انطلاقاً من مكاتبها الإقليمية في دبي، رفعت شركتان عالميّتان الصوت عاليّاً، لتنبيه الناس إلى المخاطر الأمنية على الأجهزة الإلكترونيّة الشخصية، بل دعتا الجمهور الى الانخراط بفعاليّة في حماية تلك الأجهزة، خصوصاً في أمكنة العمل. ووردت تفاصيل هذه الصرخة الأمنيّة في سياق دراسة مشتركة لشركتي «بريتيش تيليكوم» («بي تي» BT) و «سيسكو سيستمز» Cisco Systems عن استخدام الأجهزة الشخصية في العمل. ووفقاً للدراسة، ازداد الطلب على الاتصال بالإنترنت عبر الحزمة العريضة (باند ويدث) في 84 في المائة من المؤسسات عالميّاً (78 في المئة في الإمارات) نتيجة الإقبال المتزايد على استخدام الأجهزة الشخصية في العمل. كما لاحظ 56 في المئة من مديري تقنية المعلومات عالميّاً (58 في المئة إماراتيّاً) تراجعاً في أداء بعض التطبيقات الرقميّة، مع تراجع الاستفادة منها. وأشار 46 في المئة العينة التي شملتها الدراسة إلى أنهم عانوا تباطؤاً في الوصول إلى التطبيقات عند استخدام الشبكات اللاسلكيّة في المكاتب، في حين عبر 39 في المئة منهم (52 في المئة في الإمارات) عن تراجع سرعة الاتصالات مع زيادة استخدام الأجهزة الشخصية في العمل.
اختراق في «حوسبة السحاب» تشير الأرقام السابقة إلى التقارب الكبير بين توجهات استخدام الأجهزة الشخصية في العمل عالميّاً وإماراتيّاً، باستثناء مسألة سرعة الاتصالات، إضافة إلى مناحٍ اخرى، وفق الدراسة. ومثلاً، عبّرت نسبة كبيرة جدّاً ممن يستخدمون أجهزتهم الشخصية في العمل في الإمارات (92 في المئة) عن اعتقادها بوجوب أن تتخذ المؤسّسات مزيداً من الإجراءات لتحقيق الاستفادة الكاملة من استخدام الأجهزة الشخصية في العمل. وبلغت النسبة 76 في المئة عالميّاً. وفي منحىً آخر، أظهرت الدراسة أن تزايد الاعتماد على «حوسبة السحاب»Cloud Computing والتطبيقات المتخصّصة Specialized Applications تندرج ضمن العوامل التي دفعت بالمستخدمين في الإمارات إلى تبنّي استخدام الأجهزة الشخصية في العمل بنسبة بلغت 40 في المئة، مقابل 33 في المئة عالميّاً. وعبّر نصف الإماراتيين المستطلعة عن اعتقادهم بأن على مؤسساتهم توفير المزيد من الدعم لمستخدمي الأجهزة الذكية، فيما بلغت النسبة عالميّاً 32 في المئة.
دور المؤسسات وشبكاتها يعتبر الاتصال اللاسلكي عبر شبكات رقميّة في المؤسّسات أفضل ميزة أساسيّة في استخدام الأجهزة الشخصية في العمل. إذ يشير 45 في المئة من الموظفين عالميّاً (50 في المئة إماراتيّاً) إلى أنهم لا يعانون من عدم الوصول لاسلكيّاً إلى شبكة المؤسسات التي يعملون لديها. كما يعتقد 92 في المئة من هؤلاء في الإمارات، بأن وجود الاتصال اللاسلكي يؤثّر إيجابيّاً على الأعمال. وعالمياً، حصر 68 في المئة من هذه الفئة، أهمية الاتصال اللاسلكي مع شبكات مؤسّساتهم، في تحسين سير الأعمال. كما اعتبر 44 في المئة من المستطلعة آراؤهم في الإمارات أن البقاء على تواصل دائم هي أهم ميزة يتطلع إليها الموظفون الذين لا توفر لهم مؤسساتهم قدرات الاتصال اللاسلكي، في حين بلغت النسبة 26 في المئة عالميّاً. كذلك اعتبر 36 في المئة من الموظفين عالميّاً (31 في المئة في الإمارات) أن الكفاءة والإنتاجية تمثّلان أبرز الدوافع لاستخدام الشبكات اللاسلكية. في المقابل، رأى 30 في المئة من العيّنة الإماراتيّة (24 في المئة عالميّاً) أن المرونة في العمل هي الدافع الأبرز في ذلك الأمر. وبيّنت الدراسة عينها أن محدودية قدرات شبكات المؤسّسات تشكّل إحدى العوائق أمام الاستفادة من الأجهزة الشخصية في العمل. ولكنها لم تمثّل عائقاً مفرداً بحد ذاته. إذ أشارت الدراسة إلى أن 84 في المئة من الموظّفين عالميّاً (70 في المئة إماراتيّاً) يعتقدون بأن اعتماد سياسات إيجابيّة حيال استخدام الأجهزة الشخصية في العمل، يمنح المؤسسة مزايا تنافسية قويّة. كما تبيّن أن عدم اعتماد سياسة متّسقة في ذلك الأمر، يؤثّر سلبيّاً على اداء المؤسسة وموظّفيها. ولا تزال الثقة في الموظفين تلعب دوراً كبيراً في سماح الشركات لهم باستخدام الأجهزة الشخصية في العمل. إذ بلغت نسبة مديري تقنية المعلومات في الإمارات ممن يعتقدون بأن الموظفين يفهمون متطلبات الوصول إلى الشبكات الرقمية والصلاحيات الممنوحة لأجهزتهم الشخصيّة، قرابة 14 في المئة، وهي من النسب الأكثر تدنيّاً، مع ملاحظة أن المعدل العالمي يلامس 26 في المئة. وترك هذا الأمر آثاراً على سلوك الموظفين ممن يستخدمون الأجهزة الشخصية في العمل. إذ أشار 16 في المئة منهم إماراتيّاً إلى تهديد أمني يأتي من تلك الأجهزة، فيما بلغ المعدل العالمي 26 في المئة. وربما يبرّر التفاوت أن القلق الذي يشعر به مديري تقنية المعلومات في الإمارات، يفوق ما يشعر به نظراؤهم عالميّاً.