لماذا التزم الإصلاح الصمت؟ أراد عبدالملك الحوثي وجماعته أن يجعل من دفن حسين الحوثي الأربعاء الفائت بمثابة إعلان عن ميلاد جديد للجماعة المحتفظة بكميات من شتى أنواع الأسلحة ولا تفتأ تستورد منها المزيد والتي حددت حزب الإصلاح عدوا لها.
وكون الجماعة لا تريد أن تنهي صراعات الماضي بينها وبين الدولة وتسير بوضوح نحو مستقبل تحيل فيه الإصلاح إلى عدو تحله محل النظام السابق كغريم مسؤول عن الست الحروب معها، وتستفزه -وكل من يخالفها- ليكون طرفاً في حرب قادمة تُجري عملية الاستعداد لها بشكل يومي، فكأن الإصلاح يشعر بالقلق إزاء ذلك، ومن الطبيعي أن يمتنع عن نعي حسين الحوثي أو المشاركة في مراسيم دفنه، لأنه ينظر إلى المعاني المستقبلية للأمر لا إلى الماضي، تماما كما ينظر الحوثي.
لقد استثار الحدث كثيرا من النشطاء في الفيس بوك، بل والخاملين، وشنوا هجوما عنيفا على الحوثي فكرا وأشخاصا، ووصل الأمر إلى السخرية المباشرة من حسين الحوثي وجماعته، وكانت هذه الحملة على ساحات الفيس بوك أشبه بمسيرة ثورية خرج فيها الجميع بأكثرية إصلاحية، وخرجت كثير من شعاراتها عن السيطرة.
وبفعل طغيان هذه الحملة، إضافة إلى توظيفها واستغلالها من قبل الطرف المستفيد المرتب إعلاميا، بما في ذلك الحوثيين الذين يريدون أن يجعلوا من الإصلاح عدوهم بالقوة.. بفعل كل هذا تحولت الحملة لدى الرأي العام إلى ما يشبه الموقف الرسمي للإصلاح، فيما الإصلاح لم يعترض على تسليم رفات الحوثي أولاً، ولا على مراسيم دفنه ثانياً، وإنما عبر بعض قيادته على صفحاتهم في الفيس بوك عن استهجانهم الوقوف طوابير في مأتم الحوثي فيما عشرات الآلاف من أطفال ضحايا الحروب الست قد تحجرت عيونهم ولم يجدوا من يمسح على رؤوسهم عزاءً أو يربت على أكتافهم مواساة، ما يعني الرفض المبطن للتعامل مع القضايا بانتقائية لصالح طرف دون آخرين، وتقديم الحلول مجزأة بالتقسيط وبما يفقدها صفة الحلول، بل وبما قد يجعل منها إشكاليات جديدة تحتاج إلى حلول.
مقابل ماذا سلم الرئيس رفات الحوثي!؟ لقد كان من الطبيعي والإيجابي أن يقوم الرئيس بتسليم الحوثيين رفات مؤسس الجماعة، وكان الطبيعي -أيضا- أن يجيء هذا الإجراء مفردة من مفردات حل قضية صعدة وإنهاء المشكلة برمتها لا أن يأتي الإجراء كمفردة مستقلة لا تتصل بماضي القضية وحاضرها ومستقبلها.
منذ صعود الرئيس هادي إلى السلطة وحتى اليوم -مرورا بتاريخ قيام الرئيس هادي بتسليم الرفات لجماعة الحوثي لم يتوقف الحوثيون عن الهتاف المطالب بإسقاط النظام، نظام الرئيس هادي. وهنا يمتد سؤال كقتيل ليس له بواكي ولا أحد ينظم له مراسيم دفن: مقابل ماذا سلمهم الرئيس الجثة طالما وهذا التسليم ليس ضمن عملية الحل الشامل لقضية صعدة..؟
الاشتراكي.. المشروع الكبير في ضيافة المشاريع الصغيرة!! الاشتراكي من جانبه لم يقدم العزاء للحوثيين وفق المنطق السياسي للحزب فيما يتعلق بقضية صعدة، أي ذلك المنطق الذي لم يفتأ يردده مع شركائه في المشترك خلال الست الحروب، ومفاده: إدانة حمل الحوثيين السلاح في وجه الدولة (فضلا عن استخدامه ضد المواطنين)، وإدانة معالجة الدولة مشاكلها مع شعبها بقوة السلاح.
وكانت المفردة الأساسية الثانية من مفردات خطاب الحزب وشركائه تتمثل في المطالبة بحل قضية صعدة حلا شاملا مرضيا للجميع: لسيادة الدولة، وللمواطنين من أبناء المحافظة الذي لحقهم الضرر، ولجماعة الحوثيين.
وأصدر الحزب الاشتراكي بيانا مطولا اعتبره رسالة عزائه للحوثيين، وكان سيبدو البيان منطقيا لو أنه تضمن -على سبيل المثال- لغة إنسانية بحتة تعبر عن موقف الحزب إزاء طرف هو بصدد دفن عزيز عليه بغض النظر عن أسباب قتله وحيثيات مقتله.
وكان سيظهر منطقيا أيضا لو أن الحزب أضاف إلى كلمات النعي والعزاء موقفه العام المتسق مع خطابه وخطاب المشترك المشار إليه سابقا بشأن قضية صعدة. لكن بيان الاشتراكي لم يتضمن هذا ولا ذاك، وإنما برر عزاءه في حسين الحوثي بقوله إن حسين وقف مع الحزب الاشتراكي حرب 94م.
وإذن فالحزب الاشتراكي لم يذرف الدمع في مأتم الحوثيين، بل وجد في مأتمهم مناسبة ليبكي نفسه، ولم يعبر عن مظلومية للحوثيين بل وجد في المناسبة مناسبة للتعبير عن مظلوميته هو.
الحزب الاشتراكي الذي بادر بعد حرب 94م لاتخاذ قرار ضد قيادته التي أعلنت الحرب والانفصال في 94م وأنكر صلته بقرار الحرب والانفصال معا، ها هو يتراجع عن موقفه إزاء تلك القيادة (ورد هذا في الصحيفة الناطقة باسمه قبل أسابيع عبر فيها عن اصطفافه مع البيض الذي وصفه بالمناضل.. إلخ)، وها هو في بيان نعيه للحوثي يؤكد أنه كان الطرف الآخر في حرب 94، كحزب اشتراكي لا كشعب الجنوب كما يقول اليوم بعض المنتمين للحراك الانفصالي، أو كما يقول هو في بعض الأحيان.
الحزب الاشتراكي الذي يعد أكثر الأحزاب حديثا عن "المشاريع الصغيرة"، والأكثر شرحا لخطورتها على المشروع الوطني هو ذاته الذي يرسل اليوم رسائل الغزل لهذه المشاريع الصغيرة ويستدر عطفها ورضاها.
والحزب الذي لم يتوقف يوما عن الدعوة لتجاوز الماضي وخلفياته ومآسيه يبدل اليوم خطابه ويعود لتبني حرب 94م والحديث عنها، لا كواحدة من أزمات اليمن التي يجب مواجهتها وحلها حلا عادلا، بل باعتبارها نهاية لتاريخ الوحدة بين الشمال والجنوب إلا أن هذه النهاية لم يكتب لها النهاية!!
الفرز السياسي بعيدا عن أولوية تسييد النظام والقانون لم يخلف نظام علي صالح شخصا ولا طرفا في اليمن إلا وله مظلمة ومظلومية، والحل -عموما- ليس في تمكين مظلوم الماضي ليصبح ظالما في المستقبل، بل يكمن في تطبيق عدالة تنهي الماضي وتلد مستقبلا عادلا للجميع.
وكثيرا ما نسمع هذا الطرح من مختلف القيادات والأطراف السياسية، والكل يعول على قانون العدالة الانتقالية الذي يبدو أنه قد غدا واحدا من أصحاب المظلوميات، أو في طريقه ليغدو كذلك.. كثيرا ما نسمع هذا الطرح من كثير، وهو محل اتفاق، لكن ما لا نكاد نسمعه هو أن الحل الأول الذي يجب التعويل عليه -قبل العدالة الانتقالية- يكمن في تسييد النظام والقانون.
منذ القدم تشبه الأوطان بالسفن، وجرت العادة أن يوصف الرئيس أو الملك بربان السفينة، وهو التشبيه الوارد في الحديث الشريف "مثل القائم على حدود الله والمدهن فيها كمثل قوم استهموا على سفينة في البحر فأصاب بعضهم أعلاها وأصاب بعضهم أسفلها فكان الذين في أسفلها يصعدون فيستقون الماء فيصبون على الذين في أعلاها فقال الذين في أعلاها لا ندعكم تصعدون فتؤذوننا فقال الذين في أسفلها فإنا ننقبها من أسفلها فنستقي فإن أخذوا على أيديهم فمنعوهم نجوا جميعا وإن تركوهم غرقوا جميعا". وهذا الحديث هو مدخل المقال وأساسه.
فالفرضية الواردة في هذا الحديث في صيغة مثال: "كمثل قوم.." هي الفرضية التي أحالها الناس اليوم واقعا ملموسا. لقد تراجع الشعور بالانتماء للوطن والشعب إلى حد مخيف ولصالح شعور بانتماء آخر بالغ الضيق: مناطقيا، حزبيا، قبليا، فئويا، أسريا، مذهبيا.. إلخ.
وعلى أنه ليس معيبا أن يشعر أي فرد بالانتماء المناطقي ولو إلى أصغر قرية، ولا بأي من تلك الانتماءات الأخرى (حزبية، قبلية، أسرية..) بل هو أمر طبيعي وإيجابي، لكنه إيجابي -فقط- عندما يكون شعورا رديفا للانتماء العام للوطن والشعب، أما أن يكون بديلا فهو انحراف في التفكير والشعور ينذر بكارثة.
ولهذا لم ينكر الرسول صلى الله عليه وسلم على أولئك القوم أنهم استهموا السفينة، أي تقاسموها أسهما، بل أنكر على ذلك الذي أحل حقه الخاص أو انتماءه الصغير محل الانتماء الكبير، فأراد أن يتصرف منفردا في حقه بما يخل بالوضع العام، وأنكر على البقية موقفهم السلبي من هذا الشخص إن هم لم يأخذوا على يده حين فعل ذلك، أو أراد أن يفعل ذلك.
تقمع مظاهرة سلمية في تعز فلا تهتز شعرة لسوى المنتمين لهذه المحافظة.. يقتحم منزل وتنتهك حرمة إنسان في الحديدة فلا يتحرك غير أصحاب الحديدة.. تنهب أرضية في عدن فلا يكون لذلك معنى في بقية المحافظات.. يهضم معلم ويتعرض لأبشع أنواع الظلم فلا يبالي به سوى نقابته.. يخطف صحفي أو يعتدى عليه وينتهي الأمر ببيان من نقابة الصحفيين ولا يرى بقية المجتمع وسائر النقابات في الأمر شيئا يعنيها. وكل حزب هو وحده المعني بالدفاع عن أعضائه ولا علاقة له له بما يتعرض له غير المنتمين إليه.. وإلى آخر الأمثلة على هذا المنوال.
ومن المؤسف أن أصبحنا نسمع اليوم تعبيرات من قبيل "كتلة حضرموت في البرلمان، كتلة تعز، كتلة الجنوب، كتلة الحديدة.. إلخ). وإذا كان هذا في البرلمان الذي هو في الأصل كتل حزبية ومستقلون، وغدا الجامع بين كل متكتلين هو المنطقة وحل ذلك محل تمثيلهم لعامة الشعب وكل الوطن، فكيف بالمستويات الأدنى!؟
لم يحقق الشعب اليمني نجاحا في قضية كما فعل حين خرج بثورته السلمية، والتقى في الساحات ابن الساحل وابن الجبل وابن الوادي، المعلم والصحفي والمحامي وكل الفئات المهنية، الرجل والمرأة، القبيلي وغيره، الأبيض والأسود.. لم تغب أي من هذه الانتماءات على امتداد الثورة، فالصحفي ظل صحفيا، والمحامي ظل محاميا، وابن الساحل ظل ساحليا، وابن الصحراء ظل من أهل الصحراء، وإلى آخر هذا، لكن كل هذه الانتماءات كانت متكاملة يكمل بعضها بعضا في إطار الانتماء العام للوطن.
ويستحيل عليه أن يحقق نجاحا ويصل إلى مطلب ما لم يواصل العمل وفق ذات التفكير. ولهذا لم يبن النظام العائلي استراتيجيته يومها على تلميع نفسه في مواجهة الثورة، بل ركز كل جهده على تفتيت الثورة، لعلمه أن تفتيت الساحات وإنهاء هذا الشعور الوطني العام هو وحده الذي سيتكفل له بتدمير الثورة، وبالتالي استمراره في الحكم.
قتل طفل عن طريق الخطأ برصاصة شرطي في مدينة أثينا قبل سنوات، فخرجت اليونان كلها غاضبة، ثم توسعت دائرة الاحتجاجات ووصلت لعدد من العواصم الأوروبية، فماذا يحدث في اليمن اليوم بالمقارنة..؟
لا يعتدى على الصحفي إلا لأنه ينقل الخبر والحقيقة إلى الجميع لا لمجرد أنه صحفي، فالاعتداء عليه هو لمنعه من إيصال الخبر والمعلومة إلى البقية، وإذن فكل البقية هم الهدف من هذا الاعتداء في الحقيقة.
وأي مساس بالمعلم أو المدرسة يستهدف -في حقيقته- الجميع، لأن كلا منا -نحن غير المعلمين- له في المدرسة أخ أو أخت أو ابن أو بنت أو سيكون له ذلك، وحتى إذا لم يكن لأحدنا ذلك فإن مستقبل البلد كله مرهون بالتعليم. وهكذا، وإلى آخر هذه الأمثلة.
ولهذا قرر الله عز وجل (أنه من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا ومن أحياها فكأنما أحيى الناس جميعا).
وما نشهده اليوم من تشرذم وتقسم وتمترس وراء الانتماءات الصغيرة التي حلت بديلا عن الانتماء العام لا رديفا له، إنما هو ناشئ عن ثقافة المحاصصة التي أسسها نظام علي صالح خلال ثلاثة وثلاثين سنة، فضاع النظام والقانون تحت أقدامها.
ويفترض أن لا تتوقف الثورة عند إسقاط النظام، فإسقاط النظام ليس إلا مدخلا لإصلاح الوضع لا هدف بذاته، وأن تستمر الثورة في اتجاه اقتلاع ثقافة التشرذم تحت اللافتات المختلفة، وتعيد جميع هذه الانتماءات الضيقة إلى وضعها الطبيعي كانتماءات متكاملة فيما بينها، وجميعها رديف للانتماء العام للوطن والشعب.
عندما يقوم أي وزير بتسييد النظام في وزارته، ويضمن كل مواطن حقه من هذه الوزارة، فلا يهم أحدا من أبناء اليمن أن يكون هذا الوزير من محافظته أو من غيرها، ولا يكترث أحد للانتماء الحزبي لهذا الوزير وما إذا كان من حزبه أو من غيره، لأن الجميع يمثلهم النظام والقانون لا الشخص. وينسحب هذا على كل مؤسسات الدولة.
ومثلا: في محافظات كالحديدة ولحج وتعز وريمة وأبين كان البعض يصب جام غضبه على صالح وعائلته منتقدا ما يسميه مصادرة "أصحاب مطلع" للثروة والسلطة، لكنهم كانوا -في ذات الوقت- يرفعون صور إبراهيم الحمدي الذي عرفوا في عهده تسييدا للقانون لا يقارن بعهد غيره، خاصة فيما يتصل بحياتهم بشكل مباشر.. ما يعني أنه لا يوجد لدى هؤلاء جميعا أي مشكلة مع "أصحاب مطلع"، لأن المحافظة التي ينتمي إليها صالح الذي ثاروا عليه هي ذاتها المحافظة التي ينتمي إليها إبراهيم الحمدي الذي يهتفون له!!
إنه البحث عن القانون ليس إلا، فهو وحده الجامع بين "مطلع" و"منزل"، وشمال وجنوب، وإسلامي ويساري وليبرالي.. إلخ.
وما يحدث في مستويات السلطة في اليمن منذ سقوط صالح وعائلته ليس إلا تعميقا للانحرافات التي أسسها صالح بهذا الشأن، ولا ينم عن أي توجه نحو إعادة النظام والقانون إلى حاكم بديل لفوضى "النظام السابق" في كل مؤسسة.. بديل يساوي بين الجميع فيرضي الجميع ويشعر كل فرد في اليمن أنه ممثل في هذه المؤسسة، ممثل بالقانون لا بشخص من قريته أو أسرته أو حزبه أو محافظته.. إلخ.
أخيرا: إذا استمر هذا السلوك السلطوي الذي كان هو المقصود النهائي بثورة الشعب، ولم يستجد شيء من المضي نحو تحقيق العدل وتسييد النظام والقانون، فإنه لا مجال للحديث عن حل للقضية الجنوبية، ولا قضية صعدة، ولا قضية أي محافظة وكل محافظة لها قضية وإن لم يكن لأي منها لافتة تسمي بها قضيتها، ولا لحل أي قضية لأي مواطن في اليمن وكل مواطن في اليمن له قضية شخصية ومظلومية خاصة قبل المظلومية العامة!!
على الهامش.. ورقة من تاريخكم!! غدا أردوغان وأحداث تركيا موضوعا يوميا لبعض الصحف والكتاب في اليمن، ليس لشيء إلا لأن مظاهرات خرجت هناك ضد حكم الإسلاميين.
ديمقراطيون وحداثيون لكنهم يشنون هجوما شرسا ضد أردوغان الذي فاز في الانتخابات بالديمقرطية وصعد إلى السلطة عبر صناديق الاقتراع، فيما يصطفون في اليمن مع طامح للسلطة يسعى للوصول إليها عبر صناديق السلاح!!
يشنون هجوماً شرساً على أردوغان لأنه يفكر أنه "سلطان" كما يقولون، لكنهم لا يترددون عن الاصطفاف مع من يزعم أنه "إمام" بالحق الإلهي وإلى قيام الساعة!!
أردوغان يفخر بالسلطان عبدالحميد الذي رفض تسليم بيت المقدس لليهود وخاض ضد الغرب واليهود حربا ضروساً (منها: الحرب العالمية الأولى)، وهم يفخرون بإمامهم بالحق الإلهي "الشريف حسين" الذي كان حينها أميراً للحجاز واصطف في تلك الحرب هو وأئمتهم في اليمن مع اليهود وبريطانيا وأمريكا حتى تمكنوا سوياً من إسقاط الدولة العثمانية وتسليم اليهود بيت المقدس فإقامة دولة إسرائيل!! [email protected]