيادي البارز في التحالف، لصحيفة الشروق إن الاحتجاجات ستنظم في ميدان التحرير، وذلك ردا منه على جدل مثار يقول إن الاخوان المسلمين "محظور" دخولهم الميدان، مضيفا أنه (الميدان) ليس لجماعة بعينها.
في حين دعت صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي موالية لجماعة الإخوان إلى الحشد وتنفيذ أعمال عنف بل وتطرق بعضها أحيانا إلى شرح أدوات وطرق تنفيذ هجمات، فعلى سبيل المثال دعت صفحة "نحو خلافة راشدة –الإخوان المسلمون" في أحد التعليقات إلى "مرحلة صمود" جديدة وقالت إن الخامس والعشرين من يناير 2014 "سيشهد انطلاق مرحلة من المقاومة والردع."
"عيش.. حرية.. كرامة" من جانبها دعت "جبهة طريق الثوار"، التي تتألف من شخصيات ليبرالية ويسارية ومعارضين للحكومة والإخوان المسلمين، إلى التظاهر في ميدان التحرير والتأكيد على مطالب الثورة وهي "عيش ..عدالة اجتماعية..كرامة إنسانية" وكذا تطهير وزارة الداخلية من (ضباط يُزعم مسؤوليتهم عن ارتكاب انتهاكات).
أما حركة (6 إبريل) فقد دعت على صفحتها الرسمية على موقع فيسبوك إلى التظاهر ورفع شعارات تطالب "باسقاط حكم العسكر والقصاص لمن سقطوا قتلى على يد النظام منذ اندلاع ثورة (يناير)."
دعم "السيسي" "تيار الاستقلال" سيغتنم الفرصة لدعم السيسي رئيسا لمصر.
على النقيض قالت وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية في تقرير لها إن حركة "تيار الاستقلال"، المؤلفة من شخصيات وطنية وليبرالية تدعم الجيش، أعلنت أنها ستغتنم المناسبة لدعم وزير الدفاع المصري عبد الفتاح السيسي رئيسا لمصر.
ونقلت صحيفة الأهرام اليومية عن إيمان المهدي، وهي شخصية بارزة في حركة "تمرد" المناهضة لحكم الرئيس السابق محمد مرسي، أن هدف الاحتفال ينطوي على "تفويض السيسي لخوض السباق الرئاسي"، غير أن حسن شاهين، المتحدث باسم الحركة قال لصحيفة المصري اليوم، إن الحركة ستنظم تظاهرات في ميدان التحرير وميادين أخرى، رافضا التطرق لمسألة "تفويض" السيسي.
"عيد الشرطة" من جانبه دعا وزير الداخلية محمد إبراهيم المواطنين إلى الخروج إلى الشوارع في ذلك اليوم للاحتفال بذكرى ثورة الخامس والعشرين من يناير ومواجهة مخططات مزعومة من جانب جماعة الأخوان لتنفيذ أعمال إرهابية.
وأكد إبراهيم في حواره لصحيفة مصرية مستقلة أن الشرطة ستوفر حماية للاحتفالات قائلا :" من أراد النزول يوم 25 يناير للاحتفال بذكرى الثورة، فلينزل، ومن أراد الاحتفال بالدستور الجديد، فلينزل، ومن أراد الاحتفال مع رجال الشرطة بعيدهم، فلينزل."
في حين أعلن حزب النور السلفي أنه لن يشارك في المناسبة، وقال عبد الغفار طه، القيادي في الحزب، إن حزبه "لا يؤيد التظاهر في 25 يناير خشية اندلاع اشتباكات بين القوى المتنازعة وإراقة الدماء."
وتحل الذكرى الثالثة لثورة الخامس والعشرين هذا العام وسط حالة من الترقب والحذر بين جميع القوى السياسية لتبرز مدى ما آلت إليه الساحة السياسية المصرية من انقسامات وهو ما يبرزه سؤال: من هم الذين يدعون للاحتفال ومن سيشارك من أجل التظاهر والاصطدام، ومن المتردد ومن الممتنع عن المشاركة.