عبر ملتقى أبناء شهداء ثورة 14 اكتوبر عن استغرابه الشديد لتلك الأصوات التي وصفها ب(النشاز) والتي تتعرض للتصالح والتسامح وثقافة المسيرة الوطنية ومضمونها الحضاري الإنساني والتي أكد قصور كل أطراف العمل الوطني الجنوبي في تعزيزها وجعلها مشروعا وطنيا يستنهض كل الطاقات والجهود الوطنية نحو مشروع المستقبل حيث يكون أساسه مصالحة وطنية شاملة تعالج أثار الماضي وتضمن المستقبل من عدم عودة أمراضه , لافتا إلى أن التصالح والتسامح هو مكسب للشعب أولا وأخيرا وهو الذي ذاق ويلات الماضي وصاحب المصلحة منه وفرضه كحقيقة واقعة على الأرض استلزمت وجوده طبيعة المعركة الحضارية السلمية التي يخوضها شعبنا البطل لأجل البقاء وخوفا من خطر الفناء، وبالتالي لا يتصور البعض انه يستطيع التطاول على ما يعتبره شعبنا الأساس وحجر الزاوية في نضاله الوطني لأجل قضيته المشروعة والعادلة . واستنكر ملتقى أبناء شهداء ومناضلي ثورة 14 أكتوبر المجيدة في بيان أصدره اليوم حصل (حياة عدن) على نسخة منه وبشده لما يمارسه البعض ممن قال بأنهم قد دأبوا على ممارسة ثقافة الإقصاء والتهميش والوصاية على الشعب الجنوبي مخاطباً أياهم بالقول (نقول لأولئك المتهكمين أولا تصالحوا مع أنفسكم قبل أن تفعلوا ذلك مع الآخرين ولا تعكسوا أمراضكم على شعبنا المشغول تماما والمشغول لا يشغل ، ولا تتوهموا أنكم ستمارسون أنانيتكم المفرطة مجددا وتهيمنون على قضية شعب بأكمله وتقررون مصيره بدلا عنه مهما كان رصيدكم أو موقعكم فالنضال الحق لا يكون عند المناضلين الاحقاء كماركة تجارية مسجلة تتيح لصاحبها مصادرة حقوق الشعب المعروفة ،و تمنحه الحق في تقرير مصير الشعب نيابة عنه ، فهذا الحق يخص الشعب فقط والمناضلون ليسو سوى وقود لحرية شعوبهم وحقها بالعيش الكريم، واحمدوا الله الذي من علينا بنعمة التصالح والتسامح وهي التي مكنتكم من أن تطلوا برؤوسكم مجددا فكان حريا بكم أن تصونوها وتعززوها وليس بان تمتطوها وتفصلونها على مقاساتكم فعودوا لصوابكم ولا تكونوا إخوة للشيطان أم أنكم تريدون العودة للماضي .
وانتقد ملتقى أبناء شهداء ومناضلي ثورة أكتوبر في بيانهم مواقف دول الجوار والمجتمع الدولي والإقليمي تجاه ما يعانيه شعب الجنوب وتجاهلهم لقضيته العادلة والمشروعة , مشيرا إلى مشروع الحوار الوطني وأضاف ( أن العملية السياسية التي تعتمل ألان أراد الآخرون للآسف إقصاء شعب الجنوب منها ولم يكن في ذلك أمام شعبنا من خيار، فلقد تم منذ البداية تجاهل وجود شعبنا ونضالا ته وتضحياته وقضيته من قبل القوى الإقليمية والدولية الشقيقة والصديقة التي أنتجت هذه العملية السياسية ومخرجاتها،وبالتالي فأن شعبنا وكافة قواه الشريفة الحية لا يمكنها أن تكون معنية فعلا بالقرارات والإجراءات التي أعلن عنها مؤخرا من قبل بعض العواصم العالمية لان هذه العواصم نفسها للآسف لم تعمل منذ البداية على جعل الجنوب وقضيته وحركته الوطنية طرفا شريكا فيها كبقية الأطراف ،فشعبنا وحركته النضالية السلمية وكل مناضليه وشرفائه لا يملكون الأرصدة والأصول والممتلكات الضخمة المنهوبة بالخارج بكل تأكيد،بل على العكس من ذلك فأن هذه الأصول والأموال الضخمة المهربة للخارج هي تخص شعبنا الذي تعرض لواحدة من أكبر عمليات النهب والسلب والجريمة المنظمة من قبل متنفذو سلطات الاحتلال حلفائها وشركائها وأجهزتها في صنعاء، فكيف يعقل أن يجلد شعبنا في ما لا ذنب له فيه وهو المجني عليه ،فهل يرى احد له عقله في رأسه أن في هذا شيء من العقل ؟ ووجه الملتقى الدعوة إلى الأشقاء أولا والأصدقاء ثانيا إلى إعادة النظر جديا في هذا السير الغير طبيعي والغير مجدي(على الأقل جنوبيا) لهذه العملية السياسية القائمة التي تفضلوا و أوجدوها و التي للآسف لا تلامس الواقع ولا تستوعبه جيدا بل وتصادمه وبدلا من ان يكون الجنوب شريكا فاعلا فيها ،فأنها تدفعه إلى خيارات اقل ما يمكن أن يقال فيها أنها قد تكون مرة . واختتم الملتقى بيانه بالقول (سنمضي يد بيد نحو حريتنا والمستقبل الذي ننشده لأجيالنا القادمة والذي يجب ان نكون فيه جميعا شركاء دون إقصاء أو تمييز أو تخوين ، لان الذي يستسهل تخوين الآخرين ويزايد عليهم هو أكثر الناس قدرة على ارتكاب الخيانة ، سنمضي بحول الله نحو المستقبل المشرق بعيون شبابنا وأطفالنا الجميلة التي ترى العالم أفضل وجمل مما نراه نحن بهم ولهم ولأجلهم سيحين يوم الخلاص وان غدا لناظره قريب. وعاش شعب الجنوب حرا ,,, آبيا)