فهمي عبدالملك هو منهدس من أبناء عدن استقر في محافظة إب مطلع التسعينيات وهو بالمناسبة أشهر مهندس سيارات مرسيدس بإب. قبل عشرة شهور كان المنهدس يمارس عمله في إصلاح السيارات بورشته الكائنة في منطقة المثلث مفرق جبلة وبينما كان منهمك في إصلاح احدى السيارات لفت انتباهه سماع أصوات ثائرة تقترب منه كانت تلك هتافات مسيرة مليونية لشباب الثورة تهتف باسقاط النظام.
وبعد دقائق وصلت المسيرة الغاضبة التي انطلقت من ساحة الحرية باتجاه شارع تعز مارة بمثلث المواصلات حيث يعمل فهمي فتحركت مشاعره الثورية وهو ابن عدن الثائرة فتذكر أنه يجب أن يكون واحد من هؤلاء الثوار الذين تركوا محلاتهم ومكاتبهم ليساندوا الثورة. ولأن عليه التزامات فقد أقترب من الشارع القريب من ورشته وأستقبل المسيرة بجسده النحيل وظل يهتف مع الثوار بحماسة رافعاً اشارات النصر كونه كان يدرك ان لا سبيل للقضاء على الفساد إلا باسقاط النظام فاستمر يهتف مع الثوار حتى غادرة المسيرة وعادت المسيرة إلى ساحة الحرية ليعود فهمي ليكمل عمله وهو منتشي بنشوة النصر التي جاءت بعد شهور من اندلاع الثورة. وبينما كان منهك في عمله اقترب منه أحد البلاطجة الذي كان يراقبه منذ استقباله المسيرة وحاول استفزازه بكلمات سيئة وهو ابن عدن التي قهرت الإنجليز... فخرج من تحت السيارة ليرد على البلطجي بابتسامة قائلة: سوف يسقط النظام..., مادام هناك تصميم وإرادة شعبية. يقول فهمي ل"عدن الغد" واستمر الجدال بيننا... فالبلطجي يحلف بحياة علي صالح وبمنجزاته... وفهمي يبتسم بهدوء... إن غداً لناظره لقريب.
وحاول فهمي ان يوضح لذلك البلطجي أن الثورة حظيت بالتفاف شعبي ولا مناص من غضب الجماهير.. فشعر البلطجي بإهانة ساعتها عاد فهمي لإكمال عمله في إصلاح سيارة كان يفحصها فباغته البلطجي وأطلق عليه رصاصة من مسدسه استقرت في مؤخرته أصابت النخاع الشوكي ترتب عليها إصابته بشلل نصفي (كان هذا قبل عشرة شهور).
وكان زملاءه قد ساعدوا بإسعافه إلى احد المستشفيات الاهلية القريبة. وربما أن سوء التشخيص في هذا المستشفى زاد من معاناته حسب مصدر طبي مطلع، ثم نقل إلى مستشفى الثورة بصنعاء. رقد فيه سبعة شهور ثم عاد إلى منزله بمدينة إب جثة لا تتحرك فأصبح طريح الفراش لا يغادر سريره... حتى قضاء الحاجة أصبحت شيء صعب بالنسبة له فحكم القدر أن يفعلها في سريره... وهذه وحدها معاناة قاسية. "مراسل عدن الغد" زار فهمي في مسكنه وهو عبارة عن بدروم في شارع تعز الخلفي يدفع عشرون ألف ريال شهرياً إيجار له ويعيل ثمانية أطفال إلى جانب زوجته ووالدته العجوز.
تقول زوجته أم مصطفى أنها باعت كل ما تملك من مجوهرات وأغراض المنزل لعلاج زوجها. ولم يعد لديهم شيء إلا رحمة الله وفاعلي الخير. مطالبة رئيس الجمهورية، ورئيس الوزراء، ومحافظ إب الوقوف إلى جانبها حتى تتمكن من تعليم أطفالها والاعتناء بزوجها الذي يحتاج إلى سفر للخارج لاستكمال العلاج. فيما والدته التي لا تكف عن البكاء لا تريد سواء إعادة ولدها إلى حالته الطبيعية رفقة بأطفاله. وأخيراً أطلعنا صديقه نجيب أنه حاول التواصل مع اللجنة التنظيمية لساحة الحرية لمساعدته... مؤكداً أنهم رفضوا ذلك كون المنهدس المصاب لديه غريم وعليهم متابعته....؟! للتواصل لفاعلي الخير الرجاء التواصل عى الرقم التالي ت711159918