شبه الاخ عبد الله المرادي ناشط حقوقي من المغتربين اليمنيين في الولاياتالمتحدةالامريكية ان المشهد اليمني بعد ثورة 2011م ، كمن تخلص من علي بابا وترك الاربعين حرامي في اشارة الى بقاء رؤوس الفساد في مفاصل السلطة ما ادى الى ازدياد الوضع الانساني والسياسي سوءا في اليمن . وقال المرادي الذي هاجر في نهايات التسعينات من القرن الماضي بسبب الاوضاع السياسية الصعبة التي تعيشها اليمن إن التسوية السياسية جاءت من اجل احداث تغيير سلمي ايجابي يصب في صالح الوطن والمواطن والخروج باليمن من عنق الزجاجة لا من اجل انقاذ هؤلاء من المساءلة والمحاسبة وافساح المجال لهم للبقاء في السلطة وان تغيرت مسمياتهم ومواقعهم.
واستطرد قائلا : أنه لا يجب تقاسم الوزارات السياسية والخدمية ، على سبيل المثال ان تكون وزارة الدفاع ووزارة العدل والداخلية والخارجية والمالية لا تخضع لتقاسم الحقائب أوان يمتلكها احزاب، وان اضطرت القيادة السياسية بالتعيين بحسب الكفاءات والخبرات، بينما قد يتم التقاسم التوافقي بين الاحزاب في الوزارات الخدمية للتنافس الشريف في خلق ازدهار وتطور الوطن والمواطن، فالوزارات السيادية لا يجب تقاسمها من قبل اطراف او احزاب او جماعات تخدم اجنداتهم التي تفرضها عليهم انتماءاتهم الحزبية والسياسية.
وقال الاخ عبد الله المرادي إن مخرجات الحوار الوطني خطوة ناجحة على الطريق الصحيح، وهذا ما كنا نسعى اليه خلال السنوات الاخيرة من خلال المجالس المحلية واتساع الحكم المحلي وما اتى هذا القرار الا ليفعل هذا الاجراء الايجابي ، حتى يتفرغ كل اقليم لتفقد مشكلاته عن كثب ، فعلى سبيل المثال مدينة تعز منذ قرون خلت وابنائها يعانون من ملوحة المياه التي يتجرعونها غصبا والتي اثرت على حالتهم الصحية ولو ان نظام الاقليم كان في تعز لكان آلية مهمة للإصلاح بالرغم انه لدينا مياه البحر وبدلا من اهدار الاموال في الحلول المؤقتة التي يمكن ان تضع حلولا استراتيجية، مشيرا الى جزيرة سقطرى سابقا والمحافظة حاليا ،حيث كانت في معزل عن المشهد الخدمي اليمني وانما تذكر بموقعها السياحي التي لم تجني منه حتى دولارا واحد بما يعود على ابنائها بالنفع، وما يحدث في محافظة مارب ليس ببعيد عن الاقصاء والتهميش من ابسط الخدمات وصارت كمعسكر ضخ اليه السلاح دون حساب وعقاب وتركت للتناحر و اتهام ابنائها بالعمليات التخريبية ، ولو انه توفر لهم مناخ المنافسة في التجارة والصناعة والزراعة لكان افضل مما سخر لهم.
ومدينة عدن التي كانت ومازالت حاضنة الثقافات والسياحة والتنوع الانساني الذي جاء اليها من كل بقاع العالم ، سلطت عليها فئات معروفة للعامة ومتنفذين انتهكوا اراضيها وضربوا ثقافة المدنية فيها وحولوها الى بؤرة نزاع مناطقي وانتشرت فيها ثقافة المشيخة.
وتطرق الى القضية الجنوبية قائلا " بدايتها كانت قضية انسانية حقوقية عادلة وعندما همشت وانتهكت هذه الحقوق ولدت العداء ليس للفئة المغتصبة وانما لأبناء المحافظات الشمالية عامة مع ان ابناء الشمال جلدوا بنفس سوط الجلاد وعانوا كثيرا من التهميش وانتهاك الحقوق، ونحن نعلم كل العلم ان ابناء المحافظات الجنوبية ينظرون الى الوحدة كالطفل الذي يرجع الى حضن امه وهنا لا نغيب الدور الذي تقوم به القيادة السياسية من الاهتمام بالقضية الجنوبية وبدء الاجراءات العملية الجادة في اعادة هذه الحقوق، ومن هذا المنطلق لن نيأس من ان الخطوات التي تقوم بها القيادة السياسية في لم الشرخ وتضميد الجراح لكل ابناء اليمن بجنوبه وشماله.
ووجه دعوة لكل المنظمات الحقوقية والانسانية والمجتمع المدني وابناء الشعب اليمني بمختلف انتماءاته الحزبية والمذهبية والاجتماعية ان يتكاثفوا من اجل بذل كل الجهود في بوتقة اليمن التي تصب في المصلحة العامة والتي من شأنها الدفع بعجلة التنمية الى الامام ولو ان حلم الالف ميل يبدأ بخطوة.