استضاف منتدى حالمين للوعي الثقافي عصر يوم الخميس الموافق 12\7\2012م الدكتور خالد مثنى حبيب أستاذ الفيزياء المشارك – جامعة عدن عضو المجموعة الأكاديمية في الحراك السلمي الجنوبي في حلقة نقاشية تحت عنوان " محاولات وأد الثورة الجنوبية السلمية وكيفية التصدي لها " . حيث أشار الدكتور إلى إن هناك محاولات حثيثة لا حصر لها تستهدف الحراك الجنوبي السلمي هذه الأيام من قبل نظام الحكم في صنعاء وبعض القوى الإقليمية والدولية التي تسعى إلى فرض أجندتها على الجنوب وموقعه الجغرافي الهام والتي تسخر إمكانياتها المادية وطاقاتها الإعلامية وأجهزتها الاستخبارية لتفكيك الحراك الجنوبي عبر وكلا لها في الجنوب من بعض الشخصيات والنخب السياسية المرفوضة من قبل شعب الجنوب . وقال الدكتور خالد إن الحرب الإعلامية والنفسية الموجهة ضد الحراك ظهرت بأساليب وأشكال مختلفة منها تشويه الحراك وإلصاق أليه التهم الباطلة كتهمة الحراك المسلح والارتباط بالقاعدة والحوثية وإيران كمقدمات لضربه كما هو حاصل في الهجوم على مواطني المنصورة.
وتطرقت المداخلة إلى محاولة إظهار الحراك بأنه عشوائي وبدون قيادة بالإضافة إلى التفريخ المستمر لمكونات جديدة وليدة اليوم تحمل مشاريع غير واضحة بهدف خلط الأوراق والالتفاف على القوى الأساسية في الحراك وحرف مسار الثورة.
وفي هذا السياق نوه الدكتور حبيب في مداخلته إلى إن أهم شروط تحديد المكون السياسي هو أن لا ينحصر في مدينة أو محافظة بعينها بل يكون له امتداد وتواجد في جميع محافظات الجنوب وعدا ذلك سوف يتم التعامل مع مثل هذه المكونات بمقدار حجمها في الشارع فقط . وأشارت المداخلة إلى أن الحراك له قيادة سياسية ممثلة بالرئيس البيض والزعيم الثوري حسن باعوم ويمتلك أساس تنظيمي وبوصلة تحدد مساره نحو الهدف المنشود ويضم في صفوفه الكثير من السياسيين والدبلوماسيين.. وغيرهم من الكفاءات والطاقات الشابة التي جعلت من الحراك يتطور باستمرار ويتوسع أفقيا وراسيا بالرغم من النواقص التنظيمية والمالية والإعلامية.
وأشار الدكتور خالد في المداخلة إلى إن الحراك قابل للهيكلة وإعادة ترتيب صفوفه القيادية بعناصر نزيهة ومناضلة من داخل الثورة وليس من خارجها في حين إن الحديث عن الإقصاء والتهميش الذي يردده البعض هو كلام مردود عليه فلا يجد في الثورة شي مثل هذه المصطلحات ففضاء الثورة يتسع لمن يريد إن يتقدم الصفوف ويضحي ولكن قد يوجد شي مثل هذا في الدولة ولإزالة اللبس في هذه النقطة حدد برنامج الحراك بوضوح قيام الدولة الجنوبية المنشودة على أساس الديمقراطية والتعددية السياسية باعتبار إن الجنوب لكل الجنوبيين دون استثناء , وعلى غرار ما حدث في ثورة مصر .
كما فندت المداخلة الإشاعات التي تزرع اليأس في نفوس الحراكيين حول استحالة فك الارتباط إما نتيجة لغلبة الشمال على الجنوب عددا وعدة أو لمعارضة المجتمع الدولي لقيام دولة في الجنوب , واستدلت على وقائع محلية وتجارب دولية عديدة تدحض مثل هذه المزاعم ,منها استقلال اريتريا عن أثيوبيا وتيمور عن اندونيسيا وكوسوفو عن صربيا وبنما عن كولومبيا وغيرها بطرق العنف موضحا إن موضوع الجنوب على العكس من ذلك وأسهل بكثير لسببين الأول إن الجنوب ليس ضمن دولة الشمال بل كان دولة ذات سيادة قرر مصيره في عام 67 والثاني انه ينبذ العنف ويناضل سلميا لاستعادة دولته الجنوبية في ضل هامش ديمقراطي مفروض بقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2014. كما أشارت المداخلة إلى إن هناك حملة تشويه للقيادات الثورية الحقيقية في الجنوب واستنساخ شخصيات بديله لا ترتقي إلى مستوى الثورة وتلميعها بهدف إحداث الفرقة والتجزئة داخل الحراك , وفي هذا السياق أكدت المداخلة إن ماكينة الثورة الجنوبية هي الإرادة الشعبية وليس إرادة النخب السياسية وإن وعي الشعب في الجنوب سبق وعي النخب لذلك فهو يعرف كيف يختار قيادته ويراقب أفعالهم وليس أقوالهم . وبالنسبة للحوار المزعوم اقترحت المداخلة رفض شعب الجنوب لأي حوار يتم بغياب ممثله الشرعي الأستاذ علي سالم البيض وأي طرف جنوبي يحاول الدخول منفردا في هذا الحوار فلن يمثل إلا نفسه وسوف يسقط سياسيا وأخلاقيا أمام هدير الجماهير الثائرة.
وتطرقت المداخلة إلى الإشاعات التي تحاول إحياء الشروخ في الجنوب بعد إن التأمت كالحديث عن القضية العدنية وقضية انفصال حضرموت وفندت المداخلة هذه المزاعم على إن الجنوب يمتلك دولة وارض وهوية واحدة منذ عام 67 بموجب اتفاقية جنيف الخاصة باستقلال الجنوب وباعتراف المجتمع الدولي ودخلت الوحدة مع الشمال على هذا الأساس وسوف تعود إنشاء الله على هذا الأساس وبحلة جديدة وفي هذا السياق فقد تمت الإشارة في برنامج الحراك لسلمي وكذا تطمينات من الرئيس البيض إلى مراعاة خصوصية كل محافظة وعدم الممانعة في قيام دولة جنوبية فدرالية.
كما فتح باب النقاش من قبل الحاضرين وتم إغناء المداخلة بملاحظات ومقترحات قيمة حول التصدي لمحاولات الالتفاف على الثورة الجنوبية السلمية ليتم رفعها إلى أكاديمي وقيادات الحراك لتفنيدها وتصويبها ليتم بعد ذلك تعميمها على جميع نشطا وأعضاء الحراك . وكان من أهم الملاحظات المطروحة هي القيام بثورة ثقافية توازي الثورة الشعبية السياسية لتوعية الشباب وتحصين الحراك من الاختراقات وكذا الإشادة من جميع الحاضرين بقرار منظمتي الحزب الاشتراكي اليمني بحالمين والحبليين بفك ارتباطهما بصنعاء. حضر الندوة عدد كبير من المواطنين وفي مقدمتهم قيادات الحراك السلمي في مديريات ردفان حالمين والحبيلين وحبيل الجبر وقيادة منظمة الحزب الاشتراكي في حالمين وعدد من الأكاديميين والمشايخ وأعضاء المجالس المحلية.