خطاب الإخوان المسلمين صورة ساطعة للنكوصية اما خطاب القاعدة فهو جنون محض , وقد أظهر استطلاع على شبكات التواصل الاجتماعي أن 92% من السعوديين يرون أن تنظيم دولة الإسلام في العراق والشام (داعش) “موافق لقيم الإسلام والشريعة الإسلامية”. داعش التي قتلت آلاف الأسرى من الشباب وذبحت الاطفال واخرجت المسيحيين والشبك والتركمان والايزيديين من ديارهم ارعابا وتهديدا بالقتل، وقتلت الرجال، وسبت النساء والفتيات، واقامت اسواق الجواري في الموصل، واجبرت اهل السنة على تقديم فتياتهم للزواج من مقاتليها جبرا فيما عرف بجهاد النكاح، ونسفت المعابد والمساجد والحسينيات ومراقد الانبياء والاولياء، موافقة للاسلام في رأي السعوديين الوهابيين. فداعش تعتنق الوهابية لكنها ومشروع الخلافة الخاص بها صنيعة اميريكية ومخطط اميريكي، تماما كالإخوان المسلمين وربيعهم العربي.
اختمرت لدى أمراء الدرعية (آل سعود) في القرن التاسع عشر خطة الاستيلاء على كربلاء وفيها العتبات المقدسة الشيعية التي يكرهونها ، وخصوصا ضريح الإمام الحسين حفيد النبي محمد وحقق الوهابيون نواياهم في آذار – نيسان (مارس – إبريل) 1802 .
وجاء وصف تدمير كربلاء في تقرير وصل من العراق إلى سفارة روسيا في الاستانة وكتب قبل صيف عام 1803 من قبل رايمون. وهو شخص عاش آنذاك في العراق وتحدث شخصيا مع شهود عيان عن تدمير كربلاء.
يقول كاتب التقرير : (رأينا مؤخرا في المصير الرهيب الذي كان من نصيب ضريح الإمام الحسين مثالا مرعبا على قساوة تعصب الوهابيين فمن المعروف أنه تجمعت في هذه المدينة ثروات لاتعد ولا تحصى وربما لايوجد لها مثيل في كنوز الشاه الفارسي . لأنه كانت تتوارد على ضريح الحسين طوال عدة قرون هدايا من الفضة والذهب والأحجار الكريمة وعدد كبير من التحف النادرة ... وحتى تيمورلنك صفح عن هذه الحضرة ، وكان الجميع يعرفون أن نادر شاه قد نقل إلى ضريح الإمام الحسين وضريح الإمام على قسما كبيرا من الغنائم الوافرة التي جلبها من حملته على الهند وقدم معه ثروته الشخصية وها هي الثروات الهائلة التي تجمعت في الضريح الأول تثير شهية الوهابيين وجشعهم منذ أمد طويل .. فقد كانوا دوما يحلمون بنهب هذه المدينة وكانوا واثقين من نجاحهم لدرجة أن دائنيهم حدودا موعد تسديد الديون في ذلك اليوم السعيد الذي تتحقق فيه أحلامهم .
وها قد حل هذا اليوم في الأخير ، وهو 20 نيسان (إبريل) 1802 . فقد هجم 12 ألف وهابي فجأة على ضريح الإمام الحسين . وبعد أن استولوا على الغنائم الهائلة التي لم تحمل لهم مثلها أكبر الانتصارات تركوا كل ماتبقى للنار والسيف ... وهلك العجزة والأطفال والنساء جميعا بسيوف هؤلاء البرابرة . وكانت قساوتهم لاتشبع ولا ترتوي فلم يتوقفوا عن القتل حتى سالت الدماء أنهارا ... وبنتيجة هذه الكارثة الدموية هلك أكثر من أربعة آلاف شخص ... ونقل الوهابيون ما نهبوه على أكثر من أربعة آلاف جمل . وبعد النهب والقتل دمروا كذلك ضريح الإمام وحولوه إلى كومة من الأقذار والدماء . وحطموا خصوصا المنائر والقباب لأنهم اعتقدوا بأن الطابوق الذي بنيت منه مصبوب من ذهب) .
وذاك من هذا.
في حديث منسوب الى النبي يقول: "يوشك ان ياتي على الناس زمان لايبقى من الاسلام الا اسمه، ولا يبقى من القرآن الا رسمه، مساجدهم عامرة وهي خراب من الهدى، علماؤهم شر من تحت اديم السماء، من عندهم تخرج الفتنة وفيهم تعود"