أن الحرب التي شنتها القيادة الشمالية لغزو الجنوب قد استخدمت فيها أسوى الحروب من الناحيتين وكلاً من المآثر القومية والسيادية والوطنية:- حيث أنه قد تأكد لنا من خلال تلك الممارسات والترتيبات التي تؤكد من أنه قد تم التخطيط هذه الحرب منذُ التوقيع على اتفاقية الوحدة وهذا قد جعل القيادة الشمالية من موضوع الشك من ان توقيعها على اتفاقية الوحدة لم يكن لتحقيق مشروعها الوطني وإنما للوصول لمشروعية هذه الحرب والذي سنعرف لاحقاً أهدافها والمستفيدين من خلال سلوكية هذه الحرب ونتائجها إلا أن عملية التوقيع على اتفاقية الوحدة والتخطيط للحرب في وقت واحد جريمة أخلاقية خاصة من الجانب الآخر قد أبدى حسن نواياه من خلال تنازلاته من أجل الوحدة.
كما أن القيادة الشمالية قد دفعت بشيوخ القبائل والوجهات الاجتماعية وبعض من القيادات لبعض الأحزاب بأسلوب الترغيب لخيرات الجنوب والترهيب من حرمان الشعب بالشمال من هذه الخيرات وعلى هذا الأساس تم حشد الحشود من القبائل والمطوعين المدنين ومليشيات بعض الأحزاب والزج بهم في حرب جيوش نظامية هم غير مدربين عليها مما جعل الكثير منهم ضحايا لهذه الحرب مع أن القيادة هذه كانت تدرك أنها ليست بحاجة إلى لدعم جيشها بهذه الحشود المدنية لعلمها من الجانب الآخر لم يبقى من قواته إلا القليل بعد فقدانهم للقوة التي كانت في الألوية بالشمال ولكن هذا الحشد لغرض إشراك كل مكونات المجتمع في الشمال في جريمة هذه الحرب ونتائجها:-
وهذه تعتبر بمثابة ثلاث جرائم إنسانية الأولى علمهم المسبق من هذه الحرب جريمة ونتائجها سيئة والثانية هي عملية التظليل على الأبرياء لمشاركتهم في جريمة الحرب والثالثة هي التضحية بالمدنيين لأغراض غير وطنية
يضاف إلى ذلك عملية الضغط على علماء الدين لإصدار الفتوى الظالم والمخالف للشريعة الإسلامية لدعم الشماليين بنهب ممتلكات المواطنين من بيوتهم والمؤسسات العامة والتعاونيات الأهلية التي هي مصدر عيش لعشرات الآلاف العاملين فيها والمستفيدين م خدماتها وهذه تعتبر جريمتين إنسانية الأولى منها عملية إصدار فتوى باسم الشريعة مخالف لها بالواقع والثانية إباحة ما حرم الله وإشراك الأبرياء في جرمها.
وأخيراً عملية قطع المياه والكهرباء للضغط على المقاتلين بالاستسلام وهم يعلمون هذه العملية سيقتلون بها الأطفال والنساء والعجزة من بيوتهم والمرضى في المستشفيات والوحدات الصحية وهذه جريمة إنسانية تضاف للجرائم التي بلغت إجماليها تسعة جرائم في حق الإنسانية بالإضافة إلى تلك العداوة والكراهية بين الشعبين ونزع الثقة فيما بينهما بدلاً مما كانوا عليه تعتبر جريمة إنسانية ليصبح إجماليهم جرائم إنسانية وإذا انتقلنا للجانب القومي والسيادة الوطنية وأثر هذه الحرب والسلوكيات الآخر نجدها أتت على شكل مهام مترابطة في أجندة مرسومة بإحكام واستبق الحكم عليها والجهات المستفيدة منها إلا بعد استعراض نتائج أحداثها.
لقد تم بالحرب تدمير الآلة الحربية الجنوبية وتسريح جيشها المدرب على أحدث الطرق العسكرية في والجو البحر وهو ما كانت بعض الدول الإقليمية مع الإشارة من القيادة الشمالية قد كان لها ضلع في أحداث 13 يناير 1986م التي وقعت بالجنوب من خلال عناصر استمالها من القيادة في الحزب الإشتراكي تعمل لصالح القيادة بالشمال والتي استطاعت دس سموم الفتنة وتصعيدها حتى وصلت لتلك الأحداث التي حدث فيها الكثير من الكوادر العسكرية وخروج جزء منها لخارج البلاد وأن هذه الذي حدث من القيادة السياسية بالشمال قد يبرره البعض أنه قد كان رداً لما حدث في حرب 1989م بين الشمال والجنوب ولكن السؤال مروح عن سبب اختلاف حرب 1994م ومن نتائجها تدمير القوة الجنوبية وتسريح جيشه والحقيقة واضحة وليس من المعقول أن القيادة لا تدرك أن المستفيدين من هذه المهمة هي تلك الأطراف الخارجية الذي ظل هذا الجيش بأفكاره الثورة يهدهم فترة من الزمن:-
وأما المهمة الثانية في هذه الأجندة والمتمثلة بالتسليم المفرط للقوى الأجنبية والإقليمية للمواقع الإستراتيجية في الجنوب ابتدأً بخليج عدن وباب المندب والسواحل الممتدة من باب المندب إلى بداية خليج عمان مع الجزر كاملة وهذه المهمة لا جدال حولها قد أتت ضمن أجندة الحرب وهذا الذي كانت تسعى له هذه الدول من سابق:-
وأخيراً سنأتي لمعرفة ما إذا كان وراء فتح مجال النهب وتدمير البنية البيئة الاقتصادية في الجنوب التي كانت قد وصلت لتغطية جزء كبير من الاستهلاك الضروري في الصناعات ومنها في مجال الزراعة وصيد وتعليب الأسماك وإذا نظرنا لدور هذه المؤسسات العامة من حيث أنها استطاعت تعيش عشرات الآلاف م اُسر العاملين فيها والمستفيدين منها ومثلها ما حدث للتعاونيات الأهلية التي حدث لها نهب وتدمير والحقيقة في سبب ما حدث لو أضفنا لها عمليات كلاً من تجميد وتسريح وتفرير قيادات وضباط وأفراد القوات المسلحة والأمن الجنوبيين وحرمان خريجين الجامعات والمعاهد المتوسطة من التوظيف بالإدارة الحكومية وغيرها من الحرمان نجدها إجراءات لغرض سياسية التجويع للشعب الجنوبي وهي واحدة من ضمن سياسات رسمتها القيادات الشمالية لإذلال الجنوبيين وقتل الحماس الثوري لمحو هيبته وموروثه الذي توارثه أجيال بعد أجيال لكثرة نضالاتهم ضد الغزاة الطامعين بموقع عدن وخصوبة وديان الجنوب :-
ومن هذا نجد التحليل نجد هذا الإجراء ليس بدافع وطني وإنما لدافع خارجي