المواقف السياسية في اليمن بين شريكي السلطة تفصح تطورات غاية في الخطورة على اثر تحركات المليشيات المتطرفه التي ينطبق عليها تعريف قوات شبه حكومية نظرا لخلو محاور وخطوط وطرقات تحركاتها من المقاومة واختفاء كامل لكل مؤسسات الدولة المدنية والعسكرية عن مسرح تحركاتها التي اطلق عليها بقايا النظام في اليمن تسمية ( بالقاعدة ) وفقا لفكرة واهداف سياسية وعسكرية واضحة تؤكدها طبيعة التحركات ووصولهابوتائر عالية في اوقات قياسية الى عدد كبير من المحافظات مثل ابينوشبوةومارب ووصولها مشارف حضرموتوالبيضاء وحجة وصعدة بالتزامن مع اعمال عنف وارهاب ينفذ لخدمة فكرة واهداف بقايا النظام السياسي الذي كان قد توعد على لسان (الرئيس منتهي الصلاحية ) بكل ما يعتمل الان على الارض وإحتمالات بتداعيات بالغة الخطورة قادمة حتماً نتاج التطورات الراهنة . إن المشهد الحالي في واقع الامر لم يكن مفاجئاً نظراً لوضوح فكرة واهداف ومخططات رئيس النظام التي اعلنها من معسكر الامن المركزي بصنعاء وعلى الهواء مباشرة (خطة تنظيم القاعدة ) ,في 23 ابريل 2011م وحددها على النحو التالي (ابين , شبوة , حضرموت , مارب , البيضاء , الجوف . ) وذلك في حفل تخرج دفعات الكليات العسكرية اي قبل اكثر من عشرة اشهر مؤكداً اذا تم اسقاط النظام وانهيار السلطة فان تنظيم القاعدة سوف يقوم باحتلال تلك المحافظات . بالتحليل الموضوعي لتصريح رئيس النظام مع ما يحدث اليوم على الارض في عدد غير قليل من المحافظات يؤدي الى استخلاص فكرة واهداف بقايا النظام والاجراءات التي اتخذها منذ اكثر من عشرة اشهرفي جوانب تحضير اليمن لتصبح بؤرة تهدد الامن والسلام في العالم . كما ان المبادرة الخليجية التي سعى اليها رئيس النطام حينها مضيفاً الى بنودها الحصانة من الملاحقات القضائية (الفانونية )شجعت على تطوير فكرة احراق اليمن بنيران خارجية , كما ترتكز الفكرة على الاستفادة من بعض المؤسسات المدنية والعسكرية التي لازالت تحت ادارة وامرة افراد من الاسرة الحاكمة في اليمن وبعض المحافظين ومدراء المديريات ومدراء بنوك اضافة بعض القيادات الامنية والعسكرية التي تلعب دورا محورياً في دعم القوات شبه الحكومية من المليشيات المتطرفة التي يطلق عليها (القاعدة)كما اعتمدت الفكرة على خبرات النظام في تنظيم في ممارسة إرهاب الدولة باستخدام العناصر المتطرفة واساليب التخلص منها , او ترويضها في السجون من ثم ابتداع مسرحيات هروبهم من السجون , متزامناً مع وصول مشروع قانون الحصانة الى مجلس النواب كل تلك الحسابات السياسية والعسكرية والخبرات المكتسبة في جوانب الارهاب استخدمت حيثيات لقرار(استخدام القاعدة المنتجة محلياً في اليمن) انطلاقاً من خبراتهم في اسلوب تفكير الدول الغربية وخاصة امريكا واستراتيجيات تلك الدول في التعامل مع الارهاب مما دفع ببقايا النظام الى الاستمرار في تلك الالاعيب وخلط الاوراق لتحقيق الهدف المطلوب من مليشيات بقايا النظام والتي اسندت اليها مهام احكام السيطرة على المحافظات والاستيلاء على المؤسسات المالية والامنية والسجون بالتعاون مع بقايا فلول النظام في المؤسسات المدنية والعسكرية حيث كلفت تلك المليشيات المتطرفة باقامة امارات اسلامية وبالتوازي مع خطاب اسلامي متطرف صريح يعلن فيه برنامج معادي يستهدف مصالح الدول الاجنبية في اليمن وخارجها والتزام خط تنظيم القاعدة الارهابي ان فكرة تلك الخطة تهدف الى خلق مخاوف حقيقية لدى الدول الغربية ودول المنطقة من خلال انشاء اوضاع سياسية وامنية وعسكرية تجعل اليمن تحتل المركز الاول في استراتيجيات دول محاربة الارهاب وبحسب فكرة بقايا النظام تلك الاوضاع سوف تكون دافع قوي لتكوين اجماع دولي وتوافق على قرار تدخل دولي لمواجهة الخطر بحزم وفي اسرع وقت ممكن قبل الوصول الى عام 2013 م .تلك الفكرة يمكن قراءتها في موقف رئيس النظام من السلطة , وايضاً من رفضه القاطع استخدام وحدات الحرس الجمهوري والامن المركزي والقوات الخاصة لمعالجة المستجدات المفتعلة من قبل بقايا النظام في عدد كبير من المحافظات التي تعبث بها تلك المليشيات. كل التحركات والتصريحات لبقايا النظام تؤكد حقيقة اصبحت المشهد المرعب في اليمن وهي ان القرار قد اتخذ بهدم المعبد على رؤوس الجميع ,بعد ان تاكد لهم عدم قدرتهم على تحمل مفارقتهم السلطة وحقيقة انتقالها للاخرين وهو ما اعمى بصائرهم وهم يخططوا لحرق البلاد باستخدام اصدقاءالامس الذي اخلص لهم بقايا النظام لعدة عقود وبحسب اعتقادهم ان الوقت قد حان لرد الجميل من خلال مساعدتهم في انجاز مهام إحراق اليمن بنيران خارجية . *باحث في الشؤون العسكرية لندن 20بناير 2012م