يصادف يوم السبت الموافق 8/مارس/2014م اليوم العالمي للمرأة الذي تحتفل به جميع دول العالم للتذكير بحقوق المرأة وأهمية تحقيق العدالة والمساواة بين جميع أبناء البشر دون أي تمييز بسبب الجنس. والذي تم اعتماد الثامن من مارس من كل عام يوم المرأة العالمي بقرار من الاممالمتحدة.
فليس معنى ان يكون الإنسان انثى يكون ناقص عن الإنسان الذكر فالجميع متساوون في الحقوق والواجبات لان الجميع بشر .
فجميع الأديان السماوية نادت وشرعت على أساس المساواة بين جميع البشر دون تمييز بسبب الجنس فاليهودية والنصرانية والاسلام جميعها نادت وشرعت وأسست لتحقيق العدالة والمساواة بين الجميع .
المرأة يسخر البعض منها باعتبارها ضعيفة وعاطفية ويعتبرها نقطة ضعف للمرأة ولا يعرف ان العاطفة هي نقطة قوة وان تسامح المرأة وقبولها بالتنازل في مقابل عنجهية الطرف الاخر ليس ضعف بل تسامح .
نعم المرأة تتسامح وبشكل كبير الى حد الضعف وهو ليس ضعف هو قوه لمن يقدر التسامح .
قد تكون حل جميع مشاكل العالم ومنها وطني الحبيب اليمن السعيد هو بالتسامح والحب الذي تعتبر من اهم غرائز المرأة.
لو فكرنا لفترة في مشاكلنا كما تفكر النساء بقلوبنا لا بعقولنا لقدم الجميع التنازلات للطرف الاخر ليس لضعف وانما للتسامح .
نعم استعمال العقل دائما في مشاكلنا وقصر حلولها بالعقل يؤدي غالباً الى التصادم ولكن لو فكرنا بقلوبنا النابعة بالحب لدى جميع البشر نعم جميع البشر زرع الله في قلوبهم الحب حتى اقسى واعنف البشر لديه في قلبة حب كبير لكن يوقف استعماله لصالح عقلة الذي عادة يكون العقل انتهازي يريد ان يكون كل شيء لصالحة ويرفض التنازل بعكس القلب الذي يتنازل من اجل التسامح والحب لجميع البشر.
لو فكرنا في حل مشاكلنا بقلوبنا لأوجدنا نقاط التقاء وحب بين جميع الاطراف السياسية والاجتماعية وتركنا نقاط الخلاف جانبا وحلينا مشاكلنا دون أي صعوبة تذكر.
نعم المرأة عندما تفكر بقلبها تكون على حق ويكون الاخر خاطئ غالباً لأن القلب اصدق من العقل . المرأة هي الأم من لا يحب أمة ليس له قلب . المرأة هي الأخت من لا يحب اخته ليس لديه كرامة. المرأة هي الزوجة من لا يحب زوجته لا يعرف الحب. وفي وطننا الحبيب دخلت المرأة في نفق مظلم ادى الى تراجع كبير في دور المرأة في المجتمع والتنمية مما عطل نصف المجتمع في البناء والتنمية .
ويرجع اهم اسباب تراجع دور المرأة في وطننا الحبيب اليمن السعيد الى عدم معرفة المرأة لما هو المطلوب تحقيقه من حقوق للمرأة وما هي اولويات تلك الحقوق لتحقيقها وكذلك عدم وجود وعي ونظرة واسعة وواقعية للمرأة لحقوقها المشروعة والذي لاتتعارض مع الشريعة الاسلامية .
فكما يتذكر الجميع السجالات المتعددة بين القيادات النسوية وبين رجال الدين في اليمن بسبب بعض التفاصيل الذي أدت الى جعل حقوق المرأة المشروعة محل اختلاف ونقاش وكل طرف يشد من جهته فضاعت المرأة وضاعت حقوقها.
فحقوق المرأة في اليمن قضية انسانية بامتياز وقضية ناجحة لكن وللأسف أقول انه في بعض الأوقات تكون القضية ناجحة ولكن المحامي فاشل .
وبمناسبة اليوم العالمي للمرأة امل من الجميع دراسة اسباب تراجع حقوق ودور المرأة في اليمن وإعادة النظر في الأسلوب والآليات المتبعة من قبل القيادات النسوية في الانتصار لقضيتهن المشروعة .
والخروج بقضية دور وحقوق المرأة في اليمن من دائرة الخلاف والصراع الى دائرة الاتفاق والتوافق ولايكون ذلك الا بالاتفاق على اولويات الحقوق واعداد خطط واقعية توافقية لتحقيق تلك الحقوق ويكون يوم الثامن من مارس من كل عام هو يوم التقييم لما تم إنجازه من حقوق للمرأة وبما يعزز من دورها في المجتمع .
واطرح هنا بعض القضايا الشائكة في اليمن بخصوص حقوق المرأة ودورها في المجتمع اليمني والذي تغيب عن خاطر معظم القيادات النسوية :
1- تعزيز حجم مشاركة المرأة في سلطات الدولة. يعتبر تعزيز دور المرأة في سلطات الدولة الثلاث( تشريعية –تنفيذية – قضائية ) من اهم الاولويات لتحقيق المرأة لحقوقها المشروعة فالإيمان بالشراكة الحقيقية للمرأة في المجتمع باعتبارها تمثل احد جناحي المجتمع في مقابل الجناح الاخر وهم الذكور و الذي لا تستطيع الحياه الاستمرار الا باكتمال جناحي المجتمع وقيام كل جناح بدورة المفترض على اكمل وجه واي خلل في أي جناح سيؤدي الى سقوط المجتمع وتعطيله.
وحيث يمر وطننا الحبيب بمرحلة تغييريه شاملة لكامل المنظومة بكامل سلطات الدولة .
والذي جاءت مخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل لتعزز من حقوق المرأة والاعتراف بوجود قصور كبير وتراجع لدورها السياسي
وكانت من اهم مخرجات الحوار الوطني هو التوافق على منح المرأة كوتا نسائية الثلث في كل سلطات الدولة فالبرلمان القادم سيكون ثلث اعضاءه نساء .
وهذا سيؤدي الى قفزة كبيرة للمرأة واشراك كبير وملموس للمرأة في السلطة التشريعية التي تعتبر من اهم سلطات الدولة والذي يستوجب على القيادات النسوية السعي الى ايجاد توافق مجتمعي لتحقيق ذلك وازالة أي تخوفات لدى أي طرف في المجتمع لتحقيق ذلك الهدف المنشود .
2- حرمان النساء من التعليم: يعتبر تفشي الأمية والحرمان من التعليم في اليمن من اهم معيقات التنمية في اليمن والذي يعتبر نصيب المرأة من الامية كبير جداً بسبب عدم وجود أي دراسات حقيقية وواقعية لأسباب تفشي الامية وحرمان المرأة من التعليم في اليمن ومعالجة تلك الاسباب لتحقيق الهدف المنشود وهو تعليم المرأة في اليمن والقضاء على الامية في اوساط النساء في اليمن .
وعدم الانشغال بمواضيع واهداف اخرى لا تتوافق مع الهدف العام وهو تعليم المرأة .
وبنظرة محدودة لأسباب تفشي الامية في اليمن يرجع اهم الاسباب الى عدم وجود مدارس حكومية خاصة بالنساء فقط حيث تحجم كثير من الأسر عن الدفع بالنساء في التعليم بحجة الاختلاط وعدم وجود مدارس خاصة بالنساء وخاصة في الارياف الذي يتركز فيه العدد الكبير من حجم السكان مما يجعل ذلك مبرر لحرمان المرآة من التعليم .
وهنا يستوجب ان يتم ازالة ذلك المبرر بإعادة النظر في الية التعليم في اليمن بشكل عام والارياف بشكل خاص عبر تحقيق هدف استراتيجي بان يتم انشاء مدارس خاصة بالطالبات في جميع انحاء اليمن في المدن والارياف بكوادر نسائية كاملة وبما يزيل مبرر الاختلاط الذي يمنع التحاق النساء بالتعليم.
لكن وبسبب الظروف الصعبة التي تمر بها اليمن والذي تجعل من الصعوبة انشاء مدارس في جميع انحاء اليمن خاصة بالطالبات وبكوادر نسائية كاملة فاقترح ان يتم اعادة النظر في الية التعليم في اليمن والاستفادة من مباني المدارس الموجودة لتعليم الطالبات بشكل مستقل عن الطلاب الذكور .
وذلك بان يتم العمل في جميع المدارس في الجمهورية بنظام الفترتين بحيث يتم تقسيم اليوم الدراسي الى نصفين القسم الاول من الصباح الى الظهر والقسم الثاني من بعد الظهر الى قبل الغروب .
ويكون القسم الاول للطالبات فقط في جميع المدارس من الصباح الى الظهر ثم يكون القسم الثاني من بعد الظهر الى المغرب للطلاب الذكور .
وبحيث يتم اعادة توزيع المعلمين والمعلمات على الفترتين فيكون المدرسات الاناث يعملن في القسم الاول لتعليم الطالبات والمدرسين الذكور يعملون في القسم الثاني لتعليم الطلاب الذكور ويكون ذلك بشكل مؤقت حتى يتم انشاء مدارس خاصة بالطالبات .
3- حرمان النساء من حقوقهن الشرعية في المواريث: يعتبر الحق في الميراث من اهم الحقوق الانسانية لجميع المجتمع . ولكن يتزايد في المجتمع اليمني وبشكل كبير ظاهرة حرمان المرأة من الميراث بحيث اصبح اعطاء المرأة نصيبه في المواريث امر شاذ وغريب والامر الطبيعي ان يتم حرمان المرأة من الميراث لصالح الذكور لانقول فقط حرمان جزئي من الميراث بل حرمان كامل بحيث اصبح من الصعوبة ان تحصل المرأة على أي نصيب في الميراث ولاحتى واحد في المائة من التركة .
وبالرغم من ان الاسلام نص في نصوص قرآنية على حق المرأة في الميراث فأعطاها نصف نصيب الرجل ان كانت زوجه او ام او جده او ابنه او اخت وأكد القران ذلك في نصوص قرآنية صريحة.
وجاء اعطاء المرأة نصف نصيب الرجل لان الاسلام اوجب على الرجل ان يقوم بدفع كامل مصاريف واحتياجات المرأة طوال فترة حياتها ففي بيت والدها فوالدها واجب علية دفع مصاريف وتكاليف المعيشة لابنته وان توفاه الله فالواجب على أخوتها او الاقربين لها وبعد زواجها اوجب الاسلام على الرجل دفع مصاريف وتكاليف المعيشة للمرأة كاملة دون انتقاص وعند الشيخوخة اوجب الاسلام على الابناء دفع مصاريف وتكاليف معيشة والدتهم .
وبحيث يكون نصيب المرأة في الميراث النصف من نصيب الرجل لان نصيبها تضعه في البنك او تقوم بادخاره لشراء اشياء كمالية ولايجب عليها دفع ريال مقابل مصاريف وتكاليف المعيشة الواجبة على الرجل .
ولكن في الواقع يتم حرمان المرأة من نصيبها الشرعي في الميراث وكم تعج أروقة المحاكم بقضايا لها سنين بخصوص قضايا المواريث وخاصة حقوق النساء وحرمانهن من المواريث بل يكون هناك أضعاف ذلك العدد من القضايا المنظورة أمام المحاكم قضايا حرمان للنساء من الميراث لم تستطيع النساء رفع قضايا لأسباب اجتماعية ولضعف مقابل قوة الطرف الآخر.
والذي كان من المفترض ان تقوم القيادات والناشطات النسوية بإعداد وتنفيذ دراسات وحملات مناصرة لتمكين النساء من حقوقهن في الميراث الشرعي وفتح خطوط ساخنة في جميع أنحاء اليمن لاستقبال شكاوي النساء المحرومات من الميراث ويتم تشكيل شبكة قانونية لمتابعة رفع قضايا ضد من اعتدوا على نصيب النساء من المواريث .
وبما يعطي للمرأة حقوقها الشرعية. وفي الأخير : آمل من الجميع الاتفاق والتوافق على ان المرأة نصف المجتمع وان لها حقوق يجب ان تمنح دون مساومة وان يتم الاعتراف بدورها في التطور والتنمية وان اهم معيقات التنمية في اليمن هو تعطيل نصف المجتمع وهو المرأة وان تعطى المرأة نصيبها وحقوقها الشرعية دون انتقاص حقها في التعليم وإزالة أي عوائق تعيقها وحقها في المشاركة السياسية والتمكين السياسي بإعطائها كوتا نسائية لا تقل عن الثلث وحقوقها الشرعية في الميراث دون تلاعب او انتقاص. فالمرأة هي الأم والأخت والزوجة وهي قبل هذا كله هي الإنسان.