عندما نشير الى القبيلة اليوم ليست القبيلة التقليدية التي شاهدنها في العصور السابقه القبيلة اليوم تشكل مكون استراتيجي هام في كل مجريات الامور السياسية والاقتصادية والتجارية ولها تواجدها في كل مرافق السلطة المدنية والعسكرية والأمنية وحتى في الحياة المدنية وأيضا على مستوى الاحداث التي حصلت في الحصبة او مع جماعة انصار الله الحوثية الاخيرة في مناطق التوتر . تلك الاحداث التي اثرت سلبا على مكانتها في الواقع المعاش وبرغم السقوط المفاجئ في منطقة عمران إلا انها اصبحت رقم مهم في ادارة الحالة والصراعات في اليمن بما فيها الشأن الخارجي والداخلي وهي تحاول على مدى التاريخ اليمني المعاصر بان تخوض كل خطوات تخطوها بدقة حسابية دقيقة ومتقنة وهي ايضا لديها الاموال الطائلة والرجال القبليين العقائديين ذات الانتماء الذين من خلالهم تحمي مصالحها العامة والخاصة في ربوع اليمن الشمالي كله وفرضت وجودها بقوة حيث افقدت دور الدولة او الحكومة وهي تتقاسم الحضور و الادوار بل تسيطر على كثير من الحالات داخل الشركات النفطية والمؤسسات الحكومية و كذالك لا تضع في مقدمة حساباتها لأي جهة كانت أي حساب وهي تمارس دورها الطبيعي داخل اليمن ذلك الدور الطبيعي تجاريا وسياسيا وقبليا وعسكريا وان كان لموقفها الصامت من المبادرة الخليجية بعد التوافقات التي تمت إلا انها اثارت بعض الشكوك و التوجسات من تشكيلة عناصر الحوار الوطني الذي لم يكن مقنعا لها ولا ينسجم مع توجهاتها القبلية وألا الدينية كحزب الاصلاح الذي دخل الى السلطة عن طريق الخط الاخر احزاب اللقاء المشترك وتنسيق سياسي وأيدلوجي تم ترتيبة مسبقا لهذه الخطوة ومشاركا في الحوار الوطني من عناصرها التي حظيت بقرار الرئيس هادي وكانوا يشكلوا نسبه هامة في الحوار الوطني وهيئة رئاستها.
ايضا كان للقبيلة موقف مخالف لكل مخرجات الحوار ونشبت بعض الخلافات مع مندوب الامين العام جمال بن عمرو مبعوثه الخاص الى اليمن ولكن كان الموقف الاممي ومجلس الامن واضح وصريح تجاه كل الفرقاء ومتوافقا مع العمل السلمي لنقل السلطة وان شاب نقلها كثير من التعثرات السياسية والعسكرية والامنيه وفقا لما نصت عليه المبادرة الخليجية وقد صدرت عدة قرارات اممية تطالب كل القوى المتصارعة في اليمن الامتثال لمخرجات الحوار الوطني برغم كل وجهات النظر التي تقدمت بها كل الاحزاب الرسميه والمستقلة وبعض القوى التي شاركت في الحوار كلا بحسب توجهاته وأهدافه الحزبية وان كان لها وجهة نظرها في هذا الطرح على المستوى الحزبي او الديني او القبلي و لم يكن هذا من فراع ولكن من خلال موقعها الذي ذكرناه سلفا القبيلة في اليمن اصبحت رقم صعب واقتلاعه او شطبه من المعادلة السياسية او الاقتصادية اصعب فالمفاوضات والحوار بالطرق السلمية يمكن ان تحقق بعض التقدم في بعض التوجهات والمسارات مع القبيلة ومن معها.
اليمن اليوم لا يتحمل اكثر مما قد تحمله والظروف والمطبات المحيطة بالمنطقة تفرض اسباب الحرص والخوف على المصالح الحيوية لليمن والجيران والعالم في وقت واحد لان الدخول في صراعات مع التخلف الفكري والعلمي لدى هذه الجماعات لن يؤدي الى انفراجات في العمل الاصلاحي لليمن ولن يحقق أي تقدم للعملية السلمية في تداول السلطة لان التركيبة والموروث التأريخي لا يساعد ولا يسمح بإدارة الازمات والأوضاع نحو التقدم ولو لخطوة واحدة ان لم تكون القبيلة وسط هذا الحل والطوائف الاخرى ومن هذا المنطلق ومن اجل مصلحة اليمن شمالا وجنوبا يتوجب على القوى الحية والوطنية والقومية من المثقفين والمتخصصين والسياسيين والاقتصاديين والعسكريين والاستراتيجيين فتح باب الحوار مع تلك القوى التقليدية قبليا وطائفيا و التي فرضها التأريخ المعاصر في التأريخ القديم والحديث في اليمن استباقا حتى لا يتفجر الوضع العام ويضرب الفأس في الرأس ويخسر اليمن شمالا وجنوبا موقعه الاستراتيجي وليس هناك أي حلول سوف تنقذ اليمن من ازماته ورطته الا بدولتين منفصلتين دولة جنوبية وعاصمتها عدن واخرى وعاصمتها صنعاء وتعود الامور الى ما كانت عليه قبل عام 90م
اما اذا استمرت الاوضاع على هذا النمط القتل والتقطع وضرب ابراج الكهرباء وتفجير انبوب النفط ونهب الثروات وكسر المعنويات وطمس الهويات والاستيلاء على الارض واللعب بقضايا الناس هنا من حق مجلس الامن ان يضرب بعصاه الغليظة كل من تسول له نفسه عرقلة العملية السياسية في الشمال او في الجنوب و على اسس عودة الحقوق المشروعة لكل شطر والعودة بالامور الى وضعها الطبيعي قبل عام 90م
اما الانحياز او الكيل بمكيالين في اتجاه واحد هذا سوف يشعل المنطقه كلها وقد تصل الرياح الى مناطق النفوذ والمصالح المشتركه في منطقة الخليج والجزيرة العربية والى مصالح الدول المستفيدة من الموقع الاستراتيجي الهام في الجنوب وبرغم حضور القبيلة والطائفة وقوتها على ارض الواقع لكن اذا تطورت الامور ووصلت الحالة الى مواجه مع العالم لن تقدر على مواجهة القوى العظماء ومجلس الامن بعد ان وضع اليمن تحت مظلة البند السابع وقرار مجلس الامن 2140 هنا يتطلب من القبيلة وأحزابها وكل مكوناتها التفكير جيدا والقبول بالحوارات السلمية هنا سوف تحظى باحترام وتقدير الشعب في الشمال وفي الجنوب وستظل تحافظ على دورها الريادي في اوساط المجتمع ......