إذا كنا نريد حل مشاكلنا علينا تشخيصها والاعتراف بها ومواجهتها لا الهروب منها او محاولة الالتفاف والقفز عليها وتبادل الاتهامات والانتظار من في الداخل ينتظرون تحرك من في الخارج وحملهم المسؤولية ومن في الخارج ينتظرون حركة الداخل نحن نعاني من اشكالين في المسارين الثوري والسياسي الإشكال الأول الانقسامات في الثورة وكثرة القيادات وانعدام المنظومة القيادية وهذا الانقسام هو السبب في إعاقة المسارين معاً وعدم الاعتراف الدولي والإقليمي بنا او التعامل معنا ولإشكال الثاني شتات الشخصيات السياسية في الخارج التي كان يعول عليها توحيد الداخل والخارج وتدوير العجل بالشكل الصحيح . ولكي نكون منصفين علينا ان نحمل مسؤولية مشاكل الداخل قيادات الداخل ونزلمهم بمواجهة وحل مشاكل الداخل وإنها الانقسام وإعادة اللحمة الثورية فلو استطعنا ان نتوحد في الداخل ونشكل منظومة قيادية ثورية موحدة ستحتل كل المشاكل وتتوحد الشخصيات السياسية في الخارج راضية أو مرغمة لأن وحدة الثورة سيضعهم بين خيارين اما التوحد او إسقاط شرعيتهم وإيجاد البديل عنهم الذي سيتولى مهمة نقل صوت الداخل الى الخارج وتأجيج القضية في المحافل الدولية أما إذا استمرينا بهذا الحال المشتت وحالة الانتظار وكيل التهم التي نعيشها فلن نستطيع التحرك ولا يحق لنا محاسبة من في الخارج ولا نقدر ان نوجد حامل سياسي بديل إطلاقاً !
التيارات الثورية تنتظر وحدة الشخصيات التاريخية من اجل توحيد الثورة ويحملونهم مسؤولية شتاتنا والشخصيات في الخارج ينتظرون توحد الثورة في الداخل كي يستطيعون ان يتحركون في الخارج وللعلم ان بتسمية الشخصيات السياسية بالقيادات ليس حبا فيهم ولكن كي نرمي عليهم كل الإخفاقات الثورية لكونهم كانوا يقودون دولة الجنوب ونحن ندرك جيداً انهم لم يعودوا يقودن شيء لأننا لم نعد نمتلك دوله وإنما نمتلك شارع ثوري والقيادات الحقيقية في الوقت الراهن هي التي تقود الثورة في الداخل أما الشخصيات السياسية هي همزة الوصل بين الشارع الجنوبي والمجتمع الدولي بحكم علاقاتهم السياسية والدبلوماسية وخبراتهم السابقة وليسوا قيادات يقودن .
اما المرحلة الثانية من المشكلة والتشخيص الحقيقي لأسباب الانقسام الثوري الحاد في حال أردنا الوقوف صادقين وجادين للعلاج فهوا يكمن بين رموز النظام القبلي من مشايخ وسلاطين ووجهاء من جهة وبين أصحاب النظام الاشتراكي من جهة أخرى وكله على مستقبل الجنوب وخوف منه تسابق على السيطرة على المستقبل من الآن وخوف من سيطرة الآخر ولو اتفق الطرفين على قواسم مشتركة او تم تقديم رؤيه جنوبيه خالصه وواضحة يتحدد فيها مستقبل الجنوب جنوب جديد يحتوي الجميع ويضمن الجميع ويؤمن الجميع لا يحمل خوف لأي شخص او تيار او فكر او يميز طرف على اخر .
بمعنى اخر لابد من ايجاد رؤية واضحة لمستقبل الجنوب ك وطن شعبوي لكل الشعب وليس وطن نخبوي او حزبوي او فكري او طائفي وطن للجميع يتسع الجميع وينتصر للجميع ويأمن الجميع من الجميع ولا خوف على اي طرف من آخر اما اذا ضل المستقبل مجهول والثقة معدومة والخوف من الآخر سائد واستمرينا بالعشوائية والأنانية فعلى الدنيا السلام .