أصدر المرصد الجنوبي لحقوق الإنسان "ساهر" بيان إدانة تفصيليا ضد للانتهاكات التي طالت صحيفة عدن الغد ورئيس تحريرها السيد فتحي بن لزرق محملا كامل المسئولية السلطات اليمنية على ما وصفه "الفعل غير القانوني". وقال ساهر من مقره في العاصمة السويسرية (برن) في بيان صادر عنه اليوم الأحد أن المرصد الجنوبي يرى في الاعتداءات على حرية الصحافة ورجالها جرائم تمس بحرية الرأي والتعبير، تلك الحرية التي تعتبر مرتكز أساسي للحياة الديمقراطية، وهي محمية من قبل المجتمع الدولي ومنظماته الحقوقية. مطالبا " الحكومة اليمنية بالكف عن تلك الاعتداءات والقبض على من يقف خلفها ومحاكمتهم، وتعويض ضحاياها التعويض العادل". واعتبر ساهر هذه الانتهاكات تعكس ضيق السلطات اليمنية بالإعلام والصحافة الجنوبية التي تتبنى انتقاد سياسات السلطات وإجراءاتها بحق الجنوبيين، وتغطيتها للفعاليات الشعبية التي يتبناها الحراك الجنوبي، وإن استهداف الصحافة و الصحفيين في الجنوب، يكشف زيف الادعاءات حول أن المرحلة الحالية الانتقالية تؤسس لقيام دولة الديمقراطية والقانون واحترام حقوق الإنسان. وأكد ساهر بأن حق الحرية والتعبير حق أساسي يظهر في عدد من الاتفاقيات الدولية. حيث تنص المادة 19 في العهد الدولي للحقوق المدنية ، على انه لكل إنسان حق في حرية التعبير، ويشمل هذا الحق حريته في التماس مختلف ضروب المعلومات والأفكار وتلقيها ونقلها إلى آخرين دونما اعتبار للحدود، سواء على شكل مكتوب أو مطبوع أو في قالب فني أو بأية وسيلة أخرى يختارها. وكانت السلطات اليمنية قد أمرت أمس السبت بإيقاف طباعة الصحيفة الجنوبية الشهيرة "عدن الغد" وهددت باعتقال رئيس تحريرها "فتحي بن لزرق" ، الأمر الذي أثار حالة غضب شديدة وردود أفعال مستهجنة من قبل عدد من القوى والنخب السياسية ومنظمات المجتمع المدني والقيادات السياسية للحراك الجنوبي والمواطنين الجنوبيين ، الذين رأوا بهذه الممارسات تجسيد لعهد القمع الذي تعرضت له صحيفة الأيام وناشريها إبان عهد الرئيس السابق علي عبد الله صالح. نص البيان الكامل بيان إدانة واستنكار حول الانتهاكات التي تتعرض لها صحيفة "عدن الغد"
المرصد الجنوبي لحقوق الإنسان (ساهر) يهديكم تحياته ويعرب لكم عن إدانته واستنكاره لما تتعرض له صحيفة "عدن الغد" من انتهاك في وقف إصدارها وطباعتها، وما يتعرض له رئيس تحريرها السيد فتحي بن لزرق من مضايقات وتهديد بالقتل من قبل قوات السلطات اليمنية.
فقد أصدرت السلطات اليمنية مساء يوم السبت 22.02.2014 أمرا يقضي بمنع صدور صحيفة "عدن الغد" الورقية الصادرة من عدن، حيث أبلغت إدارة مؤسسة 14 أكتوبر للصحافة والطباعة والنشر هيئة الصحيفة بوقف طباعتها في المؤسسة. وأوعزت ذلك لتوجيهات عليا من السلطات اليمنية التي بررت ذلك بقيام الصحيفة بنشر وقائع القتل والجرح التي يتعرض لها أبناء الجنوب وأخبار فعالياتهم السلمية والتي كانت أخرها أعمال القتل في عدن يومي ال 20 – 21 فبراير 2014 . وقد جاء قرار إيقاف صحيفة "عدن الغد" بعد ساعات فقط من تعرض رئيس تحريرها فتحي بن لزرق صباح السبت 22.02.204 لاعتداء غاشم من قبل أفراد شرطة النجدة في مدينة عدن. وقد تكررت عمليات المضايقة للصحيفة وتوزيعها، حيث تعرضت سيارة توزيع الصحيفة للمطاردة لأكثر من مرة من قبل مسلحين مجهولين يوقفونها ويهددون من بداخلها بالقتل، كونهم ينتمون إلى طاقم صحيفة "عدن الغد" التي وصفوها بالانفصالية. وتعرض أيضا الصحفي فتحي بن لزرق رئيس تحرير صحيفة وموقع " عدن الغد " لتهديدات بالقتل، كونه يساند ويدعم الحركة الوطنية الجنوبية. كما داهمت قوات الأمن المركزي المحتجين المتضامنين مع الصحيفة أمام بوابة مؤسسة 14 أكتوبر، وقامت بالاعتداء على عدد منهم وحطمت كاميرا مصور الصحيفة "نبيل القعيطي". وان السلطات اليمنية تقدم على ذلك بهدف التعتيم الإعلامي لفعاليات الحراك الجنوبي وعلى ما يحدث في الجنوب من جرائم ترتكب في حق أبناءه، لأن عمل الصحيفة مرتبط أساسا بحرية الصحافة وحرية التعبير، وهي حقوق دستورية لا يمكن التلاعب بها وانتزاعها تحت أي مبرر وفي أي ظرف.
إن الصحافة ورجالها وأصحاب الفكر والرأي في جنوباليمن قد تعرضوا للعديد من الانتهاكات، حيث تم اعتقال العديد منهم وتم تعذيبهم، وتعرض آخرين للمحاكمة والملاحقة، وتم تهديد البعض منهم، وتم إغلاق عدد من الصحف و تمت مصادرة أعداد من إصداراتها. كما أن العديد من المواقع الإلكترونية هي الأخرى محل منع ورقابة ، يتعرض محرريها للعديد من الامتهان والملاحقة والتهديد. كل ذلك يعكس ضيق السلطات اليمنية بالإعلام والصحافة الجنوبية التي تتبنى انتقاد سياسات السلطات وإجراءاتها بحق الجنوبيين، وتغطيتها للفعاليات الشعبية التي يتبناها الحراك الجنوبي. وإن استهداف الصحافة و الصحفيين في الجنوب، يكشف زيف الادعاءات حول أن المرحلة الحالية الانتقالية تؤسس لقيام دولة الديمقراطية والقانون واحترام حقوق الإنسان.
وانطلاقا من ذلك فإن المرصد الجنوبي ساهر، يؤكد على ما يلي: أولا: استنكاره الشديد لوقف إصدار وطباعة صحيفة "عدن الغد" والاعتداء على صحفييها. ثانيا: نحمل المسئولية الكاملة لسلطات النظام اليمني عل هذا الفعل الغير قانوني. ثالثا: ندعو الحكومة اليمنية إلى حماية الصحافة والصحفيين أثناء تأديتهم لمهنتهم الصحفية. رابعا: نطالب الحكومة اليمنية بالتراجع عن قرارها بمنع طباعة وإصدار صحيفة "عدن الغد" كون ذلك يتنافى مع الحق الدستوري وحرية الصحافة في اليمن.
إن المرصد الجنوبي يرى في الاعتداءات على حرية الصحافة ورجالها جرائم تمس بحرية الرأي والتعبير، تلك الحرية التي تعتبر مرتكز أساسيي للحياة الديمقراطية، وهي محمية من قبل المجتمع الدولي ومنظماته الحقوقية. ويطالب المرصد الجنوبي الحكومة اليمنية بالكف عن تلك الاعتداءات والقبض على من يقف خلفها ومحاكمتهم، وتعويض ضحاياها التعويض العادل.
يتوجه المرصد الجنوبي بهذه الإدانة إلى المنظمات الدولية الحقوقية، ويطالبها بالإدانة والاستنكار لهذا الفعل، وبالضغط على السلطات اليمنية لوقف قرارها منع إصدار صحيفة "عدن الغد" والكف عن التهديدات والمضايقات لطاقمها، حيث يعتبر المرصد هذه الأعمال غير قانونيه و تتنافى مع الأعراف والقوانين الدولية، حيث ان الحق في حرية الرأي والتعبير حق أساسي يظهر في عدد من الاتفاقيات الدولية. وتعتبر المادة 19 في العهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية الإطار الدولي الأساسي الذي يقنن هذا الحق. وتنص المادة 19 على انه لكل إنسان حق في حرية التعبير، ويشمل هذا الحق حريته في التماس مختلف ضروب المعلومات والأفكار وتلقيها ونقلها إلى آخرين دونما اعتبار للحدود، سواء على شكل مكتوب أو مطبوع أو في قالب فني أو بأية وسيلة أخرى يختارها.
المرصد الجنوبي لحقوق الإنسان (ساهر) برن – سويسرا، 23.02.2014
