تتوالى قصص هروب الأبطال " المتميزون" في الرياضة اليمنية ، والابتعاد الى خارج الوطن ، ولا احد ينتفض ليبحث في خلفيات ذلك وما يتحدث عنه هولاء النجوم المغادرون التاركون لأوطانهم تحت ضغط الظروف الصعبة والمعاناة وسؤ المعاملة والإهمال التي يجدونها تفترش في طريقهم وهم يبحثون عن الأفضل في سكة النجومية والألقاب التي يجدون أنفسهم قادرون على تحقيق الكثير منها لو ان هناك من يهتم ويكرس جهده معاهم بعيدا عن النزعات وسؤ الإدارة حيث يتواجدون. في قصة هروب الإبطال وتذمرهم مما يعانوه في أوطانهم " كان المشهد الأخير يختص بنجمي الجودو /محمد الحمزي وعبدالله الذبحاني ، الذين غادرا للمشاركة في فضاء خارجي في ارض التنين الصيني ، ففضلوا عدم العودة لا أسباب تحدثوا عنها ، وتحدثت عنها قيادة اتحاد اللعبة بصورة مغايرة .. وبين ما قاله اللاعبين المتذمرين بحسب سطوره ووفقا تعانيه الرياضة اليمنية برمتها من حال سيء وظروف خاوية .. يبقى ان هناك شي مخيف يتجسد في رحيل كثير من الإبطال وبحثهم من أجواء تسير مهم بخط موازي في اتجاه ما يبحثوا عنه في شبابهم وفترة بقائهم مع اللعبة التي أحبوها وأعطوها الوقت والجهد والمال في كثير من الفترات.
هناك فجوة تسقط في أحلام هولاء وطموحاتهم ، فجوة يغيب فيها الضمير عن كثير ممن يقودون العمل الرياضي في كل المواقع وخصوصا في مواقع إدارة شئون الألعاب عبر الاتحادات الأهلية ، التي اجزم بان كل يتواجدون في قمة اتحاداتها قد جمعوا " ثروات" بأرقام مهولة من خلال مواقعهم وعلى حساب اللعبة وشبابها الذي يجدون أنفسهم في حلقة مفرغة لا تتغير ، ليبقوا تحت وطأة الظرف الصعب وطماع كبار القرار الباحثين عن المزيد على حساب هولاء الإبطال وأمنياتهم.
لن أخوض في جزئيات ما جاءت به قصة هروب بطلي الجودو ، لان هناك كثير من الجزئيات التي أطلقت بلسانهما وبلسان الطرف الأخر " المتهم" من قبلهم اتحاد اللعبة .. لكن يبقى الأمر المهم لن هناك تقصير كبير جدا في حق كثير من منتسبي الألعاب وإبطالها وان لا احد مبالي لتلك الإحداث التي وجدنا فيها هولاء يغادرون ويبتعدون ليمثلوا بعد حين منتخبات أخرى تحت راية إعلام ونشيد مختلف ، ومع ذلك لا احد يبالي ولا يهتم ولا يناقش للوقوف على الخلل .
في قهر الأبطال ، الكثير من الاسىء ، ومعاني قد لا يفهما بعض صناع القرار ، مادام كل شي تحت السيطرة ، والإحداث تتوالى وتنسى هنا في دولة تحكمها قوانين مختلفة ، ليست كالتي في المعمورة .. لهذا فان المجال مفتوح لكثير من المشاهد المشابهة ما ان بقت لدينا رياضة بمفهوم مختلف " مفهوم يمني" لا يعتمد فيه صناع القرار الرياضي سوى المصلحة ثم المصلحة صم المصلحة .. ولا عزاء للإبطال في أوطانا يقهرون فيه على مرئ من الجميع !!
خارج الموضوع
قبل أيام صدر قرار بتعيين نائب لوزير الشباب للرياضة ، وسمي في ذلك الأخ عبدالله بهيان .. ترى أين تكمن الحكمة في ذلك القرار .. هل تجلت الصورة عند المختصين بأن كل مصائب الرياضة وأحوالها تحتاج لذلك القرار .. مبروك بهيان.